الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تحتل اللغة العربية مكانة مهمة عند الشعوب جميعاً ، فمكانتها عندهم كبيرة ؛ حيث يتمكنون من خلالها من تحقيق أغراض متنوعة كالسعي وراء وظيفة أو الرغبة في قضاء وقت يستمتع فيه بالسباحة ، أو الحصول على درجة علمية أو حرصاً على امتلاك مهارة القراءة ليتصل بكتاباتهم ، ويمارس لغتهم ، ويفهم تقاليدهم ، ويعيش ثقافتهم . أما العرب فمكانة العربية عندهم واضحة لا جدال فيها ، وبخاصة المسلمين ؛ حين نجد الدين الإسلامي الذي تدين به الأكثرية الساحقة من العرب جاء مقروناً باللغة العربية ، وليس من اليسير قراءة القرآن الكريم والحديث الشريف وفهمهما ولا حتى تأدية شعائره من غير معرفة اللغة العربية . كما تحظى اللغة العربية أيضاً بمكانة بالغة الأهمية عند المسلمين من غير العرب ، ويتضح هذا في أقوال كثير من العلماء ؛ حيث يقول الخوارزمي : ” والله لأن أهجي بالعربية أحب إليَّ من أن أمدح بالفارسية ” ، وقد ترجم المسلمون غير العرب حبهم للعربية في أعمال وأبحاث عديدة مثل الفهرست لابن النديم ، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي ، وتاريخ التراث العربي لفؤاد سركين التركي ، فقد عشقوا اللغة العربية وعكفوا عليها درساً وتأليفاً وتركوا لنا تراثاً عربياً إسلامياً نفخر به . وقد صرح ابن تيمية بوجوب تعليم اللغة العربية ؛ فقال : ” إن اللغة العربية من الدين ، ومعرفتها فرض واجب ، وإن فهم الكتاب والسنة فرض ، ولا يفهمان إلا باللغة العربية ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ” . ولقد لقي تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها اهتماماً كبيراً في جمهورية مصر العربية ، وقد كان الأزهر الشريف هو الرائد في ذلك ، وأنشأ لهذا الغرض معهداً خاصاً هو معهد الدراسات الخاصة ، ويقبل الطلاب في هذا المعهد وبخاصة طلاب المستوى المبتدئ على تعلم اللغة العربية تحقيقاً لعدة عوامل ، يحتل العامل الديني فيها المنزلة الأولى ؛ حيث إن هؤلاء الطلاب يدينون بالدين الإسلامي وليس لديهم أية خلفية مسبقة عن اللغة العربية ، فيدفعهم إسلامهم إلى دراسة العربية حتى يتمكنوا من فهم الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وكافة العلوم الدينية ، كما يحتل دافع لتعلم منزلة لا بأس بها عند هؤلاء الطلاب ؛ حيث يقبلون على دراسة العربية بغرض استكمال دراستهم في الزهر الشريف ، كما أن دافع العمل يشغل مكانة مهمة عند هؤلاء الطلاب ؛ حيث إن بعضهم يحتاج شهادة تفيد تمكنه من اللغة العربية حتى يستطيع العمل في إحدى الأعمال في بلاده التي تتطلب ذلك . |