![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يتفق المجتمع الإنسانى على خطورة الفعل الإرهابى باعتباره أحد أعمال العنف التى يسفرعنها العديد من الأرواح والخسائر المادية والمعنوية وتخطى حدود القطرية وقد تفاقمت ظاهرة ارتكاب الأعمال الإرهابية على نحو يمكن أن ينعت قرننا الحالى بقرن العنف . وقد ارتبط الإرهاب بنواحٍ عديدة إيديولوجية واجتماعية وسياسية واقتصادية باعتباره أسلوباً منظماً له دور محدد وهادف فى نطاق استراتيجية الصراع بين الشعوب والمجموعات والأفراد وليس مجرد عمل فردى عفوى .. وإذا كان الإرهاب فى جذوره العميقة عبر القرون البعيدة عبارة عن أعمال فردية منعزلة وخارجة عن إطار أى تنظيم أوسياسة ما إلا أنه باندلاع الثورة الفرنسية الكبرى عام 1789 ظهر كنظام استخدمته الحكومة الشرعية كأسلوب عمل أصطبغ بالصبغة السياسية والتنظيمية. وبتتبع الظروف والحوادث الواقعية التى صاحبت الإرهاب فى نشأته الأولى يمكن أن نتعرف على تلك السوابق التاريخية التى كانت منطلقاً ومبرراً له فى آن واحد.. ولعلنا نلمح – عبر السوابق المتلاحقة لتاريخ الإرهاب – اختلافاً بين كل مرحلة وأخرى من حيث أسلوبه وعناصره وأهدافه وهو ما قد نلمحه كذلك داخل المرحلة الواحدة وفى خارج السوابق التاريخية للإرهاب نلمح كذلك تطوراً لغوياً وفقهياً له حيث تناوله الشراح أولاً باعتباره يهدف إلى تقويض وهدم أسس عمل طبيعته وهدفه نشر الخطر العام ثم باعتباره يهدف إلى تقويض وهدم أسس البنيان الاجتماعى ثم باعتباره نظاماً من أنظمة الرعب يرمى إلى تحقيق هدف معين.. ويعد الإرهاب ظاهرة مجتمعية ودولية معقدة ، وجريمة خطيرة ضد الشعوب والحكومات يستهدف تقويض دعائم الأمن والاستقرار، ويعطل مشروعات التنمية والازدهار، ويسبب أضراراً فادحة على كل المستويات. |