الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 396 |  |  |
| | | from | 396 | | |
المستخلص
حث الإسلام على السفر والترحال لما يعودا به من نفع على الإنسان فى مختلف المجالات، وقد خفف الله تعالى على المسافر بعض الفروض (كالصوم، والصلاة) تشجيعاً له على السفر والسياحة، فأخذ الرحالة المسلمون يجوبون البلاد هنا وهناك لمقابلة العلماء وتحصيل العلوم المختلفة وتدوين ما يفيد أمتهم، ويعود عليها بالخير والمنفعة، ومع مرور الوقت وأتساع رقعة الدولة الإسلامية وسهولة وسائل النقل والمواصلات زادت الرحلات وتنوعت أسبابها و زاد الإقبال على تدوين الرحلات، وظلت تأدية فريضة الحج هى أهم وأحب الرحلات لقلوب المسلمين، وأقبل العديد من الحجيج على تدوين رحلاتهم إلى الأراضى الحجازية، وقد كان من بينهم الأدباء فأتت رحلاتهم نماذج أدبية جميلة، وكان للأردية نصيب” من تلك النماذج الأدبية الجميلة حيث اهتم العديد من أدباء الأردية بتدوين رحلاتهم إلى الأراضى الحجازية بمهارة أدبية وفنية وضعت الرحلة الأردية فى مكانة أدبية عالية، وكان من بين هؤلاء الأدباء الذين اهتموا بتدوين رحلاتهم إلى الأراضى الحجازية ”عبد الستار مسلم”(والمعروف بـ” مسلم”) وهو واحد من أدباء الأردية البارزين فى باكستان والذى نالت كتاباته ومؤلفاته اهتمام العشرات من معاصريه من كبار رجال العلم والأدب فتناولوا العديد منها بالبحث والإشادة، كما نال ”مسلم” العديد من الجوائز الأدبية تقديراً واعترافاً بمكانته الأدبية، ويعد ديوان ”كاروانِ حرم” هو الرحلة الوحيدة المنظومة لـ”مسلم” ، وحاز هذا الديوان على إعجاب العديد من أهل العلم والأدب بباكستان فأشادوا به، وأقروا بمكانته الأدبية وكانت هذه الأسباب هى الدافع لاختيار هذا الديوان ودراسته، وذلك للتعريف بهذا الأديب الذى يتمتع بمكانة أدبية مرموقة فى باكستان، وأيضاً التعريف بديوانه محل الدراسة والذى يعد عملاً أدبياً متميزاً أقر بمكانته عددٍ من كبار رجال العلم والأدب من معاصرى”مسلم” وكذلك تزويد المكتبة العربية بترجمة عربية لكتاب أًردى جيد لم يُترجم من قبل، وتقع هذه الدراسة فى قسمين:
الأول: يتكون من ستة مباحث ومقدمة وخاتمة، ونظراً لكون العمل الأدبى محل الدراسة رحلة منظومة فقد سبق المبحث الأول تمهيد تحدثت فيه بإيجاز عن أدب الرحلة الأردى، وكيف بدأ فى الأردية وما هى أهم أنواعه مع إلقاء الضوء على الرحلات الحجازية بالأدب الأردى، ثم يأتى بعد ذلك مدخل بعنوان عصر الشاعر تناولت فيه أهم الأحداث السياسية والإجتماعية والثقافية التى عاصرها ”مسلم”، ثم تلاه المبحث الأول والذى عرضت فية لحياة ”مسلم” الإجتماعية والعملية والأدبية، ثم يأتى المبحث الثانى والذى تناولت فيه مؤلفات ”مسلم” وكتاباته الأدبية متضمنة ما نشره فى مجال القصة القصيرة، و أدب الرحلة، و النقد والتحقيق، وأدب الأطفال، و السيرة الذاتية ومن خلال مؤلفاتة العديدة المتنوعة المجالات انتقلت إلى المبحث الثالث حيث عرضت فيه مكانته الأدبية والتى أعتمدت فيها على مؤلفاته وكتاباته، وآراء معاصريه.
ثم يأتى المبحث الرابع ويعد من أهم مباحث الدراسة حيث عرضت فيه موضوعات الديوان، وأفكاره والتى كانت سبيلنا فى تحديد ماهية الديوان من حيث كونه رحلة روحية فكرية تصور ما رآه ”مسلم” أثناء رحلته الحجازية بقلبه، وفكره لا مجرد ما رآه بعينه.
أما المبحث الخامس فقد تناولت فيه الدراسة الفنية للديوان من حيث اللغة والأسلوب والفنون البلاغية بالديوان، وفى المبحث السادس والأخير تناولت مكانة الديوان من خلال مدى توافرعوامل جودة الشعر فيه، وآراء عدد من كبار أهل العلم والأدب فى الديوان، ثم نصل إلى خاتمة البحث والتى تحوى النتائج التى توصلت لها الدراسة.
ثم يأتى القسم الثانى من الدراسة وهو عبارة عن ترجمة عربية لأشعار ديوان”كاروانِ حرم” والذى يسمى أيضاً بمثمن”مسلم” (نظراً لنظم الشاعر إياه فى قالب المثمن)، وللديوان طبعات ثلاث: الأولى كانت عام 1988م، والثانية كانت عام 1991م، والثالثة كانت عام 2001م، وقد توالت بعد ذلك عدة طبعات كان آخرها طبعة عام 2006م، وهى أساس دراستنا هذه.