الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 360 |  |  |
| | | from | 360 | | |
المستخلص
المجتمع هو رحم العمارة ومجتمعنا يشهد عصر تتباين فيه القيم والمضمون الحضارى، عصر
تتباين فيه الانتماءات والإ حساس بالهوية فلقد كانت العمارة على مر العصور هى المرآة الصادقة
المعبرة عن إح تياجات المجتمع ومقوماته وظروفه ، أما اليوم فقد أصبح العالم رغم اتساعه بمثابة قرية
صغيرة ، فما يحدث فى الشمال يتأثر به الجنوب وما يحدث فى الشرق يسمع صداه فى الغرب وكل
ذلك بفضل التقدم المذهل فى تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.
ولقد تأثرت العمارة فى مصر وال دول العربية بالعديد من العوامل منها الاقتصادية والسياسية مما
أدى إلى التنوع والاختلاف فى الطابع المعمارى لكل فترة زمنية، فالطابع المعمارى والعمرانى للمدن
يرتبط ارتباطا وثيقا بنوعية التكنولوجيا المستخدمة، ولذا فإننا نجد أن مواد البناء تؤدى إلى إضفاء
مظهرا ل لواجهات تبعا لنوع المواد المستخدمة فى التشطيب ، وتؤثر كذلك النظم الإنشائية فى كيفية
التعبير الإنشائى ، كما تؤثر أساليب التشييد فى العناصر المستخدمة فى التشكيل المعمارى للواجهات.
فالتطور التكنولوجى فى مجال البناء من العوامل المؤثرة بشكل واضح على العمارة فى مصر
والدول والعربية ، بما تضمنه من تطور فى مواد البناء الإنشائية والمعمارية وتطور فى نظم الإنشاء
وأيضا تطور فى أساليب ووسائل التنفيذ ، وخصوصا مع ظهور مواد حديثة ومتنوعة ذات إمكانيات
إنشائية وتنفيذية عالية أعادت صياغة الفكر المعمارى وأحدثت ثورة فى الإبد اع والتشكيل معتمدة على
تطور اساليب التنفيذ وتقنياته، مما أفرز طابعا مميزا ، فلا نستطيع أن ننكر فضل التكنولوجيا الحديثة
فى توفير قدر كبير من الحرية فى التشكيل المعمارى وظهور تشكيلات إنشائية جديدة كان من الصعب
تصميمها خلال العصور السابقة.