الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص عندما وطأ الفرنسيون أرض القاهرة ، وظلوا بها حوالي ثلاث سنوات إلا أربعين ليلة ، غيروا في تلك المدة الكثير من معالمها العمرانية ووضعوا أقدامها على طريق عمارة العصر الحديث ، فنجد أن الفرنسيين قد أزالوا معظم البوابات التي كانت تغلق على أهل الحي ، وهدموا معظم الأسوار التي كانت تفصل كل حي عن أخيه ، وتوالى هدم الفرنسيون لمعالم القاهرة العمرانية ، فعم الخراب خط الحسينية ، وهدموا أخطاطه وأزالوا منه الجهات ، والحارات ، والدروب ، والحمامات ، والمساجد والمزارات ، والزوايا ، والتكايا ، والقصور المزخرفة ، وأزالوا جامع الجنبلاطية بباب النصر . وقام الفرنسيون أيضاً بإبادة الرقعة الخضراء التي كانت موجودة بالقاهرة قبل قدومهم ، فقطعوا الأشجار والنخيل من جميع البساتين الموجودة في القاهرة وبولاق ومصر القديمة ، والروضة وجهة القصر العيني ومنطقة الحسينية ومنطقة بركة الرطلي ، ومنطقة أرض الطبالة. وبهذا استطاع الفرنسيون أن يغيروا المعالم العامة لمدينة القاهرة ، حتى أنه عندما زادت مياه النيل في عام 1215 هـ ، غرقت أرض القاهرة ، فسار الماء من جهة الناصرية حتى طفحت بركة الفيل ، إلى درب الشمس ، وطريق قنطرة عمر شاه . ولم يعد للقاهرة منظرها الجميل الذي كان يشهده الناس وقت الفيضان ، وذلك لإهمال ترميم جسور خلجان المدينة . وكذلك أتلف الفرنسيون أماكن النزهة العامة ، بقطعهم الأشجار ، وإتلافهم المقاصف ، التي كان يجلس بها أولاد البلد مثل دهليز الملك ، والجسر ، والرصيف ، والكازروني ، والمغربي ، وناحية قنطرة السد ، وقصر العيني . |