Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
حجيه الدليل الالكترونى فى مجال الاثبات الجنائى:
الناشر
عائشه بن قاره مصطفى،
المؤلف
مصطفى، عائشه بن قاره.
الموضوع
الدليل الالكترونى. الدليل الجنائى. القانون الجنائى. القانون الجنائى.
تاريخ النشر
2009 .
عدد الصفحات
209 ص.؛
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 211

from 211

المستخلص

يشهد العالم منذ منتصف القرن العشرين ثورة جديدة، اصطلح على تسميّتها بالثورة المعلوماتيّة وذلك إشارة إلى الدور البارز الذي أصبحت تلعبه المعلومات في الوقت الراهن، فقد أمست قوّة لا يستهان بها في أيدي الدول والأفراد. وكان التطوّر الهائل الذي شهده قطاعي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاندماج المذهل الذي حدث بينهما فيما بعد هو المحور الأساسي الذي قامت عليه هذه الثورة. br وممّا لاشك فيه أنّ الثورة المعلوماتيّة ونتيجة للتقنيات العالية التي تقوم عليها والتي تتمثّل في استخدام الحواسيب والشبكات المعلوماتيّة ـ خاصّة شبكة الانترنت ( )ـ التي تربط بينها، قد تركت آثارا ايجابيّة وشكّلت قفزة حضاريّة ونوعيّة في حياة الأفراد والدول، حيث تعتمد القطاعات المختلفة في الوقت الحالي في أداء عملها بشكل أساسي على استخدام الأنظمة المعلوماتيّة نظرا لما تتميّز به من عنصري السرعة والدقّة في تجميع المعلومات وتخزينها ومعالجتها ومن تمّ نقلها وتبادلها بين الأفراد والجهات والشركات والمؤسسات المختلفة داخل الدولة الواحدة أو بين عدّة دول. كما أصبحت هذه الأنظمة مستودعا لأسرار الأشخاص المتعلّقة بحياتهم الشخصيّة أو بطبيعة أعمالهم الماليّة والاقتصاديّة، كذلك أمست مستودعا لأسرار الدول الحربيّة والصناعيّة والاقتصاديّة التي تعبّر على قدر من الأهميّة والسريّة. br إلاّ أنّ هذا الجانب الايجابي المشرق لعصر المعلوماتيّة لا ينفي الانعكاسات السلبيّة التي أفرزتها هذه التقنيّة والمتمثّلة في إساءة استخدام الأنظمة المعلوماتيّة واستغلالها على نحو غير مشروع وبصورة تضرّ بمصالح الأفراد والجماعات وبالتالي بمصلحة المجتمع كلّه، حيث أدّى هذا التطوّر الهائل إلى ظهور أنماط مستحدثة من الجرائم اصطلح على تسميّتها بالجرائم الالكترونيّة. br وخطورة هذه الظاهرة الإجراميّة المستحدثة تتجلى في سهولة ارتكابها، وأنّ تنفيذها لا يستغرق إلاّ دقائق معدودة، وأحيانا تتمّ في بضع ثوان، وأنّ محو آثار الجريمة وإتلاف أدلتها غالبا ما يلجأ إليه عقب ارتكاب الجريمة، فضلا عن أن مرتكبيها يتّسمون بالدهاء والذكاء، وغالبا ما يلجؤون إلى تخزين البيانات المتعلقة بأنشطتهم الإجراميّة في أنظمة الكترونية داخل دول أجنبيّة بواسطة شبكة الاتصال عن بعد، مع استخدام شفرات أو رموز سريّة لإخفائها عن أعين أجهزة العدالة، ممّا يثير مشكلات كبيرة في جمع الأدلة الجنائيّة وإثبات هذه الجرائم قبلهم. br وعلى ضوء ذلك، فإنّ كشف ستر هذا النوع من الجرائم يحتاج إلى طرق الكترونيّة تتناسب مع طبيعته بحيث يمكنها فك رموزه وترجمة نبضاته وذبذباته إلى كلمات وبيانات محسوسة ومقروءة، تصلح لأن تكون أدلة إثبات لهذه الجرائم ذات الطبيعة الفنيّة والعلميّة، ومن تمّ نسبتها إلى فاعليها، وتدعى هذه الوسيلة بالدليل الالكتروني (Electronic evidence) . br وتجدر الإشارة إلى أنّ تأثير التطور التكنولوجي لا يقف عند مضمون الدليل، وإنّما يمتدّ هذا التأثير كذلك إلى الإجراءات التي يترتّب عليها الحصول على هذا الدليل، ولذلك يجب أن تكون هذه الإجراءات المتطوّرة ذات طبيعة مشروعة لكي تحافظ على مشروعيّة الأدلّة المتولدة منها.