Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مفهوم الفلسفة عند الغزالي /
الناشر
محمد وهبة سيد عفيفي،
المؤلف
عفيفي، محمد وهبة سيد.
الموضوع
الغزالي ، حجة الإسلام أبوحامد محمد بن محمد الفلسفة الإسلامية الفلسفة اليونانية المعرفة
تاريخ النشر
2000 .
عدد الصفحات
285 ص.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 322

from 322

المستخلص

يعد الغزالي(1) من أعلام الفكر الإنساني الذي اختلف حوله الكثيرون ، فقد وجد في ظل ظروف اجتماعية وسياسية وثقافية تفتقد لروح النقد ، وخاصة في ظل انفتاح المجتمع الإسلامي على الثقافة اليونانية ، وترجمة التراث الفلسفي اليوناني ، ودمجه بالثقافة الإسلامية دون نقد أو تمحيص ، لذا فقد تحمل الغزالي هذه المهمة وهي دراسة هذا التراث الفلسفي اليوناني ، و دراسة موضوعية بعيدة كل البعد عن الانتماء الديني أو المذهبي ، وكان منطلقه الأساسي هو القرآن والسنه المحمدية ، ولذا فكان يؤمن بالوسيطة التي يدعو لها الإسلام ، والتي تجعل من وظيفة العقل إقامة العبودية بالله عز وجل ، دون أن نشتغل بادراك الربوبية كما فعل أفلاطون وأرسطو، ” فمن شغل لإقامة العبودية بإدراك الربوبية فاتته العبودية ولم يدرك الربوبية .. ومعنى ذلك أن العقل هو آلة لتمييز بين القبيح والحسن والسنه والبدعة ، والرياء والإخلاص ، ولولاه لم يكن تكليف ، ولا توجه أمر ولا نهي ، فإذا استعمله على قدرة ولم يجاوز حده أداة ذلك إلى العبادة الخالصة ، والثبات على السنه ، واستعمال المستحسنات ، وترك المستقبحات ” .
فقد جعل الغزالي للعقل مجاله في المعرفة ، فله دوراً هاماً لكنه لا يتخطى حدوده، وهذا ما لم يدركه فلاسفة اليونان ، حيث أطلقوا للعقل العنان للبحث في كل شيء دون قيود ، وقد نقل كثير من فلاسفة الإسلام مثل ( الكندي والفارابي وأبن سينا ) هذه الآراء كما هي خاصة ما يتعلق منها ( بالجانب الإلهي ) بغض النظر عما إذا كانت تتناسب أو تتوافق مع الدين الإسلامي والثقافة أم لا ، لذا فقد نبذ الفقهاء الفلسفة ، بل وكفروا كل من يشتغل بها ,
أهداف البحث وفروضه :
يهدف البحث إلى :
1 – اختبار مدى الزعم القائل بأن الغزالي ليس بفيلسوف .
2- الكشف عن مصادر فلسفة الغزالي .
3 – إيضاح مدى اتساق رؤية الغزالي الفلسفية .
4 – بيان مدى أصالة آراء الغزالي الفلسفية .
ويستند إلى الفرضيات الآتية :-
1 – هناك إفتراض بأن الغزالي ” لربما كان متكلماً أو متصوفاً أو مفكراً أخلاقياً ” إلا أنه لا يعد فيلسوفاً .
2 - هناك زعم يفيد بأن الغزالي صاحب رؤية فلسفية أصلية تقوم على العقلانية
أهمية البحث
لما كان الغزالي قد وقف موقف الرفض الحاسم من الفلسفة الإلهية اليونانية والمدافعية عنها من فلاسفة الإسلام فإنه قداتهم بأنه عدو الفلسفة ومن ثم قيل بأنه ليس بفيلسوف .
لذا أحسب أن دراسة علمية تتناول ” مفهوم الفلسفة عند الغزالي ” قد تكون ذات أهمية كبيرة في اختبار مدى صحة المزاعم السابقة .
