الفهرس 
الفصل الأول.يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 585 |  |  |
| | | from | 585 | | |
المستخلص
الموسيقى من الأنشطة المتميزة والفريدة التى يمارسها الإنسان فى أى زمان ومكان، ومهما كانت بيئته ومستواه الإجتماعى والإقتصادى والثقافى.
فالموسيقى هى إمتداد لرغبة الإنسان الطبيعية والتلقائية فى التعبير عن ذاته وعن مشاعره وأحاسيسه، منذ أن أصبح واعياً وقادراً على إدراك ما حوله، والإحساس بذاته وكيانه على الأرض بين المخلوقات الأخرى، متفاعلاً مع ما حوله ككائن حى مؤثر ومتأثر.
ويتضح ذلك المفهوم بصورة جلية فى مصر القديمة التى كان من المنتظر أن نجد فيها شعباً فطرياً محدود الخبرة الموسيقية.
ولكن المصريين القدماء عبروا تلك المراحل التطورية بسرعة حتى وصلوا إلى مرحلة التحضر الذى يمكن تأريخه وتفسيره وتحقيقه من خلال منجزات مازالت باقية إلى اليوم، وقامت على أرض مصر حضارة موسيقية ناضجة واعية لها ألحانها وأغانيها وأسلوبها وطابعها، ولها آلات موسيقية متطورة كاملة التركيب والصناعة، وكلها تنم عن وجود الإنسان الواعى كامل التطور والتحضر.
وأدرك المصرى حينما بدأت تحركه النزعات الفنية والجمالية الكامنة فى أعماقه أن تلك الممارسة الإنسانية التى سميناها بالموسيقى لها مجال آخر يخرج عن إطار كونها مجرد أداة لممارسة الطقوس والشعائر الدينية إلى جانب وظيفتها الإجتماعية.
وبدأت تظهر فى مصر القديمة طبقة متميزة من ذوى القدرات والمواهب الخاصة، التى أحس بها من حولهم وبدءوا يكلفونهم للتفرغ لعملهم التخصصى الجديد، حيث كفلوا لهم سبل الحياة والإعاشة مقابل تفرغهم للعزف والغناء.
ويُعد عازفو الجنك فى مصر القديمة من أهم طوائف الموسيقيين الذين لعبوا دوراً كبيراً ومميزاً فى الحياة الدينية والدنيوية من خلال ألحانهم وأغانيهم ولذلك وقع الإختيار عليهم لدراستهم فى هذا البحث للتعرف عليهم وعلى ما ارتبط بهم وبعملهم من خصوصيات، وما اختصهم به المجتمع من ألوان تقدير.