Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
بلغاريا و الحروب الصليبية :
المؤلف
حمزة، محمد خلف محمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد خلف محمد حمزة
مشرف / عادل عبد الحافظ
الموضوع
الحروب الصليبية.
تاريخ النشر
2008.
عدد الصفحات
317 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2008
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 339

from 339

المستخلص

يتناول هذا البحث بالدراسة والتحليل ”بلغاريا والحروب الصليبية من بداية الحملة الصليبية الأولي وحتى نهاية الحملة الصليبية الرابعة 1096 – 1207م ” وقد حاولت من خلاله إبراز الدور الذي لعبته بلغاريا أثناء مرور الجيوش الصليبية بأراضيها، فترة الحروب الصليبية 1096 – 1207م.
نتائج الدراسة :
1ـ إن البلغار آسيويون وينتمون إلى أحد فروع الهون من السلالة التركية .
2ـ إن البلغار بعد رحيلهم من آسيا الوسطى في القرن السادس الميلادي استوطنوا المناطق الواقعة شمال البحر الأسود، وبحر قزوين ، وبعد صراع طويل مع الآفار ـ ظل حتى القرن السابع الميلادي ـ وقبائل الخزر، انقسم البلغار إلى قسمين ، بلغار الفولجا نسبة لنهر الفولجا، وبلغار الدانوب وهؤلاء عاشوا بجوار هذا النهر ، في الإقليم المسمى بالإقليم الشمالي الشرقي من شبه الجزيرة البلقانية .
3ـ اتضح لنا كذلك أن البلغار بإقامتهم على نهر الدانوب قد جاوروا البيزنطيين ، الذين لم يسمحوا لهؤلاء الوافدين الجدد من البلغار بفرض نفوذهم بمنطقة البلقان، مما أسفر عن معارك طاحنة بين الجانبين، لقت فيه القوات البيزنطية هزيمة قاسية عام 680 م ، وتوسعت سلطة البلغار وسيطرتهم على المنطقة الواقعة بين الدانوب الأدنى وجبال البلقان ، وتم الاعتراف من قبل بيزنطة بقيام دولة البلغار الأولى (681 ـ 1018م).
4ـ تبين لنا أيضاً من خلال الدراسة ، أن البيزنطيين قد نفضوا الغبار عن ضعفهم ، واتجهوا على عهد الإمبراطور البيزنطي باسيل الثاني Basil 11 ( 976 ـ 1025م ) لتوجيه الضربات المتتالية للبلغار ، وإحكام قبضتهم عليهم ، وأضحت بذلك بلغاريا خاضعة للنفوذ البيزنطي من عام 1018 إلى 1185م بعد سقوط العاصمة البلغارية أوخريدا Ochrida عام 1018 م على يد باسيل الثاني .
5ـ تكشف لنا كذلك أنه برغم المدة الطويلة التي وقع فيها البلغار تحت النفوذ البيزنطي، ومحاولات الإمبراطور البيزنطي باسيل الثاني تزويج بنات البلغار بأولاد البيزنطيين وبنات البيزنطيين بأولاد البلغار ، إلا أن ذلك لم يمحوا الثقافة البلغارية ، ولا الكيان البلغاري ، وليس أدل على ذلك من لغتهم التي ظلوا محتفظين بها ، واعتناقهم للديانة المسيحية على المذهب الأرثوذكسي ، وأن مقاليد الحكم كانت بأيدي أولاد البلغار التابعين للإدارة البيزنطية ، وكذلك المحاولات المستمرة للبلغار للقيام بالثورات ضد الوجود البيزنطي على أراضيهم ، على عهد خلفاء الإمبراطور باسيل الثاني حتى حكم الإمبراطور ألكسيوس الأول كومنين Alexius 1 Comnenus ، وبرغم فشل جميع محاولاتهم إلا أنها تدل على استقلالية البلغار .
