![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد الفلسفة الرواقية بكل ما تحمله من أفكار أخلاقية, ومنطقية فلسفة خصبة وجديرة بالدراسة, حيث لا تزال بعض تعاليمها ونظرياتها تمثل مصدرا مهما للعديد من الأفكار الحديثة, وهو الأمر الذى دفع بعض الباحثين إلى محاولة تتبع الآثار الرواقية فى العصور الوسطى والحديثة, وبخاصة فيما يتعلق بالجانب الأخلاقى. وعلى الرغم من أن الفلسفة الرواقية تعرف لدى العديد من مشتغلى الفلسفة بأنها فلسفة أخلاقية, إلا أن الجانب المنطقى فى الفلسفة لا يقل أهمية عن الجانب الأخلاقى فقد إستطاع الرواقيين تقديم العديد من الأفكار المنطقية والتى كانت تحاكى المنطق الأرسطى قليلا, إلا أنها تخالفه كثيرا, وعلى الرغم من ذلك فمثل هذة الأفكار لم تكن مقيمة حق التقييم, فقد حال دور السيطرة الذى إتسم به المنطق الأرسطى آنذاك دون ظهور مثل هذة الأفكار فى شكلها الصحيح, بل ونشأ معه إتجاه حاول طمس معالم هذه الأفكار وإنكار أى فضل يمكن أن ينسب للرواقيين فى هذا المجال, وعليه فقد توارى المنطق الرواقى لقرون عديدة إلى أن تم بعثة من جديد على أيدى المناطقة المحدثين بعدما لاحظوا أن العديد من الدعامات التى يقوم عليها المنطق الحديث رواقية أكثر من كونها أرسطية. |