منهج البحث المستخدم في دراسة :
* المنهج المستخدم هو المنهج التحليلي النقدي ، وذلك من خلال تحليل نصوص الغزالي وغيرها من النصوص وتحليلاً عميقاً ، وذلك من خلال تناول الفكرة في سياقها ، وتحديدها بوضوح بجانب رؤية نقدية لهذه النصوص ، لذلك فقد استعنا بكثير من نصوص الغزالي ، وذلك لمزيد من الدقة والموضوعية التي تتمثل في تعبير الغزالي عن آرائه بأسلوبه وبطريقته الخاصة ولذلك فقد كنا أحياناً نورد نصوصاً مطولة ، وأحياناً أخرى للمزج بينها وبين كتبايتنا ، وهناك فائدة أخرى ، أن يعين الباحث المستزيد إلى الرجوع إلى المصادر الأصلية .
وقد توخينا في البحث الترتيب الزمني للفلاسفة ، وذلك لكي يتوافق البحث مع الأحداث التاريخية ، وقد استعنا بالمنهج التاريخي ونعني بذلك تتبع معنى الفلسفة عبر الفلاسفة السابقين على الغزالي ، وكيف أثرت على صياغة مفهوم الفلسفة عنده .
ومع الأحداث التاريخية . لذلك فقد استعنا بالمنهج التاريخي ، وأيضاً المقارن ، وذلك لمقارنة آراء الغزالي بالفلاسفة السابقين عليه ومعرفة مدى التأثير والتأثر والتخطيط الذي وضعناه في هذه الدراسة ليس لنا أن نزعم أنه كامل البناء ونهائي ، لكنه مفتوح لمزيد من الأفكار ، وهذا لأن الإنسان لا يستطيع أن يصل للكمال في أي عمل يقوم به .
وقد جاءت هذه الدراسة في مقدمة ، وأربعة فصول ، وخاتمة ، أما المقدمة ، فنركز على أهداف الدراسة وأهميتها ، والمنهج المستخدم فيها وخطة الدراسة .
أما الفصل الأول : فعنوانه ( معنى الفلسفة : رؤية تاريخية )
وفيه نعرض لمعنى الفلسفة عبر عصور الفكر الإنساني ، فنركز على إرهاصات الفلسفة عند الحضارة المصرية القديمة وأثرها في فلاسفة اليونان ، ثم نعرض لفلاسفة اليونان الطبيعيين وعن فلسفتهم الطبيعية التي تركز على معرفة أصل نشأة الكون ، ثم معنى الفلسفة عند سقراط وأفلاطون وأرسطو ، وتنتقل للعصور الوسطى ، ومشكلة التوفيق بين العقل والنقل ، وتختار نموذج يتشابه مع الغزالي وهو أوغسطين ممثلاً عن الفلسفة المسيحية ، والكندي وأبن سينا عن الفلسفة الإسلامية ، ثم نعرض لتقسيم الغزالي للفلاسفة إلى ثلاثة أصناف ( الدهريون ، والطبيعون ، والإلهيون )
الفصل الثاني فعنوانه ( نظرية المعرفة )
ونعرض فيه لأنواع المعرفة ، ونبدأ بالمعرفة الحسية ودورها في النسق الفلسفي عند الغزالي ، هل يرفضها الغزالي أم أنه يجعل لها دوراً هاماً للإنسان حيث تمثل المقدمة الاولية لأي معرفة ، ويقسمها الغزالي إلى قوة مدركة من ظاهر وهى الحواس الخمس ، وقوة مدركة من الباطن ، ويوضح الفرق بين القوة الحسية والفعلية والمعرفة الحسية توصل للمعرفة العقلية ، ونركز فيها على بيان معنى العقل وأنواعه ، ثم تنتقل لتوضيح العلاقة في نظرية المعرفة ، من خلال عرض موضوعية على جانب كبير من الأهمية وهما السببية ثم التقليد والمحاكاة ، وذلك لمعرفة دور العقل عند الغزالي وهل كما يدعى البعض أم أنه رفع شأنه ، ويتكامل مع المعرفة الفعلية الصدفية موضوع الفصل التالي ، وقد فضلنا أن يكون هذا الفصل مستقل عن نظرية المعرفة لكي لا يتضخم هذا الفصل .
