Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تأثير برنامج للنشاط الرياضي في تعديل بعض مظاهر السلوك لدي أطفال الشوارع /
المؤلف
الكحيلي، مصبح عبد الله مصطفي.
الموضوع
الرياضة البدنية. الاطفال المتشردون.
تاريخ النشر
2009.
عدد الصفحات
173 ص. ؛
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 196

from 196

المستخلص

الطفولة هي المرحلة الأولي من حياة الإنسان والتي من خلالها يتشكل جانب كبير من شخصيته وتحتاج هذه المرحلة إلي حماية ورعاية الدولة نفسها ، ولهذا تزايد الاهتمام فى السنوات الأخيرة بقضية الطفل بإعتبارها قضية قومية وحضارية تتصل فى الأساس بمستقبل المجتمع المصري وبخطة بنائه وتطوره.
ولذا تهتم الدولة بجميع مؤسساتها بالفئات الخاصة ومنهم أطفال الشوارع .حيث تشير الجمعية المصرية العامة لحماية الأطفال (2003م) أن أطفال الشوارع طاقة يمكن أن يستفاد منها وأنهم ليسوا أطفال منحرفون ولكنهم أطفال نتاج مشكلة الفقر ومشكلات أخري كثير لذا إذا كنا نخطط لدعم أطفال العالم بصفة عامة ، فيجب علينا أن نأخذ فى الاعتبار أطفال الشوارع لأنهم شريحة يمكن أن يستفاد من طاقة أبنائها لصالح المجتمع ولصالح أنفسهم ، وحيث تستند فلسفة أطفال الشوارع إلي كونها حاضنة بداخلها العديد من المشكلات مثل الإدمان ، وتسويق المخدرات ، والسرقة ، والتشرد .(9: 15)
ولذا فإن أطفال الشوارع يعانون من مشكلات متعددة منها ما هو صحي ونفسي وإجمتاعي وإقتصادي وغيرها من المشكلات مما يؤدي إلي العديد من المظاهر الواضحة فى حياتهم والتي ترتبط بسلوكياتهم التي تميزهم ، كأطفال يقضون وقتاً طويلاً من حياتهم بالشارع كبيئة بما فيها من تلوث وأمراض وعلاقات إنحرافية ، فمن الناحية النفسية نجد أن هؤلاء الأطفال مصابون بالقلق والتبول اللاإرادي بالإضافة إلي الحقد علي المجتمع والعصبية وشعورهم بعدم الأمان وأنهم منبوذون فى هذا المجتمع.
(1 : 35-37)
ولذا فنجد مشكلات سلوكية خطيرة لهؤلاء الأطفال كالكذب والسرقة وعدم الانتماء والعدوان علي كافة ممتلكات الدولة وعدم تحمل المسئولية والتخلي دائماً عن النظام ، حيث أنهم يتشربون سلوكياتهم وقيمهم من البيئة المحيطة بهم الأمر الذي يشكل خطورة علي مستقبلهم إذا ما استمدوا هذه الاتجاهات من الكبار والمنحرفين مما يجعل هؤلاء الأطفال قنابل موقوتة.(6 : 5)
وبطبيعة الحال فإن تأثير هؤلاء الأطفال خطير علي المجتمع نتيجة لشعورهم بالحرمان والنقص قد يلجئون فى المستقبل إلي الانتقام من كل من حولهم ، لذلك فهم فى حاجة ماسة إلي الإستقرار النفسي والاجتماعي والجسدي وتعويضهم عن هذه الفترات المدمرة بحياتهم ، حيث أنهم حرموا من أبسط حقوقهم، فاللعب والترويح، أهم الأنشطة المصاحبة لمرحلة الطفولة ، فهي التي يكتسب الطفل من خلالها تعلم القدرة علي القيادة والتبعية والتعاون مع زملائه فى الملعب كما أنه يتطور عن طريقها فى قدراته الذهنية والعصبية ، وكذلك قدرته علي التفكير وتطوير مهاراته الفردية ، وهذا الأمر يلقي بثقله علينا كتربويين للمساهمة فى تقديم الخدمات المختلفة بهدف الحد من إنتشار هذه الظاهرة عن طريق استغلال وقت الفراغ من أجل التربية.(52 : 14 ، 15)
وقد أشارت كثير من المراجع إلي أهمية الأنشطة الرياضية فهي المجال التي يتحقق فيها ذاتية الفرد فهي المتنفس لغرائزنا ، ودوافعه بما تنتجه من مواقف إنسانية كواقف المنافسة والتعاون والخضوع للقانون وطاعة الحكام والقادة.
