الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعد الخوف خاصية قديمة قدم الإنسان، فالإنسان منذ وجوده على الأرض يخشى الطبيعة، ولولا الخوف ما كانت حضارة الإنسان، لكن قد يبلغ فرط الإحساس بالخوف لدى البعض إلى حد الفوبيا( أو الخوف المرضى ) الذي يتجاوز الخوف الأنطولوجي (الوجودي) الناتج عن وعي الإنسان بوجوده، وما يعنيه هذا الوجود من مسئولية الاختيار، فيصبح قيداً يحد من الوجود الفعال للإنسان، يشل قدراته، ويحجب إمكاناته، ويجعله ملتصقا بذاته، هيابا، مترددا، فاقدا للثقة بذاته. ويأتي مصطلح فوبيا (Phobia) من الكلمة اليونانية (Phobos)، ومعناها خوف ورعب مفاجئ هائم، والكلمة مستمدة من اسم الإله (Phobos) الذي توعز إليه المقدرة على إثارة الخوف والرعب في الأعداء. ومشكلة الفوبيا الاجتماعية أو اضطراب القلق الاجتماعي ليست مشكلة جديدة فقد وصفها هيبوقراط Hippocrates قديماً باعتبارها: ” إحساس بالخجل والشك وعدم الثقة والمهابة أو الخوف، إحساس يقيد الفرد.... يجعله لا يجرؤ على التفاعل مع الجماعة لخوفه من أن يسيء التصرف، أو أن يظهر فى صورة مزرية، لا يحسن فيها الأداء أو القول، فهو يعتقد أنه مراقب من كل الناس.... ”. (ماركس Marks، 1969: ص272) ويحتل اضطراب القلق الاجتماعي موقعاً في تصنيف الأمم المتحدة المعروف ” بالتصنيف الدولي العاشر للاضطرابات النفسية والسلوكية ” (ICD-10) الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية(WHO) في عام ۱۹۹۲، حيث يضع القلق الاجتماعي ضمن فئة ”اضطرابات القلق الرهابي Phobic Anxiety Disorder ”، مستخدماً مفهوم ” الفوبيا الاجتماعية Social Phobia” الذي يتحدد في هذه الوثيقة الدولية بأنه ” اضطراب يبدأ غالباً في مرحلة المراهقة، ويتمركز حول الخوف من نظرة الآخرين Fear of Scrutiny يؤدي إلى تجنب المواقف الاجتماعية، وتبدو الفوبيا الاجتماعية في أعراض نفسية أو سلوكية أو فسيولوجية، وتظهر في مواقف اجتماعية معينة، حيث يعتبر الإحجام عن المواقف الرهابية Phobic Situation من أبرز معالم الفوبيا الاجتماعية، الذي يبلغ في الحالات الشديدة حد العزلة الاجتماعية الكاملة، وعادة ما ترتبط الفوبيا الاجتماعية بانخفاض مستوى تقدير الذات والخوف من النقد. |