الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص عقب انتهاء الحرب الباردة التي دامت لعقود طويلة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي السابق في بداية تسعينات القرن الماضي والتي انتهت بانهيار الكتلة الشيوعية أو ما أطلق عليه ” العدو الأحمر” للولايات المتحدة الأمريكية، بزغ صدام الحضارات كمفهوم جديد عرفه العالم متزامناً مع مفهوم آخر سعت الدول الكبرى إلى فرضه على الدول الصغرى وهو العولمة. وهما المفهومان اللذان يؤكدان على التباعد وعكسه وعلى تقبل الآخر ونقيضه ويعبران عن هذه الفترة الحضارية المشوشة التي يعيشها عالمنا المعاصر المهدد بالأسلحة الذرية والساعي إلى الرخاء بالتكنولوجيا النووية، المتقارب بالمواصلات وثورة المعلومات والمحتدم بصراع الهويات الدينية والقومية ونظراً لأن الحكومات الغربية لا تستطيع تطبيق مخططاتها إلا من خلال التأيد الشعبي سعت الدول المهيمنة ذات النفوذ السياسي والقوة الاقتصادية والعسكرية والتقدم العلمي إلى الحصول على دعم شعوبها باستخدام كافة الوسائل الإعلامية الممكنة لإقناع مواطنيها داخلياً ودول العالم خارجياً بالصورة التي تقدمها عن نفسها وعن حلفائها وأعدائها بالشكل الذي يحقق لها مطامعها المحلية والدولية. ونظراً لما تمثله الصورة الإعلامية الذهنية والنمطية من أهمية شكلت الصورة السلبية التي رسمها الإعلام الغربي والأمريكي للمسلمين خطراً شديداً على مسلمي العالم وخاصة بعد أن تم تدعيم تلك الصورة المغلوطة بأحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تلاها من حملات فكرية وحروب عسكرية ضد بعض الدول الإسلامية وما أعقب ذلك من إساءات إعلامية غربية متكررة ضد نبي الإسلام الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. وقد برز أثر هذه الصور السلبية المشوهة عن المسلمين ليس فقط في الاعتقالات العشوائية التي اقترفت ضد المسلمين والعرب داخل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية على حد سواء، وإنما تجلى أيضاً من خلال الاعتداءات العنصرية الفردية التي ارتكبت في حق بعض مسلمي الغرب ، الأمر الذي حتم على المسلمين ضرورة الوقوف على كيفية توصيف الإعلام الغربي لهم ولدينهم في وسائل الإعلام الغربية المختلفة تمهيداً لتضافر الجهود الإسلامية الساعية إلي تصحيح تلك الصورة بكافة الوسائل السلمية المتاحة ، كما تأمل هذه الدراسة أن تقدم مساهمة متواضعة في سبيل تحقيق ذلك عن طريق التعرف بشكل علمي منظم على صورة المسلمين في صحيفتين من أهم الصحف الأمريكية والفرنسية وهما نيويورك تايمز الأمريكية ولوموند الفرنسية |