Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحب والموت عند شعراء الرومانسية في مصر :
الناشر
محمد سيد محمد عطية،
المؤلف
عطية، محمد سيد محمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد صادق الكاشف
مشرف / محمد سيد محمد عطية
مشرف / -----------------------
مشرف / ----------------------
الموضوع
الشعر الغزلي - مصر. الشعراء العرب - مصر. الشعر العربي - مصر - تاريخ - العصر الحديث.
تاريخ النشر
1426 =
عدد الصفحات
205 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2005
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 338

from 338

المستخلص

” الخاتمة ونتائج البحث ”
لقد ازدهر الشِّعر الرُّومانسيّ في مصر، ونبغ عددٌ كبـير من الشُّعراء الذين سلكوا هذا الاتِّجاه الشِّعريّ الجَّديد، وأحدثتْ هـذه الكوكبـة من الشُّعراء ثورةً شعريَّة في الشَّكـلِ والمضمـون نتج عنه العديـد من الظَّواهر الأدبيَّة في أشعارهم.
فتنـاولتْ الدِّراسـة إحدى هذه الظواهر التي تمثَّلتْ في ظاهرة ( الحبِّ والموت ) لدى ثلاثةٍ من شُعراءِ الرُّومانسيَّةِ في مصر وهم: إبراهيم ناجي ـ على محمود طه ـ محمد عبد المعطي الهمشريّ، ولم يكن اختيار هؤلاء الشُّعراء الثَّلاثة اعتباطاً، بل لعدة أسباب منها وضوح الظَّاهرة في أشعارهم، ولوجودهم في حقبةٍ زمنيَّةٍ واحدة، وبيئة واحدة، ووقوعهم جميعاً تحت تأثير ظروفٍ متشابهة.
ولقد بُني البحث على مقدمةٍ تليها ثلاثة فصول. أمَّا المقدِّمة فقد تغيت تحديد مسار البحث وغاياته من خلال الإشارة إلى أدواته، ومفرداته، وتوجُّهاته، ومنهجه، وهيكله.
وأمَّا الفصل الأول فقد تناول الدَّوافع التي ساعدت على وضوح الظاهرة وتناول الدَّوافع النفسيَّة والاجتماعيَّة.
فاستعرضَ الباحث من خلالهِ ظروف الحياة الخاصة لهؤلاء الشُّعراء الثَّلاثةِ، وتجارب حبّهم الفاشلة والتي أثَّرت عليهم طوال حياتهم، كما أظهرتْ الدِّراسة أثر البيئة على تكوينهم النفسيِّ حيث نشأتهم في المنصورة على ضفاف النيل، مما كان له جُلّ الأثر في تكوين إحساسهم المرهف.
ثم عرض الباحث لأحداث مجتمعهم السياسيَّة، والاجتماعيَّة، ومدى تأثُّرهم بها، وعدم استطاعتهم الانفصال بعيداً عنها، فأصابتهم الكآبة والتَّمرُّد على ما شاع في ذلك الوقت من فسادٍ، واضطراباتٍ داخليَّة، واستعمارٍ يحتلُّ البلاد، وعرض الباحث موقفهم منها.
ثم تناول الباحث الدَّوافع الثَّقافيَّة لدى هؤلاء الشُّعراء والتي تشعَّبتْ، وامتدَّتْ إلى أنواعٍ كثيرةٍ من الآداب، والمعارف، فقد عكف هؤلاء الشُّعراء على القراءةِ المتنوِّعة، والإطِّلاع الواسع على روائع الأدب العربيِّ القديم وبخاصة (الشِّعر العذريِّ)، كما اطَّلعوا على آثار الأدب الحديث مُتَمَثِّلاً في شعر مدرسة الدِّيوان، وشعراء المهجر الذين تأثَّروا بهم، كما طافوا بنتاج العقل الإنسانيّ في لغاتٍ عدة، وقطفوا كثيراً من ثماره اليانعة وخاصة الأدب الإنجليزيّ والفرنسيّ.
وخصَّص الباحث الفصل الثَّاني لدراسة القضايا الموضوعيَّة التي تناولها هؤلاء الشُّعراء في أشعارهم مُتأثِّرين بتجاربِ الحبِّ التي عاشها هؤلاء الشُّعراء وبكاء هذا الحبُّ الضَّائع، كما تناول إدراك هؤلاء الشُّعراء لمأساويَّة الحياة، وثورتهم على كل الأشياء من حولهم، وأوضح موقفهم ـ الذي تبلور من خلال الأحداث التي مرَّت في حياتهم ـ تجاه الحياة والموت، كما تم استعراض عدة ظواهر مُتعلِّقة بثنائية الحبِّ والموت كظاهرة التَّذكُّر، والإحساس بالغربة، والنَّزعة الهروبيَّة. وتم ذلك من خلال عرضٍ لمجموعةٍ مُتنوِّعةٍ من الأمثلة الشِّعريَّة لكلٍ منهم وقام الباحث بتحليلها.
