Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية برنامج ارشادى فى خفض الاحساس بالوحدة النفسية لدى المسنين /
المؤلف
رفاعى، محمد احمد عربى.
الموضوع
المسنون امراض. علم النفس التربوى.
تاريخ النشر
2007.
عدد الصفحات
244ص. ؛
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 258

from 258

المستخلص

تحتاج المجتمعات البشرية فى تقدمها وازدهارها عبر العصور إلى جهود كافة أبنائها على اختلاف مراحلهم العمرية ذكوراً وإناثاً، شباباً كانوا أو شيوخاً، فمثلما يحتاج المجتمع البشرى إلى سواعد الشباب وقوتهم وإبداعاتهم فهو فى حاجة إلى خبرات وتجارب المسنين أيضا 0
ولقد زاد فى الآونة الأخيرة الاهتمام بمجال الشيخوخة وكبار السن باعتبارها من المجالات ذات الأهمية الكبيرة ، وذلك بعد أن تزايدت أعداد هذه الفئة العمرية يوماً بعد يوم نتيجة لارتفاع مستوى الصحة الوقائية، وتحسن ظروف الحياة ، الاجتماعية والثقافية والسكنية، وكلها عوامل تزيد من ارتفاع متوسط عمر الإنسان، كما أن منظمة الصحة العالمية قد خصصت عام 1999م عاماً دولياً للمسنين وأطلقت بهذه المناسبة شعار ”نحو مجتمع لكل الأعمار” وفى هذا الإطار اختارت منظمة الصحة العالمية صحة المسنين موضوعاً ليوم الصحة العالمى، وإن هذا أفضل دليل عما توليه دول العالم بالاهتمام بهذه الشريحة العمرية، وأمام هذا التضخم الهائل فى عدد السنين الذين هم يمُثلون الثروة البشرية للمجتمع، جاء الاهتمام بهذه الفئة العمرية من جانب الباحثين والعلماء فى كافة المجالات سواء منها الطبية أو النفسية أو الاجتماعية أو التربوية وغيرها0 فإن تنمية الموارد البشرية يعتبر هدف لخطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية0 وفى مجال المسنين يمكن تصور المستقبل من خلال دراسة الحاضر، فإهمال هذه الفئة يجعل الشخص الذى يصل إلى سن المعاش وترك العمل يصاب بالعديد من الاضطرابات النفسية كالشعور بالاكتئاب والشعور بالعزلة أو الوحدة النفسية0
ويذكر عبد الباسط عبد المعطى( 1999 : 131) أن المسنين المعمرين وجدوا فى كل المجتمعات مع اختلاف أبنيتها الاجتماعية، وتباين أنظمتها الاقتصادية والسياسية، وأصبحوا يمثلون مسألة اجتماعية، ومشكلة ظاهرة جذبت إليها اهتمام المفكرين والباحثين والمعنيين بالعمل الاجتماعى وأضحت أكثر حاجة من أى وقت مضى، لتدخلات اجتماعية، فاهمة ومخططة واعية بأنماطهم وتبايناتهم وبحاجاتهم وحقوقهم.. وإذا كان الاهتمام بالطفل ضرورة مجتمعية وبالمرأة لأنها نصف المجتمع، فإن الاهتمام بفئة المسنين ضرورة فرضتها أبعاد أخرى باعتبار أن هذه الفئة هي التي حافظت على استمرار وبقاء هذا المجتمع0
ومن ناحية أخرى ترى ثريا عبد الرءوف( 2003 : 201) أن مرحلة الشيخوخة أحد مراحل النمو والنضج التى تتصل بما سبقها من مراحل من عمر الإنسان – ويطلق عليها مرحلة (العمر الثالث) وهى كمرحلة نمو لا يقصد بها النمو بمعناه العام كالزيادة فى الطول أو الحجم أو القدرة على التجدد ولكن يقصد بها القدرة على استغلال وإبراز الإمكانيات والتى قد تظهر فى أى مرحلة من مراحل العمر وقد لا تظهر على الإطلاق وعلى هذا فالمقصود بعملية النمو هو قدرة المسن على العطاء، أى أن يظل قادراً على إستثمار إمكانياته