والأنشطة الرياضية تلعب دوراً هاماً فيما يصل إليه الفرد من الثبات الانفعالي والاتزان النفسي والتكيف مع الأخر ، لذا كانت القيم الاجتماعية والسلوكية التي تصاحب برامج النشاط الرياضية هي فى الواقع الجوهر الذي يسعي إليه التربويون بالإضافة إلي القيم الصحية والبدنية.
وحيث أنهم أحوج إلي ممارسة الأنشطة الرياضية لفوائدها يري محمد الحماحمي (1990م) أن ممارسة التربية الرياضية هي أساس للجميع وأن لكل إنسان حقاً أساسياً فى ممارسة التربية الرياضية لتنمية القدرات الذهنية والبدنية والخلقية ويتبقي أن يتاح للفرد جميع الإمكانات لممارسة أنشطة التربية الرياضية التي تتفق مع مواهبه وقدراته وفقاً للتقاليد والرياضة السائدة فى بلده.(70 : 41)
ويشير كمال عبد الحميد أن التربية هي عملية تشكيل الشخصية الإنسانية تشكيلاً معيناً فى مجتمع معين ، وفى زمان ومكان معينين ، ونعني بتشكيل الشخصية الإنسانية هي إكساب الفرد الإنساني مجموعة من المهارات والقيم والاتجاهات وأنماط السلوك المختلفة والتي تساعده علي التفاعل مع البيئة الاجتماعية التي ينشأ فيها الفرد كما تساعده علي التعامل السليم مع البيئة المادية.(49 : 79)
كما يري عصام عبد الخالق (1994م) أن التربية الرياضية تلعب دوراً مؤثراً وفعالاً فى إعداد الفرد والجماعة بصفتها إحدي أدوات التربية العامة ، ومع تطور المجتمعات برزت الرياضة لتأكد دورها وتكشف عن الخبرات المتعددة لممارسيها.
(40 : 26)
ويضيف محمد الحماحمي (1997م) من خلال دراسة علمية له أن الرياضة تسهم فى التأثير الإيجابي علي العديد من جوانب الفرد الصحية والنفسية والاجتماعية والتربوية والثقافية.(71 : 62)
ويشير يحي النقيب (1997م) إتفاق العديد من المتخصصين فى مجال النمو والتطور علي أهمية النشاط الرياضي للتطور الاجتماعي للفرد وبناء سماته الشخصية ، وهناك إعتقاد راسخ بأن المشاركة فى النشاط البدني له تأثيرات إيجابية علي تكوين السمات الشخصية للفرد ، حيث تؤدي الممارسة المنظمة للنشاط البدني إلي إنخفاض فى مستوي العصابية والقلق وأيضاً تلعب دوراً مساعداً فى العلاج الطبي للكآبة الشديدة كما يؤدي النشاط البدني إلي إنخفاض فى المؤشرات المختلفة للإجهاد النفسي.(7 : 15)
فإعتبرت الرياضات الجماعية الفرقية مجالاً يسمح بتكوين سمات شخصية ومزايا اجتماعية مرغوب فيها لدي الفرد، كصفات القيادة والانضباط ، وبأن النشاط البدني يمثل خبرة اجتماعية بإستطاعتها التأثير علي قيم واتجاهات الفرد إذ تتطور نتيجة ممارسات الرياضات الجماعية خصال مثل الروح الرياضية والتعاون والأمانة ونكران الذات والإلتزام وأخري غيرها.
وأيضاً تشكل الرياضة أهمية فى التربية الأخلاقية والصحة العقلية وذلك من حيث التعامل مع المنافس بصورة سوية ، وتفريغ الطاقات العدوانية فى اللعب بشكل غير منحرف ، وهو متفق مع الحكمة البريطانية الشعبية بأن الرياضة تبني الشخص ، والرياضة تنمي الأمانة والطاعة وإتخاذ القرار وضبط النفس والتصميم وترشد الطاقات الروحية لتحويل الخطر إلي شيء ما نافع . وبعض الأشخاص يعلنون أن الرياضة أنقذتهم من حياة الجريمة واستلهموا بعض القيم الإيجابية وأصبحوا مواطنون أفضل.(16: 23)
ومن هنا يظهر الدور الهام الذي يمكن أن تقوم به التربية الرياضية عن طريق منح هؤلاء الأطفال فرص مناسبة للحصول علي خبرات نجاح فى الأنشطة الرياضية بغض النظر عن المستوي الفردي ، فخبرات النجاح ستشجعهم علي الاستمرار مما يؤدي إلي إكسابهم العديد من القيم والاتجاهات الإيجابية ليكونوا عنصراً فعالاً فى تقدم المجتمع وليس عنصراً معوقاً .