الفصل الثالث : عنوانه ( الغزالي والتصوف )
ينتقل الغزالي إلي المعرفة الصوفية التي تصل غلي حقائق يعجز العقل عن الوصول إليها ، فنعرض لمعني التصوف وماهيته ثم خصائص التصوف والأسباب التي جعلت الغزالي ينتقل للتصوف ، ثم نعرض للمقامات والأحوال كطرق للوصول للمعرفة الصوفية ومن ثم كشف كثير من الحقائق الغامضة عن الإنسان 0
الفصل الرابع : وعنوانه الغزالي بعض قضايا الالهيات 0
ونعرض فيه لمسائل الميتافيزيقا التقليدية وهي ( الله – النفس – العالم ) وبالنسبة لله عز وجل تعرض لصفات الله وذاته ووحدانيته ثم أفعاله سبحانه وتعالي من خلال ما ورد في القرآن الكريم ، وكلها ادله علي وجود الله القادر العالم سبحانه ، وتتعرض لمسألة علم الله 0 فهل يعلم سبحانه الكليات أم الجزئيات ، فالله يعلم كل ما في الوجود بعلم واحد بحيث لا يؤدي ذلك إلي تغير في الذات الالهية ، ثم نعرض للنفس الإنسانية ومفهومها عند ابن أرسطو وأبن سينا ، ثم الأدلة علي جوهريتها ، ويتضح منها تأثر الغزالي تارة بأرسطو وتارة بأفلاطون ، ثم نتقل إلي مسألة قدم العالم وأزليته ، والتي كانت أساس اهتمام الفلاسفة بالعالم 0 فهل العالم قديم أم حادث وهل أزلي أم انه يعدم في وقت ما 0
الفصل الخامس : فعنوانه ( المنطق عند الغزالي )
والمنطق عند الغزالي متأثراً فيه بأرسطو ، لذا فقد عرضنا للمنطق عند أرسطو ، ويتمثل في المقولات ، ثم القضية المنطقية ، ثم القياس الأرسطي وأشكاله ، ثم ننقل للمنطق عند الغزالي فنجد أنه متأثراً إلي حد كبير بأرسطو وذلك في المقولات والحدود المنطقية والقضية المنطقية والقياس ، ونجد أن الغزالي يعد أول من مزج بين المنطق الأرسطي والمعاني الإسلامية ” والقسطاس المستقيم ” دليل علي ذلك 0
الفصل السادس : فعنوانة ( آراء الغزالي الأخلاقية )
ونبدأ فيه يتعرف علم الأخلاق عند بعض فلاسفة اليونان مثل سقراط ثم أفلاطون ، ثم أرسطو ، ثم ننتقل لتعريف الغزالي لعلم الأخلاق وبأنه عبارة عن هيئة في النفس راسخة عنها تصدر الأفعال بسهولة ويسر 0 ونعرض بعد ذلك للأخلاق المذمومة أو الآفات الأخلاقية ، ثم الأخلاق المحمودة أو ما ينبغي أن يكون عليه الإنسان ، ثم نعرض للفضيلة وانواعها ، ومدي تأثر الغزالي بأفلاطون وأرسطو ، ثم نوضح معني السعادة وهل هي حسية أو أنها فوت المحسوس ( روحية ) ثم نعرض لأقسام السعادة ، ومفهوم السعادة الحقيقية عند الغزالي ، وقد اعتمدنا في تخريج الأحاديث الشريفة ، علي تخريج ( الحافظ العراقي ) لما في الأحياء من أحاديث.