الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 197 |  |  |
| | | from | 197 | | |
المستخلص
تتميز البيئة الاقتصادية المتقدمة تقنيا بالعديد من الخصائص مثل الإنتاج الفوري، زيادة الآلية، مرونة الإنتاج، الاهتمام ببحوث السوق، زيادة المنافسة، وغيرها من السمات التي أصبحت تمثل دوافع قوية للوحدات الاقتصادية للبحث عن أفضل الطرق للابتكار والتميز وزيادة جودة المنتجات وخفض سعرها حتى تتمكن من المنافسة العالمية.
كما زاد الاهتمام بالتسويق والأنشطة التسويقية وذلك من خلال قدرتها على تحديد حاجات ورغبات العملاء والعمل على إشباعها بطرق مبتكرة ومتميزة لضمان ولاء العملاء للوحدة الاقتصادية، مما أدى إلى البحث عن أفضل النظم والأساليب لإدارة التكلفة بشكل عام وتكاليف الأنشطة التسويقية بشكل خاص نظراً للانتقادات التي توجه إلى نظام محاسبة التكاليف التقليدي المرتكز على حجم النشاط عادة، في تخصيص وتوزيع التكاليف، وتوفير البيانات والمعلومات اللازمة لعمليات تقييم الأداء، والمفاضلة بين السياسات التسويقية البديلة، وترشيد القرارات الإدارية، وذلك لاختلاف ظروف البيئة الاقتصادية التي ظهر فيها هذا النظام عن البيئة الاقتصادية المعاصرة.
ويعتبر كل ما سبق سبباً في ظهور مفهوم إدارة التكلفة للقضاء على الانتقادات التي توجه لنظام التكاليف التقليدي، حيث يشير مفهوم إدارة التكلفة إلى الاعتماد على مجموعة من الأساليب المتطورة والتي من ضمنها التكلفة المستهدفة، التكلفة المطورة ”كيزن”، تحليل سلسلة القيمة، التكلفة على أساس النشاط وغيرها، وذلك لتخطيط وتحليل وقياس التكلفة والعمل المستمر على خفضها ورقابتها وذلك طوال دورة حياة المنتج الكلية.
وبذلك فإن إدارة التكلفة تشمل تكاليف الأنشطة الإنتاجية والأنشطة التسويقية والأنشطة الإدارية، بدءاً من مرحلة التخطيط والتصميم للمنتج ومروراً بمرحلة التصنيع والإنتاج حتى الانتهاء بمرحلة ما بعد التصنيع والإنتاج، كما تعمل على توفير البيانات والمعلومات التي تمكن من تقييم الأداء واتخاذ وترشيد القرارات الإدارية.
ويقوم نظام محاسبة التكاليف على أساس النشاط بشكل عام وفيما يتعلق بالأنشطة التسويقية بشكل خاص على فكرة تخصيص التكاليف على الأنشطة المتسببة في حدوثها ثم توزيع تكاليف تلك الأنشطة على القطاعات النهائية المختارة التي استفادت منها وذلك بالاعتماد على محركات تكلفة قائمة على علاقة السببية في تخصيص وتوزيع التكاليف على كل من الأنشطة والقطاعات، كما يعمل النظام على توفير قاعدة من البيانات والمعلومات عن الأنشطة التسويقية محل الدراسة والتطبيق وتحليلها وتصنيفها إلى أنشطة مضيفة للقيمة وأنشطة غير مضيفة للقيمة بالإضافة إلى تحديد محركات التكلفة والقطاعات النهائية المختارة.
ولقد أمكن تطبيق نظام محاسبة التكاليف التسويقية على أساس النشاط على إحدى الشركات المصرية التي تعمل في نشاط إنتاج واستيراد وتجارة الأجهزة الكهربائية والتوكيلات التجارية وقطع غيارها ومستلزماتها، مما أكد على المزايا التي يمكن الحصول عليها من تطبيق نظام محاسبة التكاليف التسويقية على أساس النشاط بها.
نتائـــــــج البحث
1- إن البيئة الاقتصادية المتقدمة تقنيا تفرز العديد من التحديات التي يجب على الشركات مواجهتها حتى تتمكن من المنافسة في الأسواق العالمية.
2- في ظل زيادة حدة المنافسة المحلية والدولية والإقليمية زاد الاهتمام بالأنشطة التسويقية وتكاليفها لما لها من تأثير كبير على قدرة الوحدة الاقتصادية على الاستمرار والنمو والمنافسة ، مما أدى إلى زيادة الاهتمام بتخطيط وتحليل وقياس ورقابة وتحسين تكاليف تلك الأنشطة حتى لا تمثل أحد ضروب الإسراف، وذلك للوصول إلى أقل سعر تنافسي وتحقيق ميزة تنافسية.
