الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 359 |  |  |
| | | from | 359 | | |
المستخلص
يطمح البحث الحالي إلى إنتاج صورة عن شوقي ضيف تناهض الصورة النمطية الجاهزة؛ التي تقدمه مؤرخا للأدب، أو بالأحرى متكاتفة معها لاستكمال مقاربته على نحو شمولي مأمول، فيتخذ من الوجه النقدي الذي يكاد ينزوي عن الأنظار لولا ظلال شاحبة موضوعا للدراسة، ويستهدف الإبانة عن طبيعة التكوين والتوجهات والممارسات النقدية، فيمضي غير مكترث بالحدود العازلة بين لبنات نتاجه الضخم إلا في أقل الحالات، متكئا على المنهج الوصفي التحليلي الذي لا يؤمن باجترار المبذول ولا يميل إلى حكاية الأقوال، بل يسعى للكشف والتنقيب بخطى قوامها التؤدة والأناة، فتجيء هيكلته، بعد مقدمة كشفت عن رؤيته القبلية، في سبعة فصول، تنشطر إلى قسمين ينهض كل واحد منهما بإزالة اللثام عن بعض قسمات هذا الوجه المنزوي، إذ يعتني الأول بالتراث، فتتجه فصوله الثلاثة إلى نشأة الناقد وكيف أتاحت له مناخا تراثيا خالصا، أسلمه إلى الإيمان به في طوري التلقي والأداء، وتقف عند رسالته للماجستير بوصفها جسرا مهما في تمتين الأواصر التراثية، كما تستشرف تصوره الكلي عن التراث، راصدة مظاهر هيمنته على قناعات الناقد وآرائه إزاء قضايا ملحة، وتفصل أخيرا الحديث عن تجليات منهج الأسلاف النقدي في تناول النصوص الشعرية، في حين يعتني القسم الآخر بالوافد، فتولي فصوله الأربعة وجهها قبل المناهج الغربية الحديثة في النقد الأدبي، وتحاول تحديد مساراتها في نتاجه والوسائط التي توسل بها في انفتاحه عليها، مع الاحتفاء بتحسس مواطن الانفراج عنها هناك في الفهم والتطبيق، وتسعى لتتبع حضور بعض أفكارها ومبادئها، فتكون وقفة عند فكرة الفصائل الشعرية التي تستلهم نظرية فصائل الفكر عند سانت بوف، وثانية عند التعاطي مع الشعر بوصفه وثيقة نفسية تختزن دخائل صاحبها، وثالثة عند دراسة الشعر في إطار اللحظة، التي تمثل لإيبوليت تين أحد ثلاثة عوامل تؤثر حتميا في الأدب والأدباء.