وقدراته، وهناك العديد من النماذج والأمثلة المشهورة مثل توفيق الحكيم وطه حسين وبرناردشو وبرتراندرسل وغيرهم كثيرون وهم ليسوا شواذاً عن القاعدة ولكن الصحيح أنه ينبغى أن يكون كبار السن على مثل هذه الوتيرة، فالشيخوخة أو كبر السن تتحدد بالواقع الثقافى وبنظرة أفراد المجتمع إلى ظاهرة التقدم فى السن ويوضح (أريكسون) Erikson أن النمو فى مرحلة الشيخوخة معناه إكتساب المسن للإحساس بالتكامل وتجنب الإحساس باليأس ويؤثر فى ذلك الإتجاهات السائدة فى المجتمع نحو هذه الفئة0 ويرى ( بيرين ) Bereen أن موقف المسن من ظاهرة الشيخوخة يتحدد تبعاً لاتجاهات المحيطين به من الأبناء والشباب0
ويذكر الباحث أنه إذا كانت العلوم الطبية قد نجحت فى إطالة عمر الإنسان فإنه قد أصبح لزاما على العلوم الإنسانية أن تجعل هذا العمر المديد سعيداً بتوفير وسائل الراحة النفسية ولا يتأتى ذلك إلا من خلال أبحاث ودراسات متعمقة تكشف لنا المزيد من سمات هذه المرحلة واحتياجاتها0
ويعد المسنون الثروة البشرية لأى مجتمع ولا تقف أهمية المسنين عند حدود الاستفادة من خبراتهم حيث يمثلون النضوج العلمى وغزارة الفكر وثرائه، فنجد أن العديد من العلماء يتمثل خير إنتاجهم العلمى فى هذه المرحلة (ما بعد الستين) ويكون لديه أيضا ثراء شخصى بالخبرة الذاتية مع الآخرين ومع الحياة 0 (هبة ربيع، نشوى ذكى،258:2004).
ويرى الباحث أن هذا يتطلب مزيد من جهد الباحثين وتفكيرهم للكشف عن طبيعة كل من أسباب هذه الوحدة وما يصاحبها وسبل التخفيف قدر الإمكان منها مما يمكن أن يترتب عليه من نواتج وآثار من الطبيعى أن المسنين أكثر عرضه من غيرهم من هذه الفئات العمرية الأخرى لهذه الاضطرابات والمشكلات النفسية لما يتميزون به من خصائص نفسية واجتماعية وصحية0
وحتى يتمكن المسنون من القيام بأدوارهم على أكمل وجه وبفعالية مناسبة، كل فى مجاله الذى يعمل فيه وفقاً لقدراته وخبراته وإمكاناته لصالحه ولصالح المجتمع الذى يعيش فيه، فإن ذلك يتطلب إدراكاً وفهماً – من جانب المسنين أنفسهم ومن جانب البيئة الاجتماعية المحيطة – للمرحلة العمرية التى يعيشها المسنون من كافة الجوانب بحيث يتضمن هذا الفهم ما تتضمنه هذه المرحلة العمرية من مشكلات ومطالب قد تنطوى على عدد من الحاجات النفسية التى تدعوا إلى الاهتمام وتكريس الجهود نحو دراستها وبحثها0
(كريمان عويضة، 2003 : 45)
ولذلك يرى عبدالرحمن سليمان (1996 : 15) أن عدم الاهتمام بالمسنين يشعرهم بأنهم ليس لهم مكانة فى المجتمع الحديث ولذلك فالمسن يشعر بعدم الفائدة ويرى الحياة عابثة لا قيمة لها ويكون المسن تربة خصبة للإحساس بالوحدة النفسية ويخشى من الإحساس بالوحدة النفسية أكثر من خوفه من اقتراب أجله0
وبوجه عام تعد مرحلة الشيخوخة إحدى مراحل النمو الأساسية التى يصاحبها العديد من التغيرات الفسيولوجية والبيولوجية والاجتماعية والنفسية0 ويترتب على هذه التغيرات ظهور العديد من المشكلات التى تعوق إنسجام المسن مع أسرته ومجتمعه بوجه عام وتؤثر على حالته النفسية والجسمية، وقد وجد أن الشخص الذى يجبر على ترك العمل يصاب عادة بالاضطراب النفسى والاكتئاب لزيادة العزلة والوحدة وانشغال من حوله بحياتهم الخاصة، وقد تنتج الوحدة النفسية من افتقاد المسن لكل من احترام ذاته وتقديره لها0
