Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور المرأة السياسي والحضاري في حلب ودمشق في العصر الإسلامي :
الناشر
رفاعي سيد أحمد رفاعي،
المؤلف
رفاعي، رفاعي سيد أحمد.
هيئة الاعداد
باحث / رفاعي سيد أحمد رفاعي
مشرف / نعمة علي مرسي
الموضوع
المرأة في الإسلام. التاريخ الإسلامي - العصر الإسلامي.
تاريخ النشر
1430 =
عدد الصفحات
352 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2009
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - التاريخ الإسلامي والحضارة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 375

from 375

المستخلص

وبعد فإن هذه الدراسة التفصيلية للحياة السياسية والحضارية للمرأة في حلب ودمشق في العصر الإسلامي من عام (132 هـ /749 م ) حتى عام (656 هـ/ 1258 م) قد ألقت كثيرا من الأضواء على وجه غير ظاهر للمرأة في حلب ودمشق ، كما ألقت الضوء على تاريخ جزء من أهم أجزاء بلاد الشام في العصر الإسلامي .
كما أن المرأة شهدت خلال هذه الفترة ألوانا وصورا عديدة من الصراع السياسي سواء بين القوى الداخلية أو بين القوى الخارجية المجاورة . فقد مرت المرأة في حلب ودمشق بعدة دول مختلفة كان لكل دولة منهجها السياسي ومذهبها الديني الخاص بها مرورا بالدولة العباسية حتى نهاية الدولة الأيوبية وبداية دولة المماليك .
عاصرت المرأة في حلب ودمشق في فترة الدراسة حلقات الغزو الخارجي المتمثل في دولة الروم التي كانت تناصب المسلمين العداء ، وكذلك الصليبيين والتتار والمغول .
عاشت المرأة في ظل هذا الجو السياسي وخبرت ما يدور حولها وتدخلت سياسيا بما لديها من رصيد معرفي واجتماعي حتى وصلت إلى مكانة سياسية رفيعة القدر فقد حكمت البلاد وطال حكمها ، وامتد ست سنوات واجهت فيها الصليبيين والسلاجقة وطلائع الغزاة الخوارزمية والمغول ، وحلف لها بالطاعة ملوك الأيوبيين فى دمشق وحلب ومصر وحمص والموصل ، كما فعلت أم صالح المرداسي وضيفة خاتون وزمرد خاتون وأخيرا شجر الدر التي تولت عرش مصر والشام أكثر من ثمانين يوما .
تمتعت المرأة الحاكمة بالحس السياسي والمشاركة السياسية العظيمة لكي تساعد زوجها ويكون لها نصيب في المشاورة السياسية .
تحملت المرأة العامة عبء الجهاد كما تحمله الرجل فقد اضطررن إلى حمل السلاح ولبس الدروع دفاعا عن أعراضهن كما فعلت والدة أسامة بن منقذ ونساء شيزر ومن لم تستطع حمل السلاح تجاهد بطريقتها الخاصة كحث الرجال على الجهاد ، والتبرع بالحلي والذهب والفضة والمال ، وتقوم بتحريك شعور العامة تجاه الجهاد كما فعلت ميسون الدمشقية ، وكما فعل ابن نباته الفارقي من حثهن على التبرع بالمال والوقت والجهد.
تمتعت المرأة بالهدوء السياسي في عهد الدولة الطولونية والإخشيدية قصيرة الأمد والحمدانية والمرداسية . وكانت بين شد وجذب في عهد الدولة الفاطمية التي حاولت أن تبسط نفوذها على شمال الشام فلم تستطع .
تمتعت المرأة بالهدوء السياسي في عهد أق سنقر البرسقي وابنه عماد الدين زنكي ونور الدين محمود وصلاح الدين لعدلهم واهتمامهم بالنساء تقديرا لمكانتهن العظيمة في المجتمع ، واختفت المرأة من الساحة السياسية في عهد الحروب الصليبية بسبب أفعال الصليبيين الوحشية التي امتدت قرنين من الزمان وكانت بلاد الشام مسرحها السياسي .
كرهت المرأة الحكام المسلمين الظالمين لها ، وشجعت ووقفت بجانب الحكام المخلصين وضحت لأجلهم بأغلى ما تملك .
عملت المرأة في حلب ودمشق خلال فترة الدراسة في بعض الأعمال السياسية ونجحت فيها مثل : عملها كسفيرة لقومها وبلدها ولابنها . وعملت في عمل سياسي عظيم يتطلب جهدا جبارا ، فقد عملت في مجال الجاسوسية لخدمة قومها ووطنها .
