الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 279 |  |  |
| | | from | 279 | | |
المستخلص
في نهاية هذه الرحلة تتبدى أمور وتتكشف أسرار. وكل الذي أرجوه أن يصبح هذا القرطاس منذ الآن كشافا ناصعا ومرجعا طيِّعا لكل من يمم وجهه شطر هذه السيرة والمسيرة الأدبية الرائقة، مبتغيا الإلمام بها والتعرف على تراث صاحبها، بعيدا عن إغراق المغرقين، وتسطيح العَجِلين.
ولقد كنت قد ابتدأت عملي في هذا البحث منذ عدة سنين، وذاك المرام يتراءى أمام ناظريّ ويختفي، كما تتراءى النجوم البعيدة لناظرها في الليالي الرمادية الباردة وتختفي، ولكني اجتهدت كثيرا لئلا أحيد عن ذاك المرام أو أميد، عسى أن يبزغ بعد طول المسير على الهيئة التي أرجو وأريد.
واليوم أتم الله عليَّ النعمة، وأجزل العطاء والمنَّة، حين منح عبده من وافر الأسباب، وعون الآل والأحباب، ما بلغ به غايته وأنجز به خطته. أو هكذا أرجو.
ورغم كل ما لاقيت وكابدت، فقد أصبحتُ اليوم وأنا على يقين - أكثر من أي وقت مضى - بأن البحث في بحار العلوم لا يزيد الطالب إلا نهمًا، وأنه لا يمكن لمسيرة العلم أن تتحدَّد بحد.
إلا أن ما يهوِّن من أمر تلك المكابدة أنها مشوبة بلذة عجيبة لا يَخبرها إلا من عالجها، وخاصة إذا كان طلب العلم في سبيل الله والإصلاح والإنسانية. والله تعالى أسأل أن يجعل عملنا كله صالحا، وأن يجعله لوجهه خالصا، وألا يجعل لغيره فيه نصيبا. آمين.