الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الأثر موضوع الدراسة المعنونه بـ ”تاريخ سلانيكى”, يروى أحداث التاريخ العثمانى خلال الفترة (971 - 1008هـ / 1563 - 1600), ويعد من المصادر الأساسية لدراسة هذه الفترة, التى أعتبرت مرحلة إنتقالية بين عهدين متباينين فى حياة الدولة العثمانية, حيث حملتها من مرحلة العصر الذهبى الحافل بالفتوحات والانتصارات, لتطل لها على مشارف مرحلة جديدة من الضعف والإنهيار. ومؤلفه ”مصطفى أفندى سلانيكى” من مؤرخى النصف الثانى من القرن السادس عشر الميلادى, نشأ فى كنف كبار رجال الدولة وترعرع فى بلاط السراى, وشغل من العديد من الوظائف والمهمات فى دواوين الدولة, وشارك فى الكثير من حملاتها, مما مكنه من الإطلاع عن قرب على أحوال الدولة وتشخيص نقاط الضعف فيها وعرضها بالتفصيل, وهيأ له فرصة التعرف على كبار رجال البدولة, وقواد جيوشها ومجالسة أهل الديوان والعلماء والسفراء الذين كلف بضيافتهم, فأكسبته هذه العلاقات بين مراكز الدولة والحملات قدرات متعددة, جعلته يسجل الأحداث كلما أتيحت له الفرصة سواء بالمشاهدة أو بالسماع عن هؤلاء الأشخاص ومن ثم أثرت مياه لكتابة التاريخ. وقد كان الباعث وراء اختيار مثل هذا الموضوع, هو أن أغلب مصادر التاريخ العثمانى, الذى يمثل حقبة هامة من التاريخ الإسلامى, محررة باللغة التركية العثمانية, وان المؤرخين المهتمين بالدراسات التاريخية لا يجدون أمامهم فى أغلب الأحيان سوى الاعتماد على الدراسات الغربية التى اعتمدت بدورها على هذه المصادر, وأن القيام بالمساهمة فى نقل مثل هذا التراث للعربية إنما هى مهمة ملقاة على عاتق دراسى اللغة التركية. ومن الأسباب التى دفعتني أيضا لاختيار هذا الموضوع, معاصرة مؤلفة للأحداث التى رواها, وأنه يعد من المؤرخين القلائل الذين كشفوا مظاهر ضعف الدولة فى وقت مبكر, وحذروا من حدوث التغيرات فى كيانها, ومن ثم يعد ما كتبة مرآة صافية إنعكست عليها صورة المجتمع العثمانى بكل طوائفه, وظهرت ملامحه بكل تفاصيلها. وقد أقتصر الباحث على تناول الفترة التى تمتد من عام 971هـ - 1563م حتى عام 1001هـ - 1593م من تاريخ سلانيكى الذى نشر باللغة العثمانية المكتوبة بالأحرف العربية فى أستانبول عام 1281هـ, تناولها بالترجمة إلى العربية والدراسة. |