الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 282 |  |  |
| | | from | 282 | | |
المستخلص
تأثرت المجتمعات الإنسانية بعامة، والمجتمع العربي الفلسطيني بخاصة بتحديات عالمية ومحلية، مما حدا بدول هذه المجتمعات بالتفكير جدياً على إعداد قواها البشرية لتحمل مسئولياتها، وفي مقدمتها المسئولية التربوية والتعليمية. وفي ظل الثورة المعرفية والتقنية المتسارعة، أصبح مجتمعنا اليوم بحاجة ماسة إلى مدرسة بقيادة فاعلة لها دورها المميز في إعداد الشباب، وتخريج قيادات متسلحة بالكفاءات والمهارات المتعددة، لها قدرة على التأثير في الجماعة، ومواجهة المشكلات وحلها.
وتبرز القيادة الإدارية المدرسية بالتعليم الثانوي الذي يعد مرحلة تتميز بجملة من الخصائص التي تتطلب القائمين عليها ترجمتها إلى برامج علمية وتربوية، كمهنة تحرص على استيعاب كل ما استجد، لتغدو للنشاط والتغيير الإيجابي نحو الأفضل، حيث لم تعد الإدارة المدرسية تهدف إلى تسيير شئون المدرسة بشكل روتيني وفق قواعد وتعليمات محددة، وإجراءات تقليدية، بل أصبحت تهدف إلى معرفة جميع الظروف والإمكانات التي تساعد على تحقيق الأهداف المنشودة، قادرة – وبقيادة عاملة – على الإبداع والتطوير والتجديد والتحسين في الوسائل والأساليب، ومهتمة بإستشراف المستقبل وتحدياته، وقادرة على التأثير الإيجابي في سلوك العاملين والطلاب، وأفراد المجتمع المحلي لتحقيق التفاعل والتعاون من أجل تحقيق الأهداف التربوية والإجتماعية. ( ) ولاشك أن الدور الذي يقوم به مدير المدرسة الثانوية كقائد تربوي، يتطلب الإلمام بالمتطلبات التربوية الواجب توفرها في كل مدخل من مدخلات العملية التربوية ببصيرة نافذة وثقة عالية بذاته وبالآخرين.
لذلك فتحقيق المدرسة الثانوية لأهدافها، تتوقف على قدرة قيادتها الإدارية بالعمل على تحقيق الجودة النوعية لكافة عناصر العملية التعليمية في المدرسة، وعلى تنظيم العمل المدرسي، وتهيئة المناخ التعليمي الإيجابي، ومواكبة التطور الفكري الإداري، وممارسة الأساليب الفعالة في رسم سياسة المدرسة وقيادة عناصرها. وهذا ما تطمح الدراسة الحالية إلى تحقيقه، وذلك لأن الواقع يشير إلى وجود العديد من المشكلات، وأوجه القصور في أداء المدارس الثانوية وأداء قياداتها التي تعوق هذه المدارس من تحقيق أهدافها، ومنه فالدراسة تحاول الإجابة على التساؤل الرئيس الآتي:
”كيف يمكن تحسين أداء القيادات الإدارية بالتعليم الثانوي بمحافظات الضفة الغربية في فلسطين؟”
ومن هذا التساؤل تتفرع الأسئلة الآتية:
1.ما التحديات العالمية والمحلية في مجال القيادة والإدارة التربوية بالتعليم الثانوي في فلسطين ؟
2.ما واقع التعليم الثانوي في فلسطين ؟
3.ما واقع أداء وممارسات القيادة الإدارية بالتعليم الثانوي في فلسطين ؟ وما احتياج القيادات الإدارية هذه إلى برنامج تحسين وتطوير أدائهم ؟
4.ما البرنامج المقترح لتحسين أداء القيادات الإدارية(مديري المدارس الثانوية) بمحافظات الضفة الغربية في فلسطين ؟
أهداف الدراسة :
تهدف الدراسة إلى تحقيق ما يأتي:
1) تحليل التحديات العالمية والمحلية التي تواجه القيادة والإدارة التربوية في فلسطين.
2) رصد واقع التعليم الثانوي بمحافظات الضفة الغربية في فلسطين.
3) التعرف على واقع الأداء الإداري للقيادات التربوية بالتعليم الثانوي في فلسطين.
4) وضع برنامج مقترح لتحسين وتطوير أداء القيادات الإدارية بالتعليم الثانوي بمحافظات الضفة الغربية بفلسطين.
أهمية الدراسة :
تأتي أهمية الدراسة في الآتي:
1) تتزامن مع التغيرات الحادثة العالمية والمحلية التي تشهدها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية لتطوير التعليم وتحسين أداء القيادات الإدارية بالتعليم الثانوي .
2) تحقق زيادة وضوح الرؤية حول مهام ومسؤوليات مديري المدارس الثانوية، ومدى التزامهم بتأديتها سعياً لاتخاذ الإجراءات الكفيلة لتطوير وتحسين أدائهم لها.
3) تقدم للمسئولين وأصحاب القرار في وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطيني، توصيات مختلفة ليقوموا بدورهم في اتخاذ الاجراءات الكفيلة لتحسين واقع الإدارة المدرسية في فلسطين، وطرح توصيف جديد ومتطور للمهمات القيادية لمدير المدرسة يواكب تطور مفهوم الإدارة المدرسية في القرن الحادي والعشرين على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
4) تساعد مديري التعليم العام والأجهزة الإدارية العليا المسئولة عن التعليم في إدراك ظروف العمل الإداري لمديري المدارس الثانوية في البلاد، ومعرفة مستوى أداء إداراتهم للعمل التربوي، ومدى تحقيق أهداف التعليم من جراء هذا الأداء لاتخاذ ما تراه مناسباً حيالها.
5) قد تفيد المشرفين التربويين، ولجان المتابعة، والقائمين على انتقاء المديرين للمدارس الثانوية، وواضعي برامج التدريب والمشرفين على مراكز القياس والتقويم.
6) تعمل على إرساء اللامركزية في التعليم، وإعطاء المدرسة وإدارتها وقيادتها الحرية في اتخاذ القرارات الخاصة بها، من خلال تطبيق الإدارة الذاتية للمدرسة في إدارة شئونها واتخاذ قراراتها، والمشاركة الجماعية فيها.
7) جاءت استكمالاً لسلسلة دراسات محلية في الضفة الغربية، ولإثراء المكتبات المحلية والجامعية في هذا الموضوع، الأمر الذي يساعد الدارسين والباحثين في شئون الإدارة المدرسية وقيادتها.
حدود الدراسة :
تقتصر هذه الدراسة على الحدود الآتية:
1. الحد بشري: حيث تشمل الدراسة استطلاع آراء عدد من الخبراء المتخصصين في مجال التربية والإدارة التربوية ممن يحملون درجة الدكتوراه بمجموع (16) خبيراً موزعين على الجامعات المصرية والفلسطينية.
2. الحد المكاني: بعض الجامعات في جمهورية مصر العربية وفلسطين
3. الحد الزمني: تقتصر الدراسة في الفصل الدراسي الثانى من العام الدراسي 2008/2009م.