وتشير إلين وديع فرج (1990م) أن اللعب هو أحد مظاهر التآلف الاجتماعي عن طريقه يمكن أن تزداد الصداقة والأخوة بين الناس ، والنشاط الرياضي يعلم العلاقات الإنسانية المقبولة ، فاللاعب يبذل قصاري جهد لهزيمة خصمه ولكن بطريقة اجتماعية مقبولة ومن خلال ممارسة النشاط الرياضي يمكن تنمية السمات الاجتماعية التي تحقق المصالح الشخصية ، وفى نفس الوقت تؤكد الخصائص الضرورية لحياة الجماعة وتحاول معظم الجماعات أن ترتقي بعاداتها وطرقها فى الحياة. (13 : 65)
لذا قام الباحث بمقابلة مع المسئولين فى دور التربية بالجيزة ومجموعة من الأطفال بعد القبض عليهم مباشرة بتهمة (عدم وجود أهلية) وملاحظتهم ملاحظة مبدئية وسؤال المشرفين عن طبيعة هؤلاء الأطفال وجد الباحث أن لهؤلاء الأطفال طاقة كبيرة حيث دائمون التنقل من مكان لأخر للإختفاء من الشرطة أو للتنقل وراء مصدر رزقهم.
كما أن لهم مظاهر سلوكية خاصة يتسمون بها مثل النظرة العدوانية للمجتمع والتي تتمثل فى عدم الانتماء وكذلك منهم الانطوائيون ومنهم الزعماء أو المسيطرون علي أقرانهم وبذلك تأكد للباحث أن هؤلاء الأطفال قنبلة موقوتة قد يسمع دويها فى المستقبل مما ينعكس بالسلب علي المجتمع كله . لذلك فتعديل سلوك هؤلاء الأطفال ليصبحوا أفراد صالحين فى المجتمع ضرورة وذلك يقع علي عاتق جميع أفراده وخاصة العاملين بمجال البحث العلمي ليجدوا حلول علمية سليمة غير تقليدية تعمل علي تعديل سلوك هؤلاء الأطفال بصورة غير مباشرة.
ومن خلال إطلاع الباحث علي الدراسات السابقة المختلفة المرتبطة بالأطفال من سن 9-12 سنة لاحظ أن الدراسات التي تتناول طفل الشارع فى معظمها للتعرف علي أبعاد الظاهرة ودرجة تواجدها وانتشارها وصفات وخصائص هذه الفئة كما أنها جميعاً كانت فى مجال الخدمة الاجتماعية ومعهد دراسات الطفولة وكانت جميعها استكشافية ووصفية وتحليلية لتحديد ملامح هذه الظاهرة من جميع جوانبها ولم يجد الباحث إلا دراسة واحدة فى التربية الرياضية وقامت بها مروة الدهشوري (2004م) تناولت فيها التكيف النفسي والاجتماعي لهؤلاء الأطفال بإستخدام اختبار التكيف النفسي والاجتماعي لعطية هنا (1965م)عن طريق تنفيذ برنامج رياضي تربوي موجه وهو تقريباً يتفق مع دراسة سهير المهندس (1977م) والتي طبقته علي الأحداث وبنفس اختبار التكيف النفسي والاجتماعي لعطية هنا.
وهذا هو ما أثار انتباه الباحث للقيام ببحثه والإجابة عن السؤال التالي (هل ممارسة الأنشطة الرياضية تعدل من سلوك أطفال الشوارع وتقلل العدوان والسيطرة وتنمي الاعتماد علي النفس وتقضي علي الإنطوائية وتنمي الانتماء؟)
- أهداف البحث :
يهدف البحث إلي محاولة معرفة :
1-معرفة السلوك لدي أطفال الشوارع فى محاور مقياس السلوك لدي عينة البحث.
2-معرفة السلوك لدي أطفال الشوارع فى محاور مقياس السلوك بعد تطبيق البرنامج لدي عينة البحث.
3-مستوي اللياقة البدنية لدي أطفال الشوارع عينة البحث.
4-مستوي اللياقة البدنية لدي أطفال الشوارع عينة البحث بعد تطبيق البرنامج.