الفهرس 
الفصل الأوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 278 |  |  |
| | | from | 278 | | |
المستخلص
ظلت ثورات العربان أحد المظاهر التى تؤرق سلاطين دولة المماليك فى مصر طوال فترة حكمهم, وقد ظهرت الفوضى والإضطرابات التى سببتها هذة الثورات بصورة أكثر عنفا فى فترة حكم دولة المماليك الجراكسة, ويرجع ذلك لضعف السلطة الحاكمة فى كثير من فترات حكم هذة الدولة, وخاصة فى أواخر أيامها. ومن أهم النتائج التى ألقينا الضوء عليها, أن قبائل العربان فى مصر وخاصة بجهات الصعيد أنفت من تولى المماليك الذين مسهم الرق لمقاليد الحكم بمصر, والتفت سائر تلك القبائل بالوجهين البحرى والقبلى حول الشريف حصن الدين بن ثعلب الجعفرى زعيم أول ثورة قام بها العربان فى بداية حكم دولة المماليك البحرية, زمن السلطان عز الدين أيبك, ولكن المماليك إستطاعوا بفضل يقظتهم القضاء على تلك الثورة وتشريد العربان.
والواقع أنه فى بداية حكم دولة المماليك البحرية التى قامت على أنقاض الدولة الأيوبية, سعت القبائل العربية المقيمة فى الوجهين البحرى والقبلى بمصر إلى إعادة النفوذ العربى لحكم مصر, على أساس أن المماليك قد مسهم الرق, فقد ثبت بالدليل القاطع أن العربان فى مصر تقبلوا فترة حكم الدولة الأيوبية على مضض, وأنهم لم تكن لديهم الرغبة فى تقبل حكم المماليك, فى حين أن المماليك رأو أنهم أصحاب الحق فى حكم مصر, فهم الذين حموها من الصليبين بعد إنتصارهم على حملة لويس التاسع, أعتبروا أنفسهم حماة مصر فى ذاك الوقت. كما إنهم صدوا خطر المغول فى موقعة عين جالوت ومن هذا المنطلق بدأ الصراع بين قبائل العربان بمصر والمماليك, وفى الصراع الدائر بينهما.