الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 198 |  |  |
| | | from | 198 | | |
المستخلص
أضحت دراسة الإدارة الأمريكية للأزمات الدولية بمختلف أنواعها أحد أهم الدراسات السياسية الهامة في مجال العلاقات السياسية الدولية خصوصاً بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي ، وتحول النظام الدولي من نظام ثنائي القطبية إلي نظام أحادي القطبية ، وذلك لما تحدثه تلك الإدارة من تأثير بالغ علي كافة المستويات السياسية المختلفة ، وما يمكن أن تمثله من تهديد للأمن والسلم الدوليين ، وتنشأ الأزمات الدولية بسبب الخلافات والصراعات التي تنشأ بين الولايات المتحدة الأمريكية والعناصر الفاعلة في النظام الدولي الناتجة عن تضارب المصالح بينهما .
وتعد دراسة الإدارة الأمريكية للأزمات الإرهابية من أهم تلك الدراسات خصوصاً بعد تزايد الهجمات الإرهابية علي المصالح والأهداف الأمريكية داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية ، وما تسببه من خسائر مادية وبشرية ، وإنتشار حالة من الرعب والفزع والقلق في داخل المجتمع الأمريكي في أعقاب تلك الهجمات ، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلي تهديد الأمن القومي الأمريكي .(1)
وتعتبر الأزمات الإرهابية أحد أهم أنواع الأزمات الدولية التي تنشأ نتيجة قيام الأطراف الدولية الفاعلة بإستخدام العنف الذي يأخذ أشكالاً متعددة منها إختطاف الطائرات المدنية ، وإقتحام سفارات الدول الأجنبية ، وإحتجاز الرهائن في مقابل إستجابة السلطات المعنية لمطالبهم ، والقيام بأعمال الإغتيالات والتفجيرات المسلحة كأسلوب للتعامل فيما بينها ، من أجل تحقيق أهداف سياسية معينة . (2)
وفي هذا السياق تأتي دراسة أزمة الحادي عشر من سبتمبر ، كأحد الأحداث الفاصلة في التاريخ السياسي المعاصر ، وأحد أهم الأزمات الإرهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية في الألفية الجديدة وعلي مستوي تاريخها المعاصر ، وذلك من حيث دقة تنفيذ الهجمات الإرهابية وما ترتب عليها من خسائر مادية وبشرية ، وكيفية مواجهة القيادة الأمريكية السياسية للأزمة ، وما ترتب عليها من نتائج هامة علي مختلف الأصعدة والمستويات السياسية التي أدت في النهاية إلي إيجاد واقع سياسي جديد اختلف تماماً عن الواقع السياسي السائد قبل إندلاع الأزمة خصوصاً في مجالي العلاقات السياسية الدولية وإدارة الأزمات الإرهابية الدولية .