Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الاختيارات الفقهية للإمام الطحاوي وأثرها في تقرير مذهب الأحناف أصولا وفروعًا/
الناشر
جامعة القاهرة. كلية دار العلوم. قسم الشريعة الإسلامية.
المؤلف
حمزة،عماد طه شريف
تاريخ النشر
2007 .
عدد الصفحات
338 ص.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 293

from 293

المستخلص

لم تَحْظَ اختيارات الطحاوي الفقهية وأثرها على المذهب الحنفي ـ في العصر الحالي ـ بشيء مِنَ الدراسات الفقهية المتخصِّصة.
وكانت آراء أبي جعفر الطحاوي الفقهية والأصولية تَدُلُّ على فقيهٍ مجتهدٍ، كان له دوره في صياغة فروع المذهب الحنفي، وإثبات رواياته، والذبِّ عنها، كان ذلك في وقتٍ يحتاج فيه المذهب الحنفي إلى عالم مُحَدِّث، يثبت فروع المذهب، ويعضدها، وينافح عنها.
لقد جاءت اختيارات الإمام الطحاوي الفقهية ـ الموافقة والمخالفة للمذهب ـ لتوقف الباحثين على موطن القوة، ومكمن الضعف في فروع المذهب الحنفي الفقهية، والاستدلال عليها.
وكانت الدراسات السابقة، وإن تناولت في طياتها بعض فقهيات الإمام الطحاوي؛ لكنها لم تَتَنَاوَلْ هذه الفقهيات بشيء من التوسُّع، خاصة فيما يَتَعَلَّقُ بأثرها على المذهب الحنفي، واتجهت الدراسات السابقة إلى:
1ـ إلقاء الضوء على الدور الذي قام به الإمام الطحاوي في الحديث وعُلُومِهِ، وذلك في رسالة ماجستير للأستاذ الدكتور (عبدالمجيد محمود) (أبو جعفر الطحاوى وأثره في الحديث )بقسم الشريعةالإسلامية ـ كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة.
2ـ بيان منهج الطحاوي من خلال مؤلفاته، وذلك في رسالة الأستاذ/ سعد بشير ـ رسالة ماجستير ـ (الإمام
أبو جعفر الطحاوي ومنهجه في الفقه الإسلامي) كلية الدراسات العليا ـ الجامعة الأردنية.
3ـ إلقاء الضوء على شخصية الإمام الطحاوي الثقافية والعلمية، من خلال رسالة دكتوراه للأستاذ الدكتور/ عبدالله نذير أحمد (الإمام أبو جعفر الطحاوي فقيهًا))، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ـ جامعة أم القرى ـ بمكة المكرمة.
ولما كان ثم فراغ في جانب تأثير فقهيات الإمام أبي جعفر الطحاوي على المذهب الحنفي خاصة، اتجهت إلى إكمال وتتويج هذه الأعمال الرفيعة، والتي بدأها الأستاذ الدكتور/ عبدالمجيد محمود، لتكون كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة قد تناولت أثر ثقافة الإمام الطحاوي في الحديث والفقه ـ معًا ـ، فتكتمل بذلك حلقة في شخصية الإمام الطحاوي الثقافية، والتي تحتاج إلى عشرات الرسائل؛ لتحيط بمعالم هذه الثقافة النادرة.
ثانياً: أهمية الموضوع:
كان الجانب العقلي أحد الجوانب المتميزة في فكر فقهاء المذهب الحنفي؛ حيث جعلوا للرأي المبني على أصولٍ وأُسُسٍ منطقية مكانًا بين أساليب ومناهج الاستنباط، فلم يَكُنِ النصُّ عندهم أداة لتوقف طاقة العقل؛ بل كان النص هو المحرك الرئيسي؛ ليتأمل العقل، ويطرح كُلَّ ما يتعلَّق بالإمكان والاحتمال في فَهْمِ المراد مِنَ النصِّ، وقد تعمَّق فقهاء الأحناف في باب الرأي، وتوسَّعُوا فيه توسُّعًا، رَأَى فيه خُصُومُهم إقصاءً لبعض نصوص السُّنة، فَوَجَّهُوا لهم سَيْلًا من الاتهامات على مَرِّ التاريخ، تَصُبُّ كلها في اتجاه واحد، وهو أن الأحناف ضربوا النصوص بالآراء، وأهملوا الأدلة النصية في مقابل العمل بالرأي والقياس، ولقد حَظِيَ الإمامُ أبو حنيفة بالقدر الأكبر من هذه الاتهامات التي ثبت بالتحقيق زيفُها وبطلانُها.