3- إن نظام محاسبة التكاليف التقليدي بشكل عام ومحاسبة التكاليف التسويقية بشكل خاص يواجه كثيراً من أوجه النقد نتيجة اعتماده على مجموعة من المفاهيم وأسس التخصيص والنظريات التي لم تعد ملائمة في ظل البيئة الاقتصادية المتقدمة تقنيا.
4- تتوافر في الشركة محل الدراسة (وفي العديد من الشركات المصرية)() الموارد المادية والبشرية والتقنية التي تمكنها من الدخول والمنافسة في الأسواق العالمية، ولكن هناك فجوة بين أساليب ونظم الإدارة وخاصة إدارة التكلفة المطبقة في الواقع العملي وبين الأساليب والنظم الحديثة لإدارة التكلفة في الجانب الأكاديمي والتي تساعد على مواجهة وحل الكثير من التحديات التي تتسم بها البيئة الاقتصادية المعاصرة، مما يتطلب البحث عن أفضل الطرق لتطبيقها بما يتلاءم مع واقع الشركات المصرية والبيئة الاقتصادية التي تعمل خلالها.
5- يعتبر نظام التكلفة على أساس النشاط أحد الأساليب الهامة لإدارة التكلفة خلال دورة حياة المنتج، ويرتبط هذا النظام بعلاقات تكامل وتوافق بينه وبين الأساليب المختلفة لإدارة التكلفة، عملاً على إدارة الأهداف التكاليفية طويلة الأجل لتحقيق مزايا تنافسية للوحدة الاقتصادية، وترشيد القرارات الإدارية.
6- يقوم نظام محاسبة التكاليف التسويقية على أساس النشاط بالقضاء على كثير من أوجه النقد التي توجه لنظم التكاليف التسويقية التقليدية، حيث يعمل على تحقيق تخصيص وتوزيع التكاليف التسويقية بصورة أكثر دقة وموضوعية، كما يعمل على توفير البيانات والمعلومات التي تساعد على تحليل وقياس ورقابة وتخفيض وتحسين التكلفة، تقييم الأداء، المفاضلة بين السياسات التسويقية البديلة، وترشيد القرارات التسويقية.
توصيــــات البحث
يوصى الباحث بما يلي:
1- تطوير نظم التكاليف التقليدية القائمة على مفهوم تحليل التكلفة لتحقيق أهداف قياس ورقابة التكلفة، والأخذ بمفهوم إدارة التكلفة التي تعمل على تحقيق مزايا تنافسية عن طريق إدارة الأهداف التكاليفية طويلة الأجل، وتوفير البيانات والمعلومات التي تساعد على اتخاذ وترشيد القرارات الإدارية.
2- تبنى نظام محاسبة التكاليف على أساس النشاط كأحد الأساليب الهامة لإدارة التكلفة في تخصيص وتوزيع التكاليف الإضافية (الإنتاجية، التسويقية، الإدارية) بصورة أكثر دقة وموضوعية على قطاعات التكلفة النهائية المختارة.
3- توجيه الشركات المصرية إلى أهمية تقييم نظم التكاليف لديها للوقوف على نقاط القوة ودعمها، ونقاط الضعف ومحاولة التغلب عليها بالاستعانة بالأساليب والوسائل المتطورة لإدارة التكلفة، وذلك عن طريق الأساليب والوسائل المختلفة في هذا الإطار.
4- إعادة النظر في التأهيل العلمي والعملي للقائمين على نظم إدارة التكلفة في الشركات المصرية والاهتمام بتدريبهم بواسطة متخصصين للاستفادة بالأساليب الحديثة لإدارة التكلفة، وذلك تقليلا للفجوة بين الواقع العملي والبحث الأكاديمي حسب قدرة كل شركة واحتياجاتها.
5- زيادة الاهتمام بدراسة وتحليل الأنشطة التسويقية وتكاليفها وقدرتها على تحقيق مزايا تنافسية تمكن الوحدات الاقتصادية من الاستمرار والنمو.
6- إعادة النظر في بعض المفاهيم وأسس التخصيص والنظريات التي يقوم عليها نظام محاسبة التكاليف التقليدي التي لم تعد ملائمة في ظل البيئة الاقتصادية المتقدمة تقنيا ونظم إدارة التكلفة الحديثة.
7- توجيه مزيد من الاهتمام لدراسة التطورات في الإنتاج والفلسفات الإدارية ونظم التسويق الحديثة وأثرها على الشركات المصرية.
8- توجيه مزيد من الدراسة والبحث عن أفضل الطرق لتطبيق ما يتناسب مع نظم الإنتاج والتسويق المتطورة والفلسفات الإدارية الحديثة مع واقع الشركات المصرية وخصائص البيئة الاقتصادية التي تعمل خلالها.