(عبدالستار إبراهيم، 1998 ، 30)0
أولاً: مشكلة الدراسة:
يرى الباحث أن مشكلة الدراسة ترتكز على مدى تعلق المسن بعمله ومدى إحساسه بالوحدة النفسية بعد خسارة عمله أو مركزه، ومدى ارتباط تقديره لنفسه بطبيعة أو مركز عمله، وتوجد الوحدة النفسية على أوسع الحدود إذا ما كان الفرد متعلقاً بعمله ومرتبطاً به إلى حد الشعور بالخسارة التى لا تُعوض0 خاصة إذا لم يكن للفرد فرصة للتعويض عن هذه الخسارة بعمل آخر يكسبه الاحترام والتقدير فى عين نفسه وعين من لهم علاقة به0
ويمكن صياغة مشكلة الدراسة الحالية فى التساؤلات الآتية :
1-إلى أى مدى يعانى المسنون من الوحدة النفسية ؟
2-ما الأسس التي يقوم عليها برنامج إرشادى قائم على العلاج المعرفى والعلاج الوجودى فى تخفيف الوحدة النفسية لدى المسنين؟
3-ما فاعلية البرنامج الإرشادي فى تخفيف الوحدة النفسية لدى المسنين ؟
ثانياً: أهمية الدراسة :
تؤكد كثير من تقارير المؤتمرات المعنية بدراسة كبار السن ومشكلاتهم أن تزايد الشعور بالوحدة النفسية تُعد إحدى المشكلات التى تواجه الفئات العمرية الأكبر سناً0 (مالطة23-29أكتوبر ،1982)-(القاهرة17-22نوفمبر،1982)-(القاهرة18-20مايو، 1999)( القاهرة12-14أكتوبر، 2003).
كما أظهرت البحوث والدراسات التى قام بها الباحثون أن الشعور بالوحدة النفسية يتزايد عند المسنين مع التقدم فى العمر حيث ارتفع من 10% عند فئة المسنين فى المرحلة العمرية التى تتراوح ما بين (65-69) عاماً لكى يصل إلى 13% عند الفئة العمرية (70-80) عاماً0 (هدى قناوى، 1989 : 25)، و(عبد اللطيف خليفة، 1991 : 10)0
ويشير مونك Monk ( 1988) أن ما لا يقل عن 12% من المسنين الأمريكيين يعانون من وحدة نفسية حادة وأن هذه المشكلة تحتل المكانة الرابعة فى الترتيب بين إثنى عشرة مشكلة يعانى منها المسنون0
ولقد دعت هذه الأهمية علماء النفس والمهتمين بالصحة النفسية إلى إجراء المزيد من البحوث والدراسات التى تتناول الوحدة النفسية فى محاولة للكشف عما يكتنفها من غموض وما يرتبط بها من عوامل ومتغيرات عديدة، وهنا تكمن أهمية الجانب الذى نتصدى لدراسته، حيث أنها تسعى لدراسة أثر فاعلية برنامج إرشادى فى خفض الإحساس بالوحدة النفسية لدى عينة من المسنين معتمدة على النظرية المعرفية السلوكية وفنيات العلاج بالمعنى الوجودى ولا شك أن هذه الأهمية تنطوى على جانبين أساسين جانب نظرى وآخر تطبيقى0
فمن الناحية النظرية تبين من الإطلاع على بعض البحوث العربية التى أجريت فى مجال كبار السن مثل دراسة (محمد درويش، 1985) ودراسة (عبد الحميد الشاذلى، 1990) ودراسة (مديحة العزبى، 1992) ودراسة (سميرة أبو الحسن، 1996) أن المشكلات التى يعانى منها كبار السن هى الشعور بالوحدة النفسية والاكتئاب والعزلة وبعض الاضطرابات الجسمية وارتباط هذه المشكلات ببعض المتغيرات النفسية والاجتماعية والبيئية مثل السن والجنس ونوع الإقامة والعلاقات الأسرية وغيرها0 ورغم قلة هذه الدراسات إلا أنها تناولت جوانب نظرية لهذه الفئة فقط0 بينما تشهد البحوث والدراسات الأجنبية فى مجال كبار السن كثرة متزايدة فى البحوث التجريبية التى تدور حول فنيات وبرامج إرشادية أو علاجية تهدف إلى تخفيف ما يتعرض له الفرد من شعور بالوحدة النفسية0 مثل (أندرسون Anderson ، 1990)، و(فيليب Filipp، 1997)0