وعلى هذا ظل الشعب البلغاري له كيانه وهويته الممزوجة بالحضارة السلافية والبيزنطية ، وأن ردود الفعل القوية التي كان يبديها أهل البلغار ضد الصليبيين المارين عبر بلادهم كانت ردود فعل بلغارية ، كان من بينها كثير من التدخلات من الجيوش البيزنطية ، بأمر من الإمبراطور البيزنطي الذي كان يعتبر نفسه الحاكم الأعلى للإقليم البلغاري ، وأنه المسئول الأول عنه ، ولكن هذا لا يمنع القول إن البلغار كانوا أصحاب سيادة حاولوا الدفاع عن بلادهم ضد الصليبيين القادمين من الغرب الأوربي .
6ـ كما تبين لنا كذلك أن البلغار قد لعبوا دوراً كبيراً في الحملة الصليبية الأولى ، بشقيها غير النظامي ( العامة ) ، وحملات الأمراء الصليبيين (النظامية)، وكان ذلك عن طريق إمداد هذه الجيوش بالمؤن والطعام والضروريات اللازمة لرحلتهم ، وأن الاعتداءات التي حدثت من جانب البلغار أهل البلاد على الصليبيين ما كانت إلا لسوء مسلك القوات الصليبية بالأراضي البلغارية ، ولكن عندما كانت تسير الأمور على خير ما يرام دون وقوع أي نزاع بين الجانبين الصليبي والبلغاري ، فإن البلغار كانوا يقومون بدور كبير في تمويل هذه الجيوش ، وليس أدل على ذلك من أنه عندما وقع اتفاق سلام بين نيقتاس Nicetas الحاكم البيزنطي للإقليم البلغاري وبطرس الناسك Pierre L’Ermite ، فإن البلغار اطمئنوا على حياتهم وسعوا إلى تقديم بضائعهم في الأسواق للصليبيين، وجرى التعامل بين الجانبين ـ وكما يذكر وليم الصوري William of Tyre ـ على أحسن ما يكون التعامل .
7 ـ اتضح أيضاً أن البلغار والبيزنطيين سعوا جنباً إلى جنب في محاولة منهم لتسهيل مهمة عبور الجيوش الصليبية ـ للتخلص من شرهم ـ للأراضي البلغارية والبيزنطية في سلام ، دون أن يحدث ما قد يقع من مشاغبات قد تؤدي إلى خسائر بين الطرفين . وليس أدل على ذلك من محاولات الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس الأول كومنين إرسال الرسائل إلى قادته بالأراضي البلغارية ، وكذلك في مياه البحر الأدرياتيكي مع مانويل بوتوميتس Manuel Boutoumites ليؤمن جانب الأمير الصليبي هيو العظيم Hugh ، ثم مراسلات الإمبراطور البيزنطي كذلك مع الأمير جودفري دي بوايون Godefroi de Bouillon ليأمن سلامة شعبه البلغار ، ويؤمن رحلة الصليبيين عبر الأراضي البلغارية .
8 ـ كما يتضح لنا أيضاً أن الأمراء الصليبيين حاولوا المرور بالأراضي البلغارية دون إحداث أي شغب أو ضرر مثلما حدث مع الأمير جودفري دي بوايون ، وكذلك بوهيمند Bohemond، ولكن احتواء الجيش الصليبي على الكثير من المشاغبين ، واللصوص كان يمنع من استمرار السلام بين البلغار والصليبيين ، وأدى هذا إلى وقوع المعارك والقتلى والجرحى لدى الجانبين.
9 ـ تكشف لنا كذلك أن البلغار قاموا بإمداد جيوش الحملة الصليبية الثانية بالمؤن بقيادة الملك الألماني كونراد الثالث Conrad 111 ، ثم الملك الفرنسي لويس السابع Louis V11 ، وبرغم وقوع اعتداءات من جانب الصليبيين على البلغار ، إلا أن اللوم كله يعود على الصليبيين ، لا على البلغار .
