Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مبدإ الشورى فى الإسلام مقارنة بالمهوم الديمقراطى المعاصر
الناشر
أحمد محمد عبد اللة البهلال،
المؤلف
البهلال، أحمد محمد عبد اللة.
الموضوع
الشورى. الإسلام - نظام الحكم.
تاريخ النشر
2006 .
عدد الصفحات
أ-د، 211 ص. ؛
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 118

from 118

المستخلص

كثيرًا ما يختلف الناس فى موقف الإسلام من الديمقراطية هل يؤيدها أم يرفضها؟ وذلك لأن مفهوم الديمقراطية بمعناها المعاصر مفهوم لم يعرفه السلف فقد وقع خلاف فى الموقف منها بين الباحثين فمن قائل أنها توافق الدين وقائل أنها تعارضه، وتوجد ثمة ملاحظات فى هذا الموضوع:
أولا: أن نقيض الديمقراطية هو الديكتاتورية فإذا قلنا أن الإسلام لا يتوافق مع الديمقراطية فيجب ألا نذهب إلى العكس بل نقول أنه لا يتوافق مع الديكتاتورية أيضا ولا الاستبداد ، وإنما دعى إلى الشورى كمبدأ أساسى من مبادئ الحكم فى الإسلام (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون)( ).
ثانيا: إن حكم الشعب يوجب علينا أن نوضح هويته فإذا كان مسلمًا، فهو سيختار تحكيم دينه ، فيصبح اختيار الشعب هو اختيار ما أمر الله به ، فيلتقى أمر الله بأمر الشعب ولا يكون ثمة تناقض ، فالمسلم عليه أن يستجيب لشرع ربه قال تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيته ويسلموا تسليما ( ).
ثالثا: يجب ألا تشغلنا المسميات عما وراءها من مضمون ، فالديمقراطية فيها مساحة كبيرة من الحرية ، وحقوق الإنسان تتوافق مع مقاصد الأديان، وليس الإسلام وحده وهى بحق قد تكون أفضل نظام وضعى أنتجته البشرية عبر التاريخ للتعايش السلمى فيما بينها ، ولكن لا مقارنة بينها وبين الدين ، فالدين عقيدة وشريعة نظام شامل للحياة بشقيها الواقعى والروحى ، بينما تُعنى الديمقراطية بالعملية السياسية والاجتماعية دون غيرها، والدين ربانى المصدر فهو أسمى من الديمقراطية على أية حال التى هى نتاج ثقافة بشرية.
كما أن الشورى وهى جزء من المفهوم الدينى للسياسة تختلف عن الديمقراطية أيضا ” إن مفهوم الشورى ينطلق من منطلق ويقصد إلى مقصد غير
منطلق الديمقراطية وغير مقصدها ، وإن تشابه معها فى بعض الوجوه فى الحاجة إلى الالتزام برأى الأغلبية إذا غمت الحقيقة ، وقامت الحاجة إلى قرار لا سبيل إلى الإجماع فيه لأن الأغلبية مظنة الصواب ، وقرارها يمثل القاعدة السياسية الأدنى التى لابد منها لإنقاذ أى قرار عام.
ومؤسسات الشورى وأنظمتها لابد أن تعكس طبيعة الشورى فى طلب الحق والخير ضمن مقولة الوحى ومقتضيات الفطرة والسنن ، وهى بذلك لابد أن تختلف عن أنظمة الديمقراطية ومؤسساتها وإجراءاتها التى تسعى إلى قرار ذاتى ينبع من رغبة أعضاء التحالف الحاكم وآرائهم وما يرونه من أمر مصالحهم ومصالح أممهم.
رابعا: إن القول بأن الإسلام ضد الديمقراطية مطلقا يجعل
(بعض المثقفين العرب المعجبين بالحضارة الغربية ) يجعلها تنظر إلى الإسلام على أنه دين لا يناسب هذا العصر ، وهو دين تسلط وقمع واستبداد مع أن طبيعة الإسلام مناقضة لذلك ، فهو يختلف مع الديمقراطية مع نقاط ولكن ليس نقيضها لما فيها من قيم إيجابية.
خامسًا: لذا ينبغى دراسة وتوضيح نقاط الالتقاء والاختلاف بين الديمقراطية والشورى فى الإسلام.
سادسًا: توضح الشورى فى الإسلام أن ما يراه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ويد الله مع الجماعة ، كما ذكر ذلك النبى (صلى الله عليه وسلم) وعملية الاقتراع تشبه إلى حد ما عملية البيعه.
سابعًا: ينبغى عدم التسرع بالأحكام فنقول عن الدين ديمقراطى كما سبق وأن ألبسه البعض رداء الديمقراطية ، ولا ينبغى أن نقول أن الشورى فى الإسلام نقيض الديمقراطية لأن نقيض الديمقراطية الاستبداد ، ولكن هناك نقاط تقاطع ونقاط اختلاف وما فى الديمقراطية من قيم إيجابية من مشاركة وعدل وحقوق الإنسان فذلك كله من مقاصد الإسلام.
ولعل القراءة الأولية للشورى فى الإسلام، وللديمقراطية المعاصرة يكشف عن أوجه اختلافات عميقة فى بنيان الدولة الإسلامية، وبنيان الدولة المعاصرة وهذا يقتضى التعرض للأسس الأصلية التى قامت عليها الدولة.