ومن هنا ظهرت الحاجة إلى أهمية البرامج الإرشادية والعلاجية لخفض الشعور بالوحدة النفسية لدى كبار السن وما يترتب على هذا الشعور من افتقاد الفرد لفعاليات العلاقات الاجتماعية وبالتالى معاناة الفرد النفسية لمواقف العجز الناتجة عن عدم اندماجه ضمن الجماعة0
أما عن أهمية البحث الحالى من الناحية التطبيقية فهى تتلخص فى توفير قدر من البيانات والمعلومات حول فاعلية البرنامج الإرشادى فى خفض الإحساس بالوحدة النفسية لدىكبار السن، وذلك من أجل تخفيف ما يشعرون به من وحدة نفسية وهى معلومات لا غنى عنها بالنسبة لأى خطط أو برامج إرشادية يمكن أن توضع لمعاونة هؤلاء المسنين0
ومن هنا يمكن تحديد أهمية الدراسة فى النقاط التالية :
1-قياس وتحديد مدى معاناة المسنين من الوحدة النفسية0
2-فى الجانب الذى يهدف لدراسته حيث يتصدى لدراسة أثر فاعلية برنامج إرشادى فى خفض الإحساس بالوحدة النفسية لدى المسنين خاصة .
ثالثاً: مصطلحات الدراسة :
تتمثل مصطلحات الدراسة فى الآتى :
الوحدة النفسية Loneliness :
ويمكن تعريفها بأنها المعاناة التى يشعر بها المسن عند إحساسه بعدم الانسجام مع من حوله سواء داخل أسرته أو المجتمع الخارجي، والذي قد ينتج عن وصوله إلي سن الإحالة للمعاش أو بسبب وفاة الزوجة أو انصرافها أو انصراف الأولاد عنه .
المسنين Old Aged : ]
ويقصد الباحث بالمسنين فى هذه الدراسة .. الموظف الذى تقاعد من عمله الحكومى لبلوغه السن القانونى للإحالة إلى المعاش وهو (60) سنة0
البرنامج الإرشاديCounseling Program :
هو برنامج مخطط قائم على أسس علمية لتقديم الخدمات الإرشادية للمسنين أفراد المجموعة التجريبية بهدف مساعدتهم على التخفيف من حدة الشعور بالوحدة النفسية .
والبرنامج الإرشادي في هذه الدراسة يعتمد علي:
1-العلاج المعرفي السلوكي : هو شكل من أشكال العلاج النفسي الذي يؤكد علي الدور المهم للتفكير فيما نشعر وماذا نفعل ؟ والطريقة التي نسلكها إزاء المواقف المختلفة التي تواجهنا ويؤكد العلاج المعرفي السلوكي علي أن ما يفكر فيه الأشخاص ويدركوه عن أنفسهم وعالمهم ومستقبلهم ، كلها أمور وثيقة الصلة بمشاعرهم وسلوكهم وذات أثر مباشر عليهم .
2-العلاج بالمعني : هو أحد المدارس العلاجية التي تتبع تطبيقات العلاج الوجودي Existential Therapy ويعتبر العلاج بالمعني أسلوبا جديدا في العلاج النفسي فقد نجح في تطوير فنياته في الممارسة العلاجية ويعد العلاج بالمعني علاجا نوعيا في حالات الأعصبة معنويه المنشأ Noogenic Neurosis أو بعني آخر في حالات الإحباط الوجودي0
رابعاً: حدود الدراسة:
اقتصرت الدراسة على الحدود التالية :
1-مجموعة من المسنين بمدينة بنها وبعض القرى المجاورة لها0
2-مجموعة من المسنين تتراوح أعمارهم ما بين 65-70 عاماً من (الذكور)0
3-تتحدد نتائج هذا البحث فى ضوء المقياس المستخدم وفى ضوء حدود وزمان
ومكان التطبيق0
خامساً: الأساليب الاحصائية المستخدمة :
المتوسط والانحراف المعياري واختبار ” ت ” .
عينة الدراسة : تتكون عينة الدراسة من عشرة أفراد من الذكور .
المقاييس المستخدمة في هذه الدراسة : مقياس الإحساس بالوحدة النفسية لدي المسنين0