الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 216 |  |  |
| | | from | 216 | | |
المستخلص
تتناول هذه الدراسة فلسفة كارل بوبر السياسية ( 1902-1995 فالفلسفة بالنسبة لبوبر ) معنية بالنظريات؛ وخاصة النظريات الكونية أو الكوزمولوجية : نظريات عن الكون ، مكانة
الإنسان فيه ، ومعرفته به. وتلعب النظريات الفلسفية كذلك دوراً آخر كأطر مرجعية أو أفكار
منظمة للبحث الإنسانى – صياغات للأهداف والأغراض والمبادئ الميثودلوجية المرتبطة بها. وتتطابق الفلسفة مع مذهب اللاعصمة عند بوبر: التبصر السقراطى فى الجهل الإنسانى. وبالرغم من ذلك يعتقد بوبر أنه ربما يكون بمقدورها المشاركة فى سيرورة اصلاحية تعددية ونقدية وغير تبريرية من أجل انتشال البشر من مستنقع الجهل
ويعتقد بوبر أن البحث عن أسس راسخة للمعرفة الإنسانية خطأ. إن البشر جميعا يعيشون
في شروط حياتية واحدة تشكل إطارا نطلق عليه الموقف الإنسانى . ويتضمن هذا الموقف
مشكلات الكوزمولوجيا؛ والجهل الإنسانى فى مواجهة هذه المشكلات، وإمكانية ابتكار فضاء
للموضوعية . ربما نقرر أن نضع لأنفسنا معايير – معايير ربما لا نستطيع الوفاء بها أو لها
– وربما نحاول أن نجعل لهذه المعايير ذاتها تاثيراً على اصلاح معرفتنا، وربما نخضع
أفكارنا لمثل هذا النقد إذا تم تحديها . وربما نأمل فى التقدم عن طريق محاولة احكام نظرياتنا نسقياً ، ومواجهتها بطريقة تقدمية مع كل المشكلات ذات الصلة . وربما نفعل ذلك بروح التعاون النقدى مع آخرين يركبون مراكب أخرى للرحلة نفسها : مع أفكار أخرى وبرامج أخرى .
وأخيراً يعمل المنخرطون فى مثل هذه الأنشطة – الفلاسفة – كمندوبين من أجل الإنسانية،
لأن كل البشر يتأثرون بقوة بالنظريات الفلسفية . واحتمال قبول الآخرين لأفكار الفلاسفة بطريقة غير نقدية يجب أن يعلم الفلاسفة الفطنة، لأن أفكارهم تؤثر فى الحياة اليومية للآخرين وفى نوعية حياتهم، ويجب أن يعطى ذلك الوضع للفلاسفة دفعة، وأن يجعلهم على وعى بالبعد الأخلاقى لنشاطهم الفكري.