الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 281 |  |  |
| | | from | 281 | | |
المستخلص
فلما كنت بصدد اختيار موضوع أتناوله بالدراسة والبحث، انصب تفكيري على أدب الدولة الحمدانية، التي طالما ذكرتني بها مدينة حلب.. تلك التي كانت يومًا ما مسرحًا لأحداث هذه الدولة، وميدانًا جال فيه شعراؤها وأدباؤها وتوافدوا إليها من كل حدب وصوب وهالني أن أتعرف إلى عدد كبير من هؤلاء الشعراء والأدباء ممن طواهم الزمن مع أخبارهم وشعرهم، ويبدو أن شهرة المتنبي شاعر البلاط الحمداني وما أحيط به من هالات العظمة وقوة الشاعرية، والعلاقة الوطيدة التي كانت بينه وبين الأمير سيف الدولة، كل ذلك قد غطى على سيرة هؤلاء الشعراء وفنهم، وكأني به قد حال دون شهرة معاصريه الذين أزاحهم خلفه، ليظهر وحده في صورة الزمن ويتلاشى الآخرون وراء منكبيه العريضين ولواء شعره الممتد.
ولفت نظري من بين هؤلاء الشعراء الشاعر الأديب كشاجم الذي يعد من أبرز شعراء الوصف في القرن الرابع الهجري، فعقدت العزم أن أعيش في رحاب هذا الشاعر، أبحث عن ذاته وفكره وفنه في الوصف من خلال ديوانه الشعري –تحقيق الدكتور ”نبوي عبد الواحد شعلان” الطبعة الأولى، سنة 1997م، مكتبة الخانجي بالقاهرة، وقد آثرته على غيره؛ لأنه أفضل النسخ تحقيقًا وضبطًا وإخراجًا.
وأنهيت البحث بخاتمة عرضت فيها لأهم النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث وأبرز هذه النتائج:
1- أنها أظهرت تعلق كشاجم ببيئته لطبيعية وهيامه بها، فلم يدع غرضًا إلا وكان لها دورها فيه وقد جاء مزجها بشخصيته فكانت الصديق والأم والحبيبة ومن يقرأ ديوانه يجد أن مظاهرها تغلغلت في معظم قصائده.
2- نظم كشاجم في شتى الأغراض والموضوعات وبرز الوصف عنده موضوعًا مميزًا طريفًا متشعبًا، وخاصة ما يتعلق بوصف الطبيعة والخمر ومجالسها ووصف أدوات الكتابة وآلاتها والطرد ووصف المأكولات بالإضافة إلى أوصاف أخرى أجاد فيها إجادة بارعة جعلته من كبار الوصافين في عصره، ولهذا يمكن أن يعد هو والخالدان والصنوبري وابن المعتز وابن الرومي والسري الرفاء من مدرسة واحدة هي مدرسة الوصف والتشبيه، فقد تناولوا الموضوعات نفسها وتأثر بعضهم ببعض وهاموا بوصف الطبيعة.