الفهرس 
مقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 266 |  |  |
| | | from | 266 | | |
المستخلص
جاءت تلك الدراسة في بابين ، وقسمت كل باب إلى ثلاثة فصول ، وأحد هذه الفصول ينقسم إلى مباحث أو أقسام ، وقد حاولت قدر المستطاع أنْ يكون هذا التركيب في بناء تصاعدي ، بحيث يكون كل فصل درجة يرقاها القارئ ويعلوعليها ليصل إلى ما فوقها من بناء ، حتى يصل القارئ إلى قمة البناء فتكون الخاتمة التي تجمع كل الخيوط التي نُسِجَتْ منها تلك الدراسة ، وقد حاولت ـ قدر جهدي ـ أن يكون هذا البناء منطقيًّا موضوعيًّا تربطه خيوط رفيعة قوية تُحافظ على وحدته العضوية .
اقتضت طبيعة هذا البحث وهيكل خطته ، وبواعث تسلسل مباحثه ، أن يكون الباب الأول حول بعض خصائص حروف الجر ، وكان فصله الأول حول الخصائص التركيبية لمركبات الجار ، وبدأت الدراسة بهذا الفصل لِما فيه من تمهيد عام للدراسة ، وقد تحدثت فيه عن معنى كل من ( الحرف ، الجر ) في اللغة والاصطلاح . وقد تبين لنا أن اختلاف التعريفات الاصطلاحية لا يُخرج حرف الجرعن عمله المنوط به . وبعد أن ذكرت بعض المعاني اللغوية والاصطلاحية لكلمة حرف ، نوهت إلى أنّ تلك التعريفات تنصب على حروف المعاني بما فيها حروف الجر لأنها قسم منها ، وتخرج منها حروف الهجاء . أما حروف الجر فقد جاءت لها تعريفات خاصة بها ، فسماها البصريون ـ غالبًا ـ حروف الجر ، ولقبها سيبويه حروف الإضافة ، وتابعه في ذلك أبو العباس المبرد ، وانحصرت تسميات الكوفيين لها ـ غالبًا ـ في حروف الإضافة أو الخفض أو الصفات ، ولكل تسمية معنى أوْضَحَهُ النحويون خلال دراستهم لحروف الجر . وأشرت إلى مدلول بعض تلك التسميات في مقدمة هذا الفصل .
وبعد تلك الإشارة لأهم أفكار الدراسة لنستعرض بإيجاز أهم ما توصلت إليه من نتائج .
1- لحروف الجر دور في تغيير هيئة التراكيب ودلالاتها ؛ إذ أنها تقوم بنفس الدور الذي تقوم به القرائن بأنواعها .
2- بعض تعريفات النحاة لحروف الجر تحمل في داخلها العمل الذي تقوم به تلك الحروف ؛ فمَن سماها حروف الجر ؛ إنما فعل ذلك ؛ لأنها تجر ما بعدها من أسماء . أي تخفضه ، وتسمى حروف الخفض أيضًا لذلك ، وتسميتها بحروف الإضافة ؛ لأنها تضيف معاني الأفعال قبلها إلى الأسماء بعدها ، وذلك أنّ من الأفعال ما لا يقوى على الوصول إلى المفعول به ، فتكون تقويته بحرف الجر .
3- تتغير دلالة الفعل على حسب حرف الجر الذي يتعدى به ، وإنْ تعدى الفعل بغير حرف الجر الخاص به ، يمكن تأويل ذلك عن طريق التضمين ، أو عن طريق تبادل المعاني بين حروف الجر .
4- رصد بعض النحاة لكل حرف من حروف الجر مجموعة من المعاني تؤديها في الاستعمال ، كما تؤدي بعضها معاني بعضها في إطار الاتساع .
5- لجأت العربية في استعمال حروف الجر إلى رخص تركيبية اعتمادًا على المعنى ، وتدل هذه الرخص على أنّ التراكيب اتسمت بقدر لا بأس بع من الحرية المنظمة .
6- تسمية بعض النحاة لحروف الجر بحروف الإضافة ؛ يدل على أنّ هناك علاقة بين الظاهرتين ( الجر والإضافة ) في الاستعمال .
7- يمكن تقسيم حروف الجر إلى نوعين : أحدهما حروف جر لا يمكن استبدال أخرى بها ، فالفعل لا يستعمل إلا معها ، وحروف جر يمكن استبدال أخرى بها في سياق الكلام .
8- أدى التوسع في استعمال حروف الجر مع الأفعال إلى زيادة الأفعال المتعدية عن نظيرتها اللازمة .
9- حالة النصب ما هي إلا تعبير شكلي عن حالة جر كامنة ، كما أنّ وصف ظاهرة الجر بأنها ظاهرة بنيوية يُقَرِّب للأذهان دور حرف الجر في تغيير هيئة التركيب .
10- تعاقب حروف الجر واقتضاء الفعل للحرف ظاهرة لها شواهد كثيرة في العربية ، والنحاة يطلقون عليها مصطلحات متعددة منها : التعاقب ، التضمين ، وغيرها .
11- تمثل ظاهرة التعاقب تطبيقًا لبيان دور حروف الجر في تغيير هيئة التراكيب ودلالاتها .