الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 141 |  |  |
| | | from | 141 | | |
المستخلص
الثامن عشر
ملخص البحث
لقد خطا القطاع الزراعي المصري خطوات هائلة نحو التحرر الزراعي في السنوات الأخيرة ، حيث أصبح المزارع يتصرف بحرية في اختياره لنوعية المحاصيل التي يرغب في زراعتها ، وفي التعامل مع الجهات المختلفة التي توفر مستلزمات الإنتاج علاوة على حرية التصرف في المحصول أي حرية تسويقه. هذا بالإضافة إلى أن تطبيق برنامج التكيف الهيكلي في قطاع الزراعة أدى إلى كثير من النتائج ربما كان من أهمها تحمل المزارعين عبء ومسئولية توفير مدخلات الإنتاج الزراعي والتي تتمثل في التقاوي والأسمدة والمبيدات والآلات الزراعية بالإضافة إلى تكاليف تمويل العمليات الزراعية.
ولقد وُجهت انتقادات كثيرة للخدمات الإرشادية الحكومية في معظم الدول النامية وهو الأمر الذي دفع العديد من تلك الدول إلى الأخذ باستراتيجية الخصخصة أملاً في إصلاحها وتخفيف العبء الواقع على ميزانية الحكومة. ومن ثم فقد برزت عدة تساؤلات أمام الباحث حول نوعية الخدمات الإرشادية الحكومية في مصر ، وإمكانية خصخصتها ، والأسس أو المتطلبات التي يجب أن تقوم عليها تلك الخصخصة ، ومعوقاتها ، وآثارها ، ورؤية المهتمين بالإرشاد الزراعي في مصر حول تلك الأمور. تلك التساؤلات وغيرها دفعت الباحث إلى الاهتمام بإجراء هذا البحث.
ويهدف البحث إلى تحديد الأسس أو المتطلبات التي يجب أن تقوم عليها خصخصة الإرشاد الزراعي في مصر وذلك بغرض تبصرة القائمين على الإرشاد الزراعي ومتخذي القرار بتلك الأسس أو المتطلبات التي لابد من توافرها عند التفكير في وضع استراتيجية لخصخصة الإرشاد الزراعي. ولقد تم تحقيق هذا الهدف عن طريق :
(1) بحث نظري تم فيه تناول الموضوعات النظرية المرتبطة بخصخصة الإرشاد الزراعي مثل اللامركزية ، ومنظمات الزراع ، والتعاقدات ، واستعراض تجارب الدول الأخرى في هذا المجال بغرض استخلاص الأسس أو المتطلبات التي يجب أن تقوم عليها خصخصة الإرشاد الزراعي.
(2) بحث ميداني للوقوف على رؤية الأطراف المعنية بهذا الموضوع وهم الباحثون في مجال الإرشاد الزراعي والمسئولون عن الإرشاد والعاملين فيه على المستويات المختلفة وكذلك قادة الزراع كممثلين للزراع في الأسس أو المتطلبات التي يجب أن تقوم عليها خصخصة الإرشاد الزراعي والتي أمكن استخلاصها من البحث النظري.
(3) في ضوء ما ورد في (1) و (2) تم تحديد الأسس أو المتطلبات التي يجب توافرها للسير بنجاح في تطبيق خصخصة الإرشاد الزراعي في مصر.
ولقد اعتمد البحث الميداني على بيانات أولية جُمعت بطريق الاستبيان بالمقابلة الشخصية من 114 باحثاً في مجال الإرشاد الزراعي بكليات الزراعة المختلفة ومعهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية بوزارة الزراعة و103 من المسئولين عن الإرشاد على مستوى الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي ومديري الإرشاد في بعض المحافظات والعاملين بالإرشاد الزراعي على المستويات المختلفة بمحافظتي القليوبية وأسيوط. كما اعتمد البحث أيضاً على بيانات تم جمعها من قادة الزراع من خلال تنظيم وعقد مجموعات بؤرية لبعض القادة في أربع قرى تابعة لأربعة مراكز إدارية بمحافظتي القليوبية وأسيوط.
ولقد تم عرض نتلتكرارات والنسب المئوية وتم تطبيق اختبار مربع كاي 2 testللوقوف على الاختلافات بين هاتين المجموعتين في استجاباتهم للأسئلة المتعلقة بالإرشاد الزراعي وخصخصته ، كما تم تطبيق أسلوب التحليل العاملي Factor analysis للوقوف على درجة الموضوعية objectivity بين الأفراد المبحوثين لكل مجموعة في استجاباتهم لكل الأمور المتعلقة بخصخصة الإرشاد الزراعي ومتطلباته ، ولقد تم إجراء التحليل الإحصائي المذكور بواسطة الحاسب الآلي باستخدام مجموعة البرامج الإحصائية للعلوم الاجتماعية SPSS.
أما عن قادة الزراع فقد تم تلخيص استجاباتهم للبنود التي دار حولها الاستبيان مع المجموعتين الأولى والثانية وعرضها للوقوف على درجة اتفاق أو اختلاف هؤلاء القادة مع هاتين المجموعتين في استجاباتهم حول تلك الأمور المتعلقة بالإرشاد الزراعي وخصخصته.
ويمكن تلخيص أهم النتائج على النحو التالي :
أولاً : فيما يتعلق برأي المبحوثين في نوعية الخدمات الإرشادية وإمكانية خصخصتها :
(1) رأى ما يقرب من نصف المبحوثين من الباحثين والعاملين بالإرشاد (49.3%) أن الخدمات الإرشادية الحالية غير جيدة مقابل 41.9% منهم اعتبروها جيدة ، أما الباقون (8.8%) فقد اعتبروها جيدة إلى حد ما ، وقد اتفق معظم قادة الزراع في المجموعات البؤرية الأربع أن تلك الخدمات غير جيدة.
(2) رأى معظم المبحوثين من الباحثين والعاملين بالجهاز الإرشادي (76.5%) أن العاملين بالجهاز الإرشادي غير أكفاء للعمل في ظل نظام الخصخصة ، ولقد اتفق معهم جميع قادة الزراع في المجموعات البؤرية حول رؤيتهم في هذا الشأن.
(3) رأى معظم المبحوثين من الباحثين والعاملين بالجهاز الإرشادي (59.4%) أن هناك إمكانية لقيام المزارع بدفع مقابلاً نظير الخدمات التي يقدمها الجهاز الإرشادي ، وقد أكد قادة الزراع في المجموعات البؤرية بوجود تلك الإمكانية للدفع ولكنها مشروطة بالحصول على خدمة جيدة ينتج عنها زيادة دخلهم وإنتاجهم.
(4) اعتقد أكثر من نصف المبحوثين من الباحثين والعاملين بالإرشاد (54.4%) أن المزارع سوف يفضل التعامل مع الحكومة عن القطاع الخاص للحصول على خدمات إرشادية بأجر ، ولقد أكد قادة الزراع في المجموعات البؤرية أن المزارع سوف يتعامل مع الجهة الأفضل والتي سيحددها بالمقارنة بينهما حسب جودة ونوعية الخدمات وكذلك ثمنها.
(5) اعتبر معظم المبحوثين من الباحثين والعاملين بالجهاز الإرشادي (71.4%) أن خصخصة الإرشاد الزراعي تعد مدخلاً لتحسين الخدمات الإرشادية في مصر ، ولقد أكد معظم قادة الزراع في المجموعات البؤرية على ذلك ، وأضاف قادة الزراع في إحدى تلك المجموعات البؤرية أن الخصخصة من الممكن أن تعد مدخلاً لتحسين الخدمة الإرشادية في مصر لكنها لابد وأن تكون تحت إشراف الحكومة.
(6) رأى معظم المبحوثين من الباحثين والعاملين بالإرشاد (63.6%) أن خصخصة الإرشاد الزراعي في مصر ممكنة التطبيق ، ولقد اتفق معهم معظم قادة الزراع في المجموعات البؤرية الأربعة في هذا الشأن.
ثانياً : في ضوء النتائج التي تمخض البحث النظري ، وما تم التوصل إليه من نتائج في البحث الميداني يمكن تلخيص أهم الأسس أو المتطلبات التي يجب أن تقوم عليها خصخصة الإرشاد الزراعي في مصر كما يلي :
(1) تطبيق اللامركزية في الإرشاد الزراعي على أساس أنها الخطوة الأولى في الطريق الطويل نحو الخصخصة ، ولقد اتفق معظم المبحوثين (77.9%) منهم وكذلك معظم القادة في المجموعات البؤرية على ذلك.
(2) التحول التدريجي لجعل الخدمة الإرشادية بأجر ، ولقد أكد على ذلك معظم المبحوثين (61.8%) وكذلك معظم قادة الزراع في المجموعات البؤرية.
(3) وجود منظمات زراع قوية تتولى مهمة توفير الخدمات الإرشادية المناسبة للزراع ، ولقد اتفق معظم المبحوثين (62.7%) وكذلك معظم قادة الزراع في المجموعات البؤرية في هذا الرأي.
(4) السماح بإقامة مكاتب استشارية أو جهات خاصة لتقديم الخدمات الإرشادية وهذا ما أكده معظم المبحوثين (62.7%) واتفق معهم معظم قادة الزراع في ذلك.
(5) السماح بتعددية الجهات التي تقدم خدمات إرشادية خاصة ، وهذا ما رأته نسبة عالية من المبحوثين (47.0%) ، واتفق معهم معظم قادة الزراع في ذلك.
(6) عدم تقليص أعداد العاملين بالجهاز الإرشادي وذلك بناء على رؤية معظم المبحوثين (72.8%) ، واتفق معهم معظم قادة الزراع حول رؤيتهم في هذا الشأن.
(7) الإعداد الأكاديمي والتدريبي الجيد للكوادر الإرشادية لزيادة الكفاءة والقدرة على العمل في ظل نظام الخصخصة وفقاً لرؤية معظم المبحوثين (54.8%) وكذلك معظم قادة الزراع في المجموعات البؤرية في هذا الشأن.
(8) الدعم الحكومي للجهات التي تقدم الإرشاد الخاص والذي اتفق عليه (51.6%) من المبحوثين وكذلك غالبية قادة الزراع في المجموعة البؤرية.
(9) اتفق معظم المبحوثين (58.5%) وكذلك معظم قادة الزراع في المجموعات البؤرية على أن أنسب صور التعاقدات الإرشادية للزراع في منطقة البحث هي تعاقد الزراع مع مراكز