الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص عرفت مصر منذ فجر التاريخ العمل الجماعى من أجل الخير والنماء، فالطبيعة الزراعية لمصر خلقت مجتمعاً تعاونياً ظهر فى شكل جماعات. ولقد كان الأساس فى عمل الجماعات العمل الخيرى ولكنه كان ينتظم فى فترات ويتفكك فى فترات أخرى حسب الموقف السياسى لمصر ولم تعرف مصر العمل الأهلى بمفهومه الشامل إلا عندما بدأت مظاهر بناء الدولة الحديثة على يد محمد على سنة 1805م فنظام مركزية الدولة فى عهده جعل المجتمع متماسكاً وعمل فى أشكال جماعيه من أجل تحقيق الإكتفاء الذاتى من الإحتياجات الشعبية ومع بداية مظاهر الحضارة الحديثة على يد الخديوى إسماعيل سنة 1863م بدأ العمل الأهلى فى التطور السريع، وعرفت مصر من خلاله الكثير من مظاهر التحديث كالصحافة الأهلية والجمعيات والمسارح وحتى الحدائق العامة والمستوصفات العلاجية. ولقد إشتهرت مصر بأنها دولة المؤسسات ومن المعروف أن الغالبية العظمى من تلك المؤسسات هى مؤسسات أهلية فاستدعى الأمر عمل دراسة عن تلك المؤسسات مع رصد تطورها التاريخى وأثرها فى خدمة المجتمع المصرى. ولقد بدأت فكرة الدراسة بدراسة نشأة العمل الأهلى فى مصر والتى بدأت مع بداية القرن التاسع عشر ومع بداية النصف الثانى من القرن التاسع عشر بدأت الأعمال الأهلية فى التطور وشهدت نهضة حقيقية بدأت مع بداية عهد الخديوى إسماعيل ووصلت لقمتها مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وفى خلال هذه الفترة ظهرت المؤسسات الأهلية بكافة أشكالها وصورها ولقد تمكن الباحث من رصد نماذج لعملية تطور العمل الأهلى ولقد واجه الباحث صعوبات نظراً لقله المادة العلمية المتاحه فى هذا المجال ونظراً لعدم وجود دراسات سابقة تناولت الموضوع وثمة مادة متنوعة قد ساعدت فى إخراج الدراسة على النحو التى ظهرت به وفى مقدمتها الحجج الوقفية المسجلة بسجلات وزارة الأوقاف وإحصاءات الأوقاف ومضابط مجلس الشيوخ وتقارير دار الكتب المصرية عن الدوريات المتاحة فى الفترة محل الدراسة , ومحفوظات مجلس الوزراء , محاضر جلسات تأسيس النادى الأهلى. |