Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية برنامج إرشادي لتعديل اتجاهات التلاميذ العاديين و المعاقين سمعياً نحو الدمج في مدارس التعليم العام /
المؤلف
أحمد، نور محمد.
الموضوع
الصم تعليم. التعليم. المدارس. الطلبة. طلبة المدارس. الصحة النفسية.
تاريخ النشر
2008.
عدد الصفحات
373 ص. ؛
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 407

from 407

المستخلص

أصبح دمج المعاقين من الاتجاهات العالمية المعاصرة التى نالت اهتماماً كبيراً فى معظم دول العالم خصوصاً فى الآونة الأخيرة، وذلك لكى يعيشوا حياة طبيعية كريمة والتى هى حق لهم وكسر الجدر الأسمنتية التى تفصلهم عن المجتمع، ولكى يصبحوا جزءاً لا يتجزأ من المجتمع ويساهموا فى تنميته، بدلاً من أن يصبحوا فئة معزولة عنه0 أو يتكون لديهم اتجاه مضاد للمجتمع، وحجر الزاوية لنجاح نظام الدمج هو تقبل المجتمع لهذه الطفولة المعاقة سواء فى مدارس التعليم العام أو فى المجتمع الخارجى، وتتناول الدراسة الحالية فئة خاصة من المعاقين وهى فئة المعاقين سمعياً (الصم) لأنهم من أكثر الفئات الخاصة انفصالاً عن المجتمع0ولقد أشار (فاروق صادق، 1999 : 17) إلى أن استراتيجية دمج المعاقين مع العاديين فى المدارس العادية اعترافاً بحقوق الإنسان والحقوق الاجتماعية للمعوقين، حيث أن النظرة التقليدية للمعوق باعتباره غير طبيعى نظرة قاصرة تولد لديه المشاعر الدونية وتسبب له الفشل وفقدان الثقة بالنفس، لذا فإن وضع المعاق مع أقرانه العاديين يشعره بأنه يعيش فى بيئته الطبيعية، وهذا يتفق مع الهدف من فلسفة التربية الخاصة بالمعوقين الآن وهو العودة بهم إلى المجتمع لا عزلهم عنه0 وتلعب اتجاهات الأفراد نحو بعضهم البعض دوراً كبيراً فى نشأة العلاقات فيما بينهم وفى تعاملهم اليومى مع مواقف الحياة المختلفة، فالاتجاهات هى تنظيمات نفسية يكتسبها الفرد من خلال تفاعله مع مواقف الحياة المختلفة بما تتضمنه من موضوعات وأفراد، ومن ثم فلكى تنشأ العلاقات الناجحة بين الأفراد لابد أن يتقبل كل منهم الآخر بحيث يسعى كل منهم إلى مساعدة الآخر، وإذا كان للاتجاهات مثل هذه الأهمية فى تعامل الأفراد العاديين مع بعضهم البعض، فإنها تمثل أهمية قصوى عند التعامل مع الأفراد المعوقين، حيث أن الطريقة التى يعامل بها الطفل المعوق من الأفراد المحيطين به سواء فى المنزل أو فى المدرسة تؤثر تأثيراً كبيراً على شخصيته وعلى اتجاهه نحو إعاقته.ولما كان للإعاقة السمعية بصفة عامة آثار سالبة على الجوانب المختلفة لشخصية الطفل المعاق سمعياً، وبخاصة الجانب الاجتماعى، وما يرتبط به من تفاعلات اجتماعية، بل إن الإعاقة السمعية من أكبر العوامل المعوقة للأطفال عن الخروج من عالم العزلة الاجتماعية التى فرضتها عليهم إعاقتهم، وكسر الحاجز الذى يحول بينهم وبين عمليات التوافق، واستخدام قدراتهم العامة والوصول أقصى ما يمكن الوصول إليه وفق إمكاناتهم0لذلك اتجهت النظم التعليمية إلى تطبيق نظام الدمج لتلافى أوجه القصور السابقة0وتعد عملية الدمج عملية هامة جداً كما دلت العديد من الأبحاث وعلى الأخص للمعوقين سمعياً، حيث أن دمج الأطفال المعوقين مع العاديين يؤدى إلى مزيد من التقارب بينهم وهذا التقارب يؤدى إلى مزيد من التفاعل الاجتماعي بينهم.وبالرغم من أن عملية دمج الطلاب الصم تعد توجهاً حديثاً فى مجال تربية وتعليم ذوى الاحتياجات الخاصة بصفة عامة، إلا أن نجاح تلك العملية مرتبط باتجاهات المحيطين نحو عملية الدمج0 حيث يحتل موضوع الاتجاهات أهمية خاصة فى علم النفس الاجتماعى، لأن الاتجاهات النفسية الاجتماعية تعتبر من أهم نواتج التنشئة الاجتماعية، فضلاً عن أنها تعتبر محددات موجهة ضابطة منظمة للسلوك الاجتماعى، ويتكون لدى كل فرد وهو ينمو اتجاهات نحو الأفراد، والجماعات، والمؤسسات والمواقف والموضوعات الاجتماعية، والحق أن كل ما يقع فى المجال البيئى للفرد يمكن أن يكون موضوع اتجاه من اتجاهاته0 لذلك تلعب اتجاهات السامعين دوراً مهماً فى دمج ذوى الإعاقة فى المجتمع، تلك الاتجاهات التى تؤثر على كيفية تعليم ذوى الإعاقة وتقبلهم بل قد تعكس أساليب المعاملة والخدمات المتاحة لهم0 ويرى (عبد العزيز الشخص، 1990 : 89) أن مجرد دمج التلاميذ المعاقين بالمدارس العادية قد لا يؤدى بالضرورة إلى تغيير اتجاهات أقرانهم العاديين نحوهم، وقد يحتاج ذلك إلى تخطيط وتنظيم دقيق يتضمن إعداد أساليب معينة واتخاذ إجراءات خاصة من شأنها إتاحة فرص التفاعل الاجتماعى الإيجابية بين التلاميذ العاديين وأقرانهم المعوقين0 وتعتبر أساليب التعاون من أهم الأساليب التى تساعد فى هذا الصدد، ويمكن تحقيق ذلك من خلال عدد من أنشطة التعاون التى تضم التلاميذ العاديين وأقرانهم المعوقين مثل ممارسة السباحة، والأنشطة الرياضية، وأداء الأدوار، وهكذا تتاح للتلاميذ المعاقين فرص التعرف على أقرانهم العاديين، كما تعلمهم التعاون معهم مما يساعد عل تحسين التفاعل الاجتماعى بينهم0 فى ضوء ما سبق، يتضح أن نجاح دمج الطلاب الصم فى المدرسة العادية يتوقف على اتجاهات أقرانهم السامعين نحوهم، كما يتوقف على اتجاهات الصم أنفسهم نحو الدمج مع العاديين فى مدرسة واحدة، مع مراعاة أن كثيراً من نتائج البحوث والدراسات أكدت على سلبية تلك الاتجاهات، وما يترتب عليه من آثار سالبة على الطلاب أنفسهم الأمر الذى يتطلب تعديل تلك الاتجاهات لتفعيل ممارسة عملية الدمج وإتاحة الفرص للطلاب الصم لمما رسة أحد حقوقهم وهو الحصول على تعليم عام ملائم ومجانى فى بيئة أقل تقييداً، إلى أقصى حد ممكن والتفاعل مع أقرانهم العاديين فى الحياة المجتمعية0