ورأى الباحث أنَّه من الضروريّ أنْ يتم توضيحٌ شاملٌ للظَّاهرة من الناحية الفنيَّة عن طريق تحليل أشعارهم بما تشمله من أفكارٍ، وعواطفٍ، وصورٍ، وأخيلةٍ، وألفاظٍ وتراكيب، وهذا ما جعله الباحث موضوعاً للفصلِ الأخير.
حيث حاول الباحث فيه دراسة المُعْجَمِ الشِّعريّ لهؤلاء الشُّعراء، فقام بعمل استقصاء لكلمتيّ الحبِّ والموت، ومرادفاتهما في دواوين هؤلاء الشُّعراء لإيضاح العلاقة بين اللَّفظِ والحالة النفسيَّة والشُّعوريَّة للشَّاعر، وأظهر مدى براعتهم في اختيار الألفاظ التي تتناسب مع الغرض، وحرصهم على تحقيق التَّلاؤم والتَّوافق فيما بينهما، وذهب إلى أَنَّ اللُّغةَ وسيلةٌ لنقل المعاني وليست غاية في ذاتها عندهم، كما أنَّهم يتوخون الألفاظ العذبة المألوفة، ويبتعدون عن الألفاظ الغريبة المهجورة.
ثم تناول الباحث الموسيقا، واستعرض ـ عن طريق الاستقصاء ـ البحور التي فضَّلها هؤلاء الشُّعراء وسَبَب تفضيلهم لتلك البحور، كما تم دراسة القافية ومحاولات التَّجديد التي أدخلها هؤلاء الشُّعراء على الناحية الفنيَّة للقصيدة، وتم الوقوف على أبرز السِّمات الفنيَّة التي ميَّزتْ أشعارهم.
ثم تناول الباحث مفهوم الصُّورة لديهم، ومدى ارتباطها بعالمهم النفسيّ، واقتصر تناول البحث على صور الحبِّ والموت فقط حرصاً على الإطار العام للدِّراسة.
تلك خلاصةٌ موجزةٌ عن أهم مَعَاِلم هذا البحث.
أمَّا أهم النَّتائج التي توصَّل إليها الباحث من خلال الدِّراسة فهي:
ـ أظهرتْ الدِّراسة أنَّ هؤلاء الشُّعراء لم يكونوا مأساويين بطبعهم، بل كانوا يحبُّون الحياةَ، ويحرصون على النَّهلِ منها، ولكنْ نتيجة النَّكباتِ المُتلاحقةِ التي تداعت عليهم جعلتهم يزهدون الحياة ويتمرَّدون على الواقع.
- أوضح البحث أنَّ النَّزعةَ الهروبيَّةَ للعالمِ المثاليِ لم تكن سلبيَّةً منهم بقدر ما يُمثِّل ذلك ثورة على الأوضاع القائمة.
ـ أظهر البحث أَنَّ هناك ظواهر متعلقة بظاهرةِ الحبِّ والموت كظاهرة التَّذكُّر، والإحساس بالغربةِ، والنَّزعة الهروبيَّة، وذلك لأنَّ الشَّاعر الذي يغالبه الإحساس باقتراب الموت ينطلق بخياله إلى ماضيه يتذكَّر أيامه الجَّميلة بعد أنْ شعر بالغربة من واقع الحياة القاسي.
ـ الدِّراسة المعجميَّة أوضحتْ أَنَّ ألفاظ الحبِّ جاءت مُتَدَفِّقةً أكثر من ألفاظ الموت عند إبراهيم ناجي، وعلي محمود طه، بينما جاءت ألفاظ الموت تتفوَّق على ألفاظ الحبِّ عند ”محمد عبد المعطي الهمشريّ ” وأثبتتْ الدِّراسة أنَّ ذلك لا يعني بالضرورة رغبته في الموت، لأنَّه كان مُحِبَاً للحياة حريصاً عليها يخافُ الموتَ، الذي أكثَر من ذكره حتى يواجهه بلا خوفٍ.
ـ أظهر البحث أَنَّ هناك موسيقا لمْ تتولَّد عن الوزن فقط بل نتجتْ عن علاقاتِ الألفاظ من الناحية الصوتيَّة، وهذا النوع من الموسيقا اللُغَوِيَّة لا يمكن فصله عن ألوان الموسيقا الأخرى، وأكثر هؤلاء الشُّعراء من استخدام (القوالب اللُّغَوِيَّة) التي أسهمتْ في تفجير الدَّلالات الصوتيَّة الموسيقيَّة.
ـ أثبتت الدِّراسة الانسجام بين الصور، وإنْ كانت الصُّور قد تشابهتْ، فإنَّها لم تتطابق، وأنَّ أشعارهم لم تخل أبداً مما هو معروف من فروقٍ فرديَّةٍ بين البشر.
ولقد تراءى للباحث في مسارهِ في بحثه، وبعد انتهائه من الإحاطة بموضوعِ دَرْسِهِ أَنَّه من التَّوفيق لو دُرِسَتْ ظاهرةُ الحزنِ في شعر هؤلاء الشُّعراء الثَّلاثة في ضوء الدِّراساتِ اللُّغَوِيَّةِ الحديثةِ، وكذلك الأمر بالنِّسبةِ لِمَا لهؤلاء الشُّعراء المبدعين من ألفاظٍ وتراكيبٍ تَغْلِبُ عليها صيغة الابتكار.