أثرت الحروب الداخلية والخارجية على ظهور المرأة حضاريا ، فكان لها السبق الحضاري ونافست الرجل وقدّمت لوطنها خدمات جليلة القدر ، فقد كانت عاملة تزرع وتصنع وتشارك في تحسين الدخل بشكل مباشر العمل المهني وعن طريق التجارة الداخلية والخارجية في أسواق المدينة ، وبشكل غير مباشرعن طريق دورها فى المنزل والقطعات الأخرى ، وتميزت المرأة في حلب ودمشق بأنها صانعة وتاجرة أكثر من تميُّزها في الزراعة . وامتازت نساء مبنج ومعرة النعمان ودمشق بالعمل في الزراعة واستخدام خامات البيئة لخدمة منزلهم وزوجهم فكانت تأتي بالحجر الصوان من الجبال القريبة منها لعمل الطاحون ( الراحية ) وتستخدم هذه الأحجار في بناء المنازل وامتازت نساء الجنوب بالزراعة عن نساء الشمال .
ساهمت التجارة في زيادة العلاقات الودية نظرا لأهميتها وقد تمتع التجار المسلمين والصليبيين بمكانة عظيمة مما جعل ابن جبير يقول ”وأهل الحرب في حربهم وأهل السلم في سلمهم والدنيا لمن غلب ”.
انقسمت طبقات النساء في حلب ودمشق إلى ثلاث طبقات : الأولى الطبقة الحاكمة، والثانية طبقة نساء العامة والثالثة طبقة الجواري ، وانقسمت طبقة الجواري لثلاث طبقات : جواري القصر ، وجواري الدور ، وجواري الديارات والحانات ، وكان لكل طبقة أهميتها الخاصة في رسم الحياة الثقافية وساهمت كل طبقة في مسيرة الحياة السياسية والحضارية في حدود الإمكانات المتاحة لها .
ومع ذلك أثرت الحياة السياسية على الحياة الاجتماعية وجميع مناحى الحياة. فكانت نساء الطبقة الحاكمة هى الطبقة الوحيدة المعززة ومعها نساء العلماء والقضاة ، وكُتِب على باقى طبقات النساء أن تكد وتكدح لتملأ حياة هؤلاء النسوة بالنعيم والراحة
عقدت المرأة الصليبية علاقات ودية مع حكام المسلمين فقد طلبت زوجة كاسيل الأرميني حاكم مرعش وكيسوم ورعبان . من آق سنقر البرسقي النجدة وهو محاصرا للرها (508 هـ / 1114 م) وذكرت له أن زوجها أوصاها أن تحالف المسلمين ، وتجانب الإفرنج .
أدخل سيف الدولة التشيع في حلب فكان هذا المذهب يعيش بجانب المذهب السني ولم يحدث صدام بينهما ولم تغال المرأة في التشيع .
عاشت المرأة المسلمة بجوار المرأة الذمية والشيعية والصليبية ولم يحدث صدام بينهن إلا في حالات نادرة .
لقد حدث تعايش سلمي بين المرأة المسلمة والمرأة الصليبية ، وتأثرت المرأة الغربية بالحياة في دمشق وحلب وأخذت من عادات هاتين المدينتين مثل الملبس وترك طعام لحم الخنزير إلى غير ذلك من الأمور التي توضح شدة إعجابها بعادات المرأة الحلبية والدمشقية.
تميزت المرأة بكم من العادات والتقاليد الموروثة وزاد هذا الكم من العادات عن طريق التأثير فى الصليبيين والتأثُر بهم ، وقد أخضعت المرأة في حلب ودمشق هذه العادات للدين لكي يهذبها ويضيف إليها ، فكان لها عادات في أفراحها وأحزنها وعند وضعها وزواجها واحتفالاتها بالمناسبات الدينية.
ومن عادات الزواج فى نساء الطبقة الحاكمة أن يرسل الخليفة أحد رجاله المهمين فى الدولة ، فقد يكون وزيرا أو قاضيا أوأميرا لإحضار زوجته من مكانها ، وإذا تزوجت بنت الخليفة أحد رجال الدولة المهمين (العامل ، الوزير) يذهب بنفسه لإحضار زوجته بعد تقديم مراسم التعظيم للخليفة.
اهتمت المرأة في دمشق وحلب بالأعياد والمواسم والناحية الدينية وبخاصة الاستعداد لموسم الحج ، وقد ضربت السيدة زبيدة زوجة الرشيد والسيدة جميلة بنت حمدان أخت سيف الدولة الحمداني وعمة الملك الظاهر أروع الأمثلة في الاهتمام بالحج. وظهر اهتمام نساء العامة بالأعياد عن طريق إعداد الطعام والمنزل لاستقبال أهل زوجها عند تبادُل التهانى بهذه المناسبات .
مارست المرأة كثير من الأعمال اليومية وقامت بها على أكمل وجه هذه الأعمال أحدثت نوعا من التجارات في دمشق وحلب لم تكن موجودة من قبل مثل القابلة والمرضعة والمعلمة والنائحة والبلانة والماشطة والصانعة .
استخدمت المرأة أدوات معينة لزينتها مثل المرآيا والمكاحل والحلي من الذهب والفضة ، والملابس الفضفاضة الجميلة كما أنها استخدمت أدوات خاصة بها في المنزل مثل الكوز والقدح والإجانة والقرَب الجلد لحمل المياه .
اهتمت المرأة بصحتها وجمالها فجعلت الدور العلوي من منزلها للنوم والراحة ، واستخدمت النورة لإزالة الشعر الزائد من الجسم . واستخدمت حجر الرجل لنظافة قدمها مما يؤكد أن العادات كم متوارث يتوارثه الخلف عن السلف.
فاقت نساء حلب نساء دمشق في العلم ، وفاقت نساء دمشق نساء حلب في السياسة بسبب مكانة دمشق كمسرح لأكثر الأحداث السياسية التي حدثت في بلاد الشام. وتأثرت المرأة سياسيا وحضاريا بفترة قوة وضعف المدينة التى تعيش فيها.
حقق الزواج السياسي مكاسب سياسية عظيمة لأصحابه وعمل على تهدئة الأجواء السياسية
برعت المرأة في الحياة الثقافية ونبغت في العلوم النقلية والعقلية وكانت من النساء الشاعرات والمحدثات والمقرءات للقرآن والفقيهات ، ومنهن من امتازت بحسن الخط حتى استخدمها الحاكم لكتابة الهدنة بينه وبين أحد الحكام الصليبيين ومنهن من لزمت الوعظ في منزلها أو في المسجد ، ولم تكتف فى وعظها على النساء بل وعظت الرجال أيضا . ومنهن من التزمت طريق التصوف والعبادة .
وكانت للمراكز الصوفية رسالة اجتماعية فقد كانت دوراً يسكنها المتصوفة للعبادة والتزهد والدراسة والطعام واللباس ، وسكنها الفقهاء والغرباء وأحياناً كبار العلماء ، وكانت بعض الأحيان ، أو مقبرة لأصحابها والمريدين ، وصارت مأوى للعاجزين من أصحاب العاهات ، وكبار السن العميان ، وللنساء المطلقات والمهجورات ، واليتامى والفقراء.‏
لقد نبغت نساء حلب ودمشق في علم الطب ونقلت خبرتها المتوارثة لمن حولها لكي تستفيد من الخبرة العظيمة في المحافظة على نضارتها وحسن جمالها.
لقد شهدت نساء الصليبيين للمرأة العربية بتقدُّمها في الطب ، فأخذت عنها الطب العربي وفضلت الذهاب إلى الحمامات الخاصة بالمرأة المسلمة لما للحمامات من فوائد عظيمة.واشتهرت دمشق بحسن استقبالها للأطباء لرخص أسعارها ورغد العيش بها .
لقد ظهر دور نساء الطبقة الحاكمة وبخاصة خاتونات البيت الأيوبي واضحا في إثراء الحركة العلمية ببناء المدارس والمساجد والخوانق والزوايا والأربطة وكل هذه المنشآت عملت على نشر المذاهب الفقهية الأربعة وعلوم القرآن والحديث النبوي الشريف والشعر والخط العربي وعلم التصوف والطب . وضمنت الاستمرار لهذه المنشآت بما أوقفته من أوقاف تُنفَق على العالم والمتعلم .
اهتمت المرأة الحاكمة بالمذهب الحنفي وسارت النساء عليه وجانبه المذهب الشافعي والمالكي والحنبلي وعاشت هذه المذاهب متجاورة لخدمة النساء والرحمة بهن في الأمور الفقهية والمعاملات .
أثرت الكوارث الطبيعية مثل الزلازل ، وحبس المطر ، والريح المُهلِكة للزرع على ظهور المرأة لما لها من أضرار على حياة المرأة بجميع جوانبها وكذلك الحروب والفتن الداخلية بين الحكام والأمراء ، والحروب الخارجية مع الروم والصليبيين ، وكذلك بعض فرق الشيعة الهادمة كالإسماعيلية والباطنية.
عاشت المرأة فى حلب ودمشق حياة هادئة ومرت بأطوار المرأة الأربعة (الأم ، الأخت ، البنت ، الزوجة ، الجدة ) وتساوت المرأة الريفية مع المرأة التى تعيش فى المدينة فى العادات والتقاليد والحياة اليومية مع الفارق فى المستوى الثقافى والاقتصادى .
تأثرت المرأة سياسيا فى المدن والقرى المجاورة للخلافة العباسية والفاطمية وكذلك المجاورة للروم والصليبيين .