Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دراسة تقويمية لتجربة مؤسسة دار السلام كونتر الاسلامية في التعليم باندونسيا في ضوء مفهوم التعليم للحياة/
الناشر
2011.
المؤلف
سليمان، احمد محمد علي محمد.
هيئة الاعداد
باحث / احمد محمد على محمد سليمان
مشرف / عبدالقادر حسن خليفة
مشرف / حنان احمد رضوان
مناقش / صلاح السيد عبده رمضان
الموضوع
التعليم.
عدد الصفحات
474ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التعليم
تاريخ الإجازة
1/1/2011
مكان الإجازة
اتحاد مكتبات الجامعات المصرية - قسم اصول التربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 520

from 520

المستخلص

تعرضت معظم دول العالم -ومنها إندونيسيا- لمجموعة من التحديات، بعضها يرتبط بالحياة المعاصرة، وبعضها الآخر يرتبط بالقرن الحادي والعشرين، وإزاء مواجهة هذه التحديات يجب أن نهتم بالفرد ونسلحه بخصائص ومهارات معينة؛ تعينه على مواجهة هذه التحديات والتعايش الإيجابي معها. ولا سبيل لتكوين هذا الإنسان إلا بالتربية الجيدة والتعليم المتميز، في ظل التقدم العلمي والتطور التكنولوجي الذي يشهده عالمنا المعاصر؛ لتكوين أفراد يستطيعون التفاعل مع هذا العالم، والمشاركة في تطوير مجتمعاتهم ومواجهة التحديات التي تواجهها. والتربية بدورها تسهم بدور بالغ الأهمية في تحقيق هذه الغاية؛ لأنها تهتم بالفرد باعتباره محور العملية التعليمية، التي هي أساس التنمية الشاملة. ولكي يُهيئ النشء للحياة والعمل، في عالم سريع التطور، فإن ذلك يتطلب إقامة توازن سليم بين التعليم الأكاديمي وتنمية المهارات العملية، وإعادة توجيه نظم التعليم والتدريب نحو طائفة واسعة من المهارات الحياتية التي ينبغي أن تشمل الكفاءات العامة الأساسية. وهذا الأمر يتضح جليًّا في مفهوم التعليم للحياة، الذي ينادي بإعداد الأفراد لأدوارهم الحياتية والمعيشية بشتى أشكالها، وتنمية الاتجاهات الإيجابية نحو العمل، وتنمية الإدراك لمختلف أنواع المهن، ودورها في بناء الفرد والمجتمع. ومن ثمَّ ربط مناهج التعليم بالواقع الوظيفي والحياتي، وتقليص الفجوة بين التعليم النظري والتطبيقي، وتدريب الأجيال على أن تقود أنفسها، وتستخدم جميع قواها استخداما كاملا. ولقد ذاقت إندونيسيا مرارة الاستعمار فترات طويلة، وتعرضت من خلاله للسلب والنهب ومحاولات النيل من عقيدتها الإسلامية، ومع ذلك قام العلماء والدعاة بدورهم في حث أبناء الشعب على مقاومة الاستعمار وطرد الغزاة، ونشطت حركات تأسيس المؤسسات والمعاهد التربوية الإسلامية، لمواجهة الاستعمار وآثاره في شتى جوانب الحياة.. وعلى الرغم مما بذلته الحكومات الإندونيسية المتتابعة من جهود ومحاولات مستمرة لتطوير التعليم، فإن الشكوى مازالت تتصدر تقارير البحوث التربوية، وفي المؤتمرات التي تعقد لإصلاح التعليم؛ لذلك اتجه المجتمع الإندونيسي إلى التوسع في تأسيس مؤسسات تربوية أهلية؛ خصوصا على غرار المؤسسات التربوية الرائدة التي ظهرت إبان الاستعمار لحماية عقيدة المجتمع، وإعداد الأفراد للحياة بتنمية قدراتهم في جميع النواحي، وتخفيف العبء عن الدولة، وتقديم تعليم يسهم في حل مشكلات المجتمع (الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والدينية..)، وتنميته. وقد نجح الكثير من هذه المعاهد التعليمية الأهلية (القديمة والحديثة) في تقديم خدماتها الجليلة للمجتمع الإندونيسي، وإعداد طلابها للحياة. وكان من بينها: مؤسسة دار السلام كونتور الإسلامية التي أنشئت سنة 1926م، وهي مؤسسة تربوية أهلية، اعتمدت في نشأتها وتطورها وتوسعها على الأوقاف الإسلامية لتمويل برامجها وأنشتطتها، والمزاوجة بين التعليم النظري والتطبيقي؛ في إطار التعليم للحياة، ووفق منهج التربية الإسلام الحديثة.. وتتألف المؤسسة من خمسة عشر فرعا (بنين وبنات) في أنحاء إندونيسيا، ويوجد مركزها الرئيس بمحافظة جاوا الشرقية بإندونيسيا، ويسير على نهجها وفلسفتها التربوية أكثر من مائة وخمسين مؤسسة تربوية منتشرة في شتى أنحاء إندونيسيا. وتفعيلا لنتائج وتوصيات المؤتمرات العلمية والدراسات العلمية التي طالبت بدراسة التجارب الرائدة في مجال التعليم للحياة، ووقوف الباحث على تجربة مؤسسة دار السلام كونتور الإسلامية بإندونيسيا التي تعد استحداثًا تربويًّا إسلاميًّا ينطلق من أصول التربية الإسلامية، ومن فلسفات التربية الحديثة، في مجال التعليم من أجل الحياة. انطلاقا من ذلك يرى الباحث أنها تستحق الدراسة، حيث يمكن الاستفادة من دراستها في نقل بعض أفكارها وخبراتها وجهودها وبرامجها، في تطوير بعض المؤسسات التعليمية في مجتمعنا المصري والعربي والإسلامي، لاسيما وهي تركز في الأساس على تفعيل منهج الإسلام في التنمية البشرية والتنمية الشاملة، وتفعيل وإحياء دور الوقف الإسلامي في تمويل التعليم، وتفعيل المنهج الإسلامي في بناء المجتمع الزراعي والصناعي والتجاري، من خلال التعليم للحياة.. وعلى الرغم من جهود هذه المؤسسة الرائدة في هذا الصدد، كما أسفرت عن ذلك نتائج الزيارة الميدانية للباحث. إلا أنه لا توجد دراسة قائمة بذاتها تناولت دراسة مؤسسة دار السلام كونتور ودورها في التعليم للحياة، ومن هنا نبع الإحساس بمشكلة الدراسة: أولا: مشكلة الدراسة: كيف يمكن تطوير مؤسسة دار السلام كونتور الإسلامية بإندونيسيا، في ضوء مفهوم التعليم للحياة؟ ويتفرع عن هذا السؤال مجموعة من الأسئلة الفرعية، على النحو التالي: ما فلسفة التعليم للحياة في الفكر التربوي المعاصر؟ ما أهم العوامل المؤثرة في النظام التعليمي بإندونيسيا؟ ما واقع تجربة مؤسسة دار السلام كونتور الإسلامية بإندونيسيا، في ضوء مفهوم التعليم للحياة؟ ما المشكلات الـتـي تواجه مؤسسة دار السلام كونتور في تطبيق التعليم للحياة؟ ما التصور المقترح لتطوير مؤسسة دار السلام كونتور الإسلامية بإندونيسيا في ضوء مفهوم التعليم للحياة؟. ثانيا: أهمية الدراسة: ** وعليه تنبع أهمية هذه الدراسة من المنطلقات التالية: أن هذه الدراسة تحاول إبراز فلسفة التعليم للحياة، الرامية إلى تنمية الشخصية المنتجة في مجتمع شديد التغير والتطور، من خلال التركيز على المهارات التي ينبغي تزويد الطلاب بها، وبخاصة المهارات العملية القابلة للاستخدام والشحذ؛ ليصبح الطالب مواطنا منتجا ومقدرا لقيمة العمل، ومشاركًا في ميادين التنمية، ومسايرًا للتطور التكنولوجي. أنها ستقدم رؤية جديدة لمفهوم التعليم للحياة، للتربويين المسئولين عن التعليم، من خلال تقديم تجربة ناجحة في بلد تتشابه ظروفه مع ظروفنا، للاستفادة من أوجه تميزها في تطوير التعليم. يتناول هذا البحث أنموذجًا لتجربة تربوية فريدة وهي تجربة مؤسسة دار السلام كونتور الإسلامية -باعتبارها جزءا من قطاع مهم في نظام التعليم بإندونيسيا وهو التعليم الأهلي الذي يقوم بدور كبير في التنمية- استندت في فلسفتها التربوية على القرآن والسنة ومنهج التربية الإسلامية، وحققت الاكتفاء الذاتي في التمويل، باعتمادها على الأوقاف الإسلامية، وتنