![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعد كتاب الغريبين لأبي عبيد أحمد بن محمد الهروي صورة من صور الإهتمام والعناية بألفاظ القرآن الكريم والحديث الشريف, تلك العناية التي بلغت الآفاق خلال القرون الأولى من نزول القرآن, وما زالت حتى عصرنا الحالي. وقد دفعني إلى دراسة منهج هذا الكتاب أنه يعد فريدأ من نوعه, ليس هذا فقط لتصنيف أبي عبيد المتميز للمادة العلمية, وطريقة ترتيبه لها, وإنما لتراثه اللغوى؛ فهو يعد معجماً شاملاً لجميع فنون العربية, فالمتصفح لكتاب الغريبين يجد أن القضايا اللغوية والبلاغية والفقهية وقضايا القراءات وغيرها من القضايا التي تتعلق بالمفردة الغربية أو النص ككل, قد تناثرت فى صفحات الكتاب كله, وبين مواده اللغوية المختلفة. وقد جاءت هذه الأطروحة تحت عنوان ”منهج أبي عبيد في كتاب الغريبين مع دراسة المعرب في رواية الغريبين نحوياً ودلالتاً” وهذه الدراسة لم تقتصر على منهج المؤلف في كتابه الغريبين, وعلى الألفاظ المعربة التى وردت فيه, وإنما تطرقت إلى قضيتين مهمتين, هما: قضية المعرب وأثرها في القرآن والحديث, وموقف علماء العربية القدامي والمحدثين, وكذلك موقف المستشرقين من هذه القضية, والأخرى قضية الغربية وبيان أثرها في القرآن والحديث, وموقف علماء العربية القدامى والمحدثين أيضاً من هذه القضية. أثبتت الدراسة أن أهم أسباب وقوع المعرب فى الحديث معرفة الرسول (صلي الله عليه وسلم) الألسن ليفهم عن أصحابها ويفهموا عنه, ومنها أيضاً الإبانة بالكلمة الأعجمية المعروفة فى أثناء رواية الحديث بمعناه من الأعاجم أو لهم. |