Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
العدول إلى التركيب الإضافى فى القرآن الكريم :
الناشر
محمد سامى عبد السلام،
المؤلف
عبد السلام، محمد سامى.
هيئة الاعداد
باحث / محمد سامى عبد السلام
مشرف / أحمد عبد المجيد هريدى
مشرف / صفوت عبد الله الخطيب
الموضوع
القرآن، بلاغة. القرآن - ألفاظ.
تاريخ النشر
1427 =
عدد الصفحات
أ-ز، 555 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2006
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 575

from 575

المستخلص

– توصّل البحث إلى أن إضافة اسم الفاعل الدالّ على الحال أو الاستقبال عدول عن الأصل ، وهو تنوين اسم الفاعل ، وهذا العدول له غرض دلاليّ وليس لمجرّد التخفيف اللفظي .
فتركيب اسم الفاعل المنوّن يدلّ على الحدوث فى زمن الحال أو الاستقبال ، فيفيد التجدّد الفعليّ والانقطاع ، أما التركيب الإضافى فإنه فى الأصل يدلّ على الحدوث فى الزمن الماضى بما يفيد ثبوت الوصف واستمراره ، فعندما يأتى اسم الفاعل الذى يفيد الحدوث فى زمن الحال أو الاستقبال مضافاً ؛ فإن ذلك عدول عن التنوين ، غرضه معاملة الحدث الفعليّ فى زمن الحال أو الاستقبال معاملة ما هو متحقّق موجود من الزمن الماضى للتأكيد على وجوده واستمرار الوصف منه .
2 – وهذا العدول الذى جعل ما هو فى الحال أو الاستقبال كالمتحقّق الموجود فى الزمن الماضى يشبه ما جاء به التركيب الإضافى ويقع فى الزمن المستقبل ، فوجود مثيلٍ ( فى الماضى ) لما هو فى المستقبل سوّغ التأكيد بالإضافة .
كما يسوّغ العدول إلى الإضافة اقتراب تحقّق ما هو فى المستقبل وظهور بشاراته ، وكذلك يعامل ما هو فى المستقبل معاملة المتحقّق لمسوّغ ضرورة وجود ما هو فى المستقبل لأنه مترتّبٌ على ما هو فى الزمن الماضى ، ويأتى التأكيد على وقع ما هو فى المستقبل بمعاملته معاملة المتحقّق لمسوّغ الردّ على استعجال الكفار له ، وطمأنة الرسل بتحققه ، أو لمسوّغ حديث السورة بصيغة الحضور فى الزمن المستقبل ، كما يعامل المنهي عن حدوثه فى الحال أو الاستقبال معاملة المنفي وقوعه للتغليظ فى تحريم ما لا ينبغى فعله من المؤمن .
ويسوّغ العدول إلى الإضافة ما يقتضيه السياق من دلالة استمرار مدّة الفعل وإطالته وثبوت الوصف منه ، كاستمرار مدّة إزهاق الملائكة لأرواح الكفار مثلاً ، أو أن يكون ما هو فى الحال أو الاستقبال أمراً عقدياً يتطلّبُ الاعتقاد باستمراره ، أو عوضاً عن استمرارٍ وبقاءٍ منذ الزمن الماضى .
فالعدول عن تنوين اسم الفاعل العامل إلى التركيب الإضافى لم يأتِ لمجرد التأكيد بجعل ما هو فى الحال أو الاستقبال كالمتحقّق ، وإنما جاء فى جميع مواضعه لوجود مسوّغ فى السياق ، وبذلك يؤدّي العدول إلى التركيب الإضافى المعنى المراد من السياق .
3 – والتركيب الإضافى فى الأصل يفيد نسبة المضاف إلى المضاف إليه ، فهى علاقة استحقاق وملكية بين متغايرين ، فلا يضاف الشيء إلى نفسه وهو بذلك يختلف عن التركيب الوصفي الذى تقوم العلاقة فيه بين الصفة والموصوف على تبعية الصفة للموصوف فهما شيء واحد .
فهناك فرق بين معنى التركيب الإضافى ومعنى التركيب الوصفي لأن العلاقة بين المضاف والمضاف إليه تختلف عن العلاقة بين الصفة والموصوف ، ولذلك فإن مجيء الصفة والموصوف فى التركيب الإضافى بإضافة أحدهما للآخر عدولٌ عن الأصل ، وهو التركيب الوصفي .
وقد توصّل البحث إلى أن هذا العدول يقوم على فكرة التجريد والمغايرة ، فالعدول يجعل الصفة مجرّدة عن الموصوف ، وشيئاً مغايراً له ، حتى يتمكّن الربط بينهما بالإضافة ، وعليه تصبح العلاقة بين الصفة والموصوف فى التركيب الإضافى علاقة ملكية واستحقاق عدولاً عن علاقة التبعية .
فتجريد الصفة عن الموصوف والمغايرة بينهما أتاح للسياق العدول إلى التركيب الإضافى فى صورتين : صورة إضافة الصفة إلى الموصوف ، وصورة إضافة الموصوف إلى الصفة ، وفى العدول إلى كل صورة منهما فوائد بلاغية .
4 – فمن فوائد إضافة الصفة إلى الموصوف : إظهار أن الغرض من الوصف بيان نوع الموصوف لا مطلق المدح ولا مطلق الذمّ .
فقد يُفهَم من التركيب الوصفي فى مثل ” الجهاد الحق ” أو ” العذاب السيء ” أن الوصف للمدح أو الذمّ ، فيأتى العدول إلى الإضافى عندما يتحدّث السياق عن نوعٍ محدّدٍ من أنواع الموصوف ، فيبيّن التركيب الإضافى أن الصفة جزء ( نوع ) من أجزاء الموصوف تتغاير عن بقية أنواع الموصوف ، فالمغايرة بين الصفة والموصوف تبيّن أن الصفة نوع محدّد ، وليست مدحاً أو ذمّاً للموصوف .
كما أن العدول إلى الإضافة بتجريد الصفة عن الموصوف يفيدُ إظهار الموصوف فى صورته المستقلة المغايرة عن الصفة ، وهو ما يستثمره السياق ليوضّح صورة الموصوف قبل إدخال الصفة عليه ، وأثر الصفة عليه ، امتنانًا من الله تعالى لإنعامه بإحداث الصفة ، أو ليوضّح السياق ما يتحدّث عنه من انتهاء أثر الصفة ، فلم يعد الموصوف – الذى عُرف بهذه الصفة – حاملاً لهذا الوصف .
5 – أما عن فوائد إضافة الموصوف إلى صفته فقد كان منها : تحقّق وقوع الصفة ( الموعود بها ) على الموصوف ، فتدلُّ الإضافة على تحقّق الصفة الموعود بها ، ويأتى التركيب الوصفي فى سياق الوعد بها .
ومن هذه الفوائد إحاطة الصفة بالموصوف وتملّكها له ، وقد استثمر السياق هذه الفائدة عند الوعيد الذى يناسبه تمكّن العذاب من المعذبين فى تركيب ” يوم نحسٍ ” على غير سياق التركيب الوصفي ” أيامٍ نحساتٍ ” ، أو الحثّ على تملّك التقوى / العبادة / الذلّ لجوارح الإنسان .