وَظَلَّ المذهب الحنفي في مواجهة نبال وسهام المخالفين له، حتى قَيَّضَ الله ـ تَعَالَى ـ له رجلًا فقيهًا، وإمامًا محدثًا، تعمَّق في المذهب الشافعي، ودرس أصوله وقواعده وفروعه، ثم اتجه إلى المذهب الحنفي، فَأَسْدَى له أكبر مِنَّة، وأعظم عطية؛ وهي بيان حقيقة التوازن في الاستدلال داخل المذهب بين النصِّ والرأي؛ وذلك لِدِرَايَةٍ مِنْهُ عظيمةٍ بعُلُوم الحديث، وحفظ الأسانيد والمتون، وسبر الطرق، والوقوف على عللها، والتفرُّد ببعضها، وذلك هو الإمام أبو جعفر الطحاوي، الذي جَعَلَهُ الإمام الذهبي في طبقة أبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني، من حيث رتبة الاجتهاد في المذهب الحنفي، ومن تَتَبَّعَ كُتُب الفقه الحنفي يقف على قدر أبي جعفر الطحاوي، فهو صاحب رواية معتمدة عن أئمة المذهب، نقلًا عنهم، وتخريجًا على أقوالهم وأصولهم.
ومهما حاول الباحثون أَنْ يُظْهروا مرتبة أبي جعفر الطحاوي الفقهية، وأثرها في الفقه عامة، وفي فقه الحنفية خاصة، فَلَنْ يَتَمكنوا مِنَ الإِلْمَامِ بكُلِّ معالم هذه القوة.
ثالثًا: التعريفُ بمفرداتِ عُنوانِ البحثِ وحدودهِ:
الاختيارات جمع اختيار ويطلق في اللغة على الانتقاء والاصطفاء يقال : خير بين الأشياء : فضل بعضها على بعض ، وخير الشيء على غيره فضله عليه ومنه قوله تعالى ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ) ” القصص : 68 ”والاختيارات جنس عام يشمل كل الاختيارات الفقهية وغيرها ، وقيد الفقهية أخرج الاختيارات الدينية غير الفقهية من علوم اللغة والحديث والتفسير والعقيدة والأخلاق . .. إلخ
وقيد الطحاوي ، أخرج الاختيارات الفقهية المنسوبة إلى غيره من الفقهاء .
أولًا: اختيارات أبي جعفر الطحاوي، وهي :
1ـ ما رجحه قولاً له، أخذ به صراحة، دَلَّ على ذلك قوله الذي لا يحتمل سوى ذلك.
2ـ ما صوب فيه الطحاوي قولاً من أقوال الفقهاء واستدل له، وتبين من خلال استدلاله ميلُه إلى هذا الاتجاه الفقهي.
ثانيًا: أثر اختياراته الفقهية على مذهب الأحناف، وتقريره الذي يعني:
1ـ حكاية المذهب على وجه التحقيق والتصويب لرواياته.
2ـ تقرير المذهب من جهة إثبات فروعه، والاستدلال على صحتها.
3ـ بيان أوجه القوة والضعف في فروع المذهب وقواعده، من خلال موافقة المذهب الحنفي أو مخالفته.
4ـ تقرير فروع المذهب الحنفي الفقهية، و تقريبها للعقول.
5ـ المبالغة في تحقيق المعنى، وتصويره بعبارات مختلفة وأدلة متنوعة (فيما يتعلَّق بفروع المذهب الفقهية).
6ـ محاولة حمل المخالف للمذهب على الإقرار بصحتة؛ بتقرير الأدلة، وإيضاح أبعادهاودفع الطعون الملقاة في وجه المذهب من جهة الأصول والفروع معًا.
وقد قَسَّمْتُ بحثي هذا إلى مقدمة وتمهيدٍ، وأربعةِ أبوابٍ؛ على النحو الآتي:
أولاً: المقدمةُ:
تناولت فيها أسبابَ اختيارِ موضوعِ البحثِ وأهميتَه وأقسامَه.
ثانياً: التمهيدُ:
تناولت فيه ترجمةً للإمامِ الطحاويِّ.