![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص كان قيام الدولة العباسية على أنقاض الدولة الأموية سنة 132 هـ / 750 م إيذانا بعصر جديد هو العصر العباسي الأول الذي زخر بالعديد من الأحداث السياسية والحضارية . فلقد ظهرت أبان هذا العصر عناصر غير عربية ونعني بهم الموالي من الفرس الذين كان لهم دوراً كبيراً على مجريات الأحداث سواء كانت سياسية أو ثقافية أو اقتصادية بامتلاكهم للثروات كذلك ظهرت الدول المستقلة في المشرق كالدولة الطاهرية ودولة الادارسة والأغالبة والرستميين وغيرهم ببلاد المغرب وكان لكل منها سياسة تجاه الخلافة العباسية علاوة على ما سبق كانت هناك ثورات العلويين وموقفهم بالمرصاد لأبناء عمومتهم بني العباس يشأن الخلافة ، وإذا كانت هذه الثورات قد أثرت في بعض الأحيان على المسار الذي رسمه بنو العباس لأنفسهم إلا أنها لم تقف حاملاً لديهم لمواكبة التطور الحضاري الذي وصلت إليه بلدان العالم في هذا الوقت وكان هذا التطور نتيجة لاختلاط ثقافات عديدة فقد ضمت الخلافة العباسية تحت لوائها العديد من الشعوب ذات الحضارات المختلفة وبدأت تجربة ثرية من التزاوج الحضاري بين تلك الشعوب نجم عن ذلك تلك الحضارة الإسلامية المتميزة الغنية بعناصرها الثقافية المتعددة وإذا كان التطور الحضاري الذي شهده العصر العباسي الأول عملية حتمية فإن ذلك لم يكن يمنعه اختلاف الأنظمة السياسية في شرق العالم الإسلامي أو مغربه فقد انتقلت الأفكار والعلوم مع انتقال الناس للحج أو التجارة ولقد كان للعلماء وكذلك التجارة دوراً كبيراً في تكريس وحدة العالم الإسلامي الحضارية آنذاك وهو محور بحثنا في هذه الرسالة التي اهتمت بدراسة العلاقات التجارية والثقافية بين بلاد العراق والمشرق الإسلامي وبين المغرب خلال العصر العباسي الأول . |