Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأوقاف على بيت المقدس عصر سلاطين المماليك (658 – 923 هـ / 1260 – 1517) :
المؤلف
فرجانى، أزهار سيد توفيق.
هيئة الاعداد
باحث / أزهار سيد توفيق فرجانى
مشرف / عادل عبد الحافظ عثمان حمزة
تاريخ النشر
2006.
عدد الصفحات
292 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2006
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 318

from 318

المستخلص

قد شهدت الأوقاف أكبر تنظيم لها من خلال ديوان الأحباس الذى حرص سلاطين المماليك تباعاً على تطويره وتنظيمه من أجل رعاية الأوقاف . والجدير بالذكر أن سلاطين المماليك أولوا أوقاف بيت المقدس اهتماماً فاق النظير ، ويتضح ذلك من خلال الزيارات المتعاقبة لبيت المقدس ليتفقدوا أحواله ، وما تحتاج إليه مقدساته من إصلاح وتعمير وأيضا للنظر فى سجلات الأوقاف ومراقبتها ، الأمر الذى أدى إلى أن الأوقاف قدمت للمجتمع المقدسى خدمات جليلة فى كافة النواحى الاجتماعية والدينية والعلمية والاقتصادية .
وترجع أهمية هذه الدراسة إلى كونها تخدم الجانب الحضارى الذى لم يحظ إلا باهتمام ثلة من الباحثين ، قدر لها أن تلفت انتباه دارسى تاريخ العصور الوسطى ، خاصة أن الموضوع لم يدرس الدراسة التى تغنى الباحث عن الخوض فيها ، ولعل هذا يضفى حيوية على موضوع البحث.
وأوضحت الدراسة ما يلي :
لم يقتصر دور سلاطين المماليك فى بيت المقدس على إقامة الأوقاف بها فحسب ، بل عنوا عناية كبيرة بهذه الأوقاف عن طريق الزيارات المتعددة التى قاموا بها لبيت المقدس يتفقدون أحواله ، وما تحتاج إليه مقدساته من تعمير وإصلاح .
وقد لعبت الأوقاف دورا كبيرا فى النواحى الاجتماعية والدينية والعلمية والاقتصادية ، الأمر الذى كان له أكبر الأثر فى تمتع المجتمع المقدسى إبان العصر المملوكى بكافة الخدمات الاجتماعية التى تمثلت فى إنشاء الأسبلة والحمامات والبيمارستانات والاهتمام بالناحية الصحية ، بالإضافة إلى دور الأوقاف فى التوسعة على فئات المجتمع المقدسى الذين هم فى أمس الحاجة إلى تلك التوسعة خاصة الفقراء والمساكين والمحتاجين وأرباب الوظائف وغيرهم ، وارتبطت الأوقاف ارتباطا وثيقا بالناحية الدينيـة بإصلاح المقدسات كالمسجد الأقصى وقبة الصخرة وأيضا بإنشاء المساجد والمؤسسات ذات الطابع الدينى ، كالخانقاوات والزوايا والربط التى خدمت الناحية الدينية والاجتماعية أيضا ، الأمر الذى ترتب عليه ثراء بيت المقدس ومقدساته إبان العصر المملوكى ، ويتضح دور الأوقاف بجلاء فى الناحية العلمية وانتشار المدارس العديدة فى بيت المقدس إبان العصر المملوكى ، حيث نجد أنه لولا الأوقاف لم تقم مدرسة بذاتها .
وقد لعبت الأوقاف الدور الأساسى فى تدعيم تلك المؤسسات بالدعم المادى الذى ساعد على استمرار أدائها لرسالتها.
ومن الثابت أن الأوقاف قد تدخلت فى كافة أنظمة الدولة وبالأخص النظام التعليمى الذى عدت شروط الواقفين بمثابة الخطة التى تسير عليها المدرسة . وقد لعب العلماء دورا كبيرا فى كثرة الأوقاف على تلك المنشآت العلمية ، فقد كانوا أكثر فئة من فئات المجتمع استفادة من نظام الأوقاف ، ولذا شجعوا الناس على الأوقاف .
والجدير بالذكر أن الأوقاف تاثرت بالناحية الاقتصادية ، فكلما ازدهرت الناحية الاقتصادية ازدهرت الأوقاف وكثرت ، ولعبت دوراً كبيرا فى إنشاء المؤسسات التى تخدم الناحية الاقتصادية ولاسيما الخانات ، ونلاحظ ذلك إبان عصر سلاطين المماليك البحرية حيث كثرت الأوقاف بصورة كبيرة ، كما تأثرت الأوقاف بسوء الأحوال الاقتصادية الأمر الذى أدى إلى انكماشها وانحرافها عن غايتها .
ورغم الدور الذى قامت به الأوقاف فى كافة النواحى الاجتماعية - الدينية - العلمية والاقتصادية ، إلا أنه ترتب عليها نتائج وخيمة تمثلت فى ظهور البطالة والتواكل وانعدام الفكر الجديد المبتكر ، بالإضافة إلى نظام توارث الوظائف ، خاصة الدينية والعلمية الأمر الذى كان له أكبر الأثر فى جمودها ، كما انحرفت الأوقاف عن غايتها ، وأصبح الهدف منها هو استغلالها بكل شكل من الأشكال ، ولا سيما أنها تأثرت بسوء الأحوال الداخلية والأخطار الخارجية التى تمثلت فى الخطر العثمانى الذى كان قاب قوسين أو أدنى من السلطنة عامةوبيت المقدس خاصة.
ورغم تلك الظروف التى أحاطت بالسلطنة وبيت المقدس ، إلا أن معظم هذه الأوقاف مازالت راسخة إلى وقتنا الحالى ، وقد أكدت معظم وثائق الوقف على وجودها ، رغم الظروف التى مرت بها ، ومن ثم يمكن القول إن بيت المقدس تمتعت بكافة الخدمات إبان العصر المملوكى خاصة وأن العوامل السياسية ساعدت على انتشار وازدهار الأوقاف ، وتنوعها فى كافة النواحى الاجتماعية والدينية والعلمية والاقتصادية ، ونجد أن العوامل الاقتصادية من العوامل التى ساعدت سلاطين المماليك خاصة سلاطين المماليك البحرية على ترسيخ كيانهم السياسى فى المملكة عامة ، وبيت المقدس خاصة ، لكونها من المقدسات الإسلامية التى حباها الله بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى فى الناحية الدينية .
ومما سبق يلاحظ أن ظاهرة الأوقاف يجب أن تكون دراسة فى كافة الأمصار الإسلامية ولاسيما دمشق وبلاد الحجاز (مكة والمدينة) وأيضا موضوع دور الأوقاف فى الناحيةالاجتماعية فى بيت المقدس إبان العصر المملوكى يستحق أن تكون له دراسة مستقلة ، وهكذا تأتى خاتمة حكم سلاطين المماليك (923هـ/1516م) وذلك عقب هزيمتهم من جانب الدولة العثمانية فى بلاد الشام ومصر واضعة نهاية حكم سلاطين المماليك الذى استمر لأكثر من قرنين ونصف من الزمان