الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 266 |  |  |
| | | from | 266 | | |
المستخلص
لقد كرَّم الإسلام المرأة وأعلى مكانتها، ورفع عن كاهلها الظلم والقهر الذي كان مفروضا عليها في المجتمع الجاهلي، واعتبرها مساويةً للرجل في أصل الخلقة البشرية, وفي كثير من الحقوق والواجبات, وأثبت لها ذمَّة ماليَّة مستقلة لا يجوز لأحد الاستيلاء عليها, أو أخذ مالها دون وجه حق أو دون إذنها ورضاها, وليس في الإسلام من التشريعات ما يعتبر تمييزاً ضد المرأة أو سالباً لحقوقها وإذا كانت بعض التشريعات في نظم ودساتير وقوانين بعض دول العالم حتى المتحضر منه ما يعتبر تمييزاً ضد المرأة وإجحافاً بحقها كأن تكون تابعةً لزوجها في اسم العائلة, أولا تملك التصرف في أموالها إلا بإذن من زوجها, أوأنها لا تستحق الأجر على العمل إلا نصف ما يستحقه الرجل حتى ولو كانت مساوية له في المؤهل والخبرة فإن الإسلام لا يعرف هذا التمييز بل يرفضه ويأباه . br وتؤكد الشريعة الإسلامية على انفصال الذمَّة الماليَّة بين الزوجين فلا سلطان للزوج على تصرفات الزوجة في أموالها, وهذا ما أكدت عليه المجامع والمجالس الفقهية التي ناقشت هذه القضايا فقد أصدر مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي قراراً وفتوى عن انفصال الذمَّة الماليَّة بين الزوجين ، جاء فيه : للزوجة الأهليَّة الكاملة والذمَّة الماليَّة المستقلة ولها الحقّ المطلق في إطار أحكام الشرع مما تكسبه من عملها ولها ثروتها الخاصة ولها حق التملك وحق التصرف بما تملك ولا سلطان للزوج على مالها ولا تحتاج لإذن الزوج في التملك والتصرف بمالها, وتستحق الزوجة النفقة الكاملة المقررة بالمعروف وبحسب سعة الزوج وبما يتناسب مع الأعراف الصحيحة والتقاليد الاجتماعية.