الفهرس 
الفصل الاوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 201 |  |  |
| | | from | 201 | | |
المستخلص
يعد الاسلام دين الفطرة الذي يربي الكائن البشري بطريقة شاملة ، فيربي الجسم والعقل والروح ، ولما كانت الطاقة الجسمية والعقلية والروحية متكاملة وترابطة لا ينفصل عمل اي منهما عن الاخر ، فقدد حقق الاسلام التوازن بين هذه الاقات ، أي إحداث التوازن بين ماديات الانسان ومعنوياته ، ومصداقا لقول الحق سبحانه وتعالي : ” وكذلك جعلناكم أمة وسطا .......” ومن هنا فإن الاسلام في إحداثه للتوازن بين الماديات والمعنويات الانسانية إنما يربي الجسم ليصل به الي الغاية النفسية المرتبطة به ، وذلك بقول الرسول صلي الله عليه وسلم :” إن لبدنك عليك لحق ....” من اطعام وإراحة وتنظيم وتقويم، فهو يددعو الي هذه العناية بالجسم فيقول سبحانه وتعالي : ” ....... ولا تنس نصيبك من الدنيا ...” ويقول عز وجل :” قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ...... ” أي لغاية نفسية مقامة علي قاعدة جسمية ، ثم ليوفر الطاقة الحيوية اللازم لتحقيق أهداف الحياء ، وهي أهداف تشمل كل كيان الانسان . والانسان كل متكامل من جسم وروح وعقل ، لا يمكن فصلهما إلا بسبب الدراسة تجاوزا ، ولقد وضع الاسلام للجسم تشريعات خاصة يقيه من العلل وتحفظه من الامراض ، لآن صاحب الجسم المريض لاتتاح له الفرصه للسير في مضمار الحياة ، والقيام بواجبه كعضو ف المجتمع ، ولو كان هناك انسان مريض فإن تحصيله العلمي يتأثر بهذا الضعف العام ، ويكون أقل مما كان في صحته العادية . ويعتبر إشباع الحاجات الجسمية كالحاجة الي الطعام والشراب والجنس والراحة ..... أمرا ضروريا لا يمكن الاستغناء عنه ، لكن الاسلام لا يعتبر اشباع هذه الحاجات غاية في حد ذاتها ، بل لإعداد الإنسان والقوة اللتين تحققان له التوازن وتعينانه علي عبادة الله سبحانه وتعالي عن طريق أدائه لوظيفة الخلافة في الارض أحسن الاداء ، فإشباع الحاجات الجنسية مثلا ليس من أجل المتعة فقط، بل أيضا من أجل حفظ النوع البشري ، وتنظيم حياة الفردد والاسرة والمجتمع ، فيقول سبحانه وتعالي :”والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة.....” فإشباع الحاجات الجسمية يؤدي الي تحقيق المتعه والقوة والطاقة الحيوية اللزمة لتحقيق أهداف الحياة كلها كما أرادها الله سبحانه وتعالي . مشكلة الدراسة : تعد التربية الاسلامية هي المنهج الالهي المتكامل الملائم لفطرة الإنسان ، والذي أنزله الله سبحانه وتعالي لصياغة الشخصية الانسانية صياغة متوازنة متكاملة وليجعل منها خير نموذج علي الارض ، ومحققا لأهداف الحياة كما أرادها الله تعالي . ويعتبر الإسلام بشيرة ثورة في التربية جاء لينتقل بالبشر خطوات فسيحة إلي حياة مشرقة بالفضائل والآداب ، ولكن عالم التربية اليوم يعاني من قصور في الأهتمام بجوانب الشخصية الإنسانية ، ومنها الجانب الجسمي ، معني ذلك أن التربية الاسلامية اهتمت بتنمية الشخصية المتكاملة والمتوازنة ، في حين أن التربية المعاصرة لم تنهض ببعض الجوانب ، الأمر الذي دعي الباحث إلي تجلية الجانب الجسمي مستندا في ذلك إلي السنة النبوية المطهرة كمصدر رئيسي من مصار التربية الاسلامية . ومن ثم تتبلور مشكلة البحث في التساؤل الرئيسي التالي : ما مبادئ التربية الجسمية في السنة النبوية ؟ وكيف يمكن الاستفادة منها في التربية الشخصية المسلمة المعاصرة ؟ أهداف البحث : تتبلور أهداف البحث في النقاط التالية : _ التعرف علي رؤية بعض الفلسفات الغربية في تربية الانسان . _ التعرف علي أهم المبادئ والمقومات التي تقوم عليها التربية الجسمية من خلال السنة النبوية المطهرة . _ الوقوف علي كيفية الاستفادة من التربية الجسمية كما وردت في السنة النبوية المطهرة . _ محاولة الوصول الي صيغة تربوية جديدة للتربية الجسمية وذلك للتخريج أفرادا يتمتعون بالصحة الجيدة . أهمية البحث: تتضح أهمية البحث مما يأتي : _ يعتبر هذا البحث امتدادا واستكمالا لجهود العديد من الباحثين الذين قطعو أشواطا في التربية الاسلامية عموما ، وفي مجال إعداد الإنسان المسلم وتربيته علي وجه الخصوص . _ يتناول هذا البحث بالدراسة والتحليل جانبا من جوانب الشخصية الإنسانية لم يحظ بنصيب وافر من الدراسة والبحث في مجال التربية الاسلامية وهو التربية الجسمية ._ يدور هذا البحث حول أصل من أصول التربية الإسلامية يستقي منه مادته التربوية وهو : السنة النبوية ، وذلك مما قد يسهم في إستجلائه أصوله التربية الاسلامية .