الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص عرضت في الصفحات السابقة ظاهرة رواج الشعر النسائي المصري, وهى ظاهرة حقيقية تدعو إلى الفرح بحيث نستطيع أن تعتبرها صحوة نسائية شعرية لا تلبث أن تتسع على نطاق رحب. وقد تبينت مما سبق أن شاعراتنا المصريات لم تكن سلبيات تجاه أحداث الوطن الكبرى, فقد وجدنا لهن قصائد رائعة كثيرة خصوصا ما قلنه في 1952, وحرب أكتوبر 1973 م , فقد تأثرن بأحداث هذه الحروب فعبرن عنها أصدق تعبير. فلقد آمن برسالة الفن تجاه قضايا الوطن الكبرى وأخذن على عاتقهن الدفاع عن الوطن بالكلمة الشاعرة التي ترتفع إلى مستوى المسئولية, فأعلن ثورة عنيفة على أعداء الشعب المحتلين وأظهرن فساد الطغاة وتسلطهم على الشعوب وعداءهم للسلام والقيم الإنسانية فقررن الكفاح من اجل الحرية والحياة الكريمة, كذلك آمن بالقومية العربية وبضرورة الوحدة الشاملة للوقوف لصد أي اعتداء أجنبي كذلك لم يكن موقفهن سلبيا تجاه الأمور الإنسانية في الحياة, فقد حاولن المشاركة بالكلمة في الارتقاء بالحياة البشرية, وتمنين حياة بين البشر تسودها الوحدة والإخاء بين الناس, كما يسودها الود والحب, كما وجدنا لهن شعرا فيه دعوه إنسانية للرحمة بالضعيف والفقير والمحتاج ليعيش الناس على التعاطف ونفضن قيود العادة المستهجنة التي تستحق حقوق الإنسان في شخص الخادم والمحتاج وإلقائه في زوايا النسيان, تنكر عليه إنسانيته وحقوقه وحسه ووجوده فثرن على هذه الأفكار الظالمة وحاولن كسر الحاجز بين الإنسان الغنى والفقير بل تجاوزن وعبرن وادي الغنى الزائف الملئ بالأشواك والقيود. الأشواك التي تدمى إنسانية الإنسان, والقيود التي تعيد حريته فدعون إلى إزالة الفواصل بين الناس فيصيروا جميعا سواسية فلا غنى وفقير وشقي وسعيد, بل يعمل الجميع من اجل أن يعطى للإنسانية مزيدا من الخير والمحبة والرحمة. |