10 ـ وقد ظهر من خلال البحث كذلك أن البلغار في حملة الإمبراطور فردريك الأول بربروسا Frederick 1 Barbarossa حاولوا إنجاح الحملة الصليبية ، ولكن سلوك الجيش الألماني تجاه البلغار ـ برغم نظامه ، والعلاقات السياسية غير السوية بين الألمان والبيزنطيين ورفض الإمبراطور الألماني فردريك التحالف مع البلغار والصرب ضد البيزنطيين كل هذا أدى إلى الصدام السريع بين البلغار والألمان مما أسفر عن وقوع العديد من القتلى والأسرى بين الجانبين، وقد كان لهذا أثره حتى بعد عبور الجيش الألماني الأراضي البلغارية ، إذ أنهكت قوى الألمان، وقلت ذخائرهم وحاجاتهم ، وأنهى حملتهم سريعاً بعد غرق العاهل الألماني فردريك بآسيا الصغرى .
11 ـ وفي الحملة الصليبية الرابعة اتضح لنا أن البلغار حاولوا أن يكون لهم دور في هذه الحملة، بعد استقلالهم عن بيزنطة وتكوين مملكة البلغار الثانية ، وكان ذلك عن طريق التقرب من البابوية تلك التي توجت البلغاري كالوجان Kalojean ملكاً على البلغار ، وتقديم عرضهم على أمراء الجيش الصليبي لمشاركتهم حملتهم على بيزنطة عام 1204م ، لكن رفض الأمراء الصليبيين للعرض البلغاري ، أدى إلى حدوث الكثير من الهجمات القوية والعنيفة ضد الوجود الصليبي في بيزنطة وممتلكاتها . لكن يجب أن نأخذ في الاعتبار أن هذا العرض لا يدل على حب البلغار للحملات الصليبية ، وإلا كانوا قد شاركوا في الحروب ضد المسلمين ، ولكنهم أرادوا أن يقسموا الأراضي البيزنطية على اعتبار أنها حق لهم لكونهم قد خضعوا تحت نفوذ البيزنطيين لفترة طويلة من الزمن .
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن البلغار لم يشتركوا في الحملات الصليبية القادمة من الغرب الأوربي ، نحو الشرق الإسلامي ، وأن انضمام بعض أهلها كان بغرض الحج ، وليس الحرب وأن الدور البلغاري في هذه الجيوش كان يتمثل في تسهيل مهمة عبورها عبر أراضيهم البلغارية ، وإمدادهم بالمؤن والطعام والضروريات اللازمة لرحلتهم تجاه بيت المقدس .
12 ـ مما سبق يمكن القول : إن الحملات الصليبية قد ثبت لنا بالدليل القاطع على مر صفحات البحث أنها حملات فاشلة ـ برغم ما حققته ـ وأن قيامها بدافع الدين هو هدف كاذب، صدقه العامة والبسطاء من الناس ، وكان يخفي وراءه دافع أقوى وهو الدافع الاقتصادي الذي راود خيال أمراء وملوك وأباطرة أوروبا ، وحتى رجال الكرسي الرسولي الذين حلموا أن يسيطروا على مقدرات وثروات الشعب العربي الإسلامي وأراضيهم التي تفيض لبناً وعسلاً ـ وكما يحدث في عالمنا المعاصر من سيطرة لليهود على البلاد الفلسطينية ، والأمريكان بأراضينا العراقية ـ وليس أدل على قولنا هذا من الاعتداءات الوحشية التي افتعلتها الجيوش الصليبية بالأراضي البلغارية ، وشعبها ، ـ ومن قبلهم المجريين برغم كونهم مسيحيين ـ من سلب ونهب وقتل للأطفال والنساء والشيوخ والعجائز والرجال وانتهاك للحرمات ، وبث الرعب والفزع في نفوسهم ، فهل من يفعل هذا يكون غرضه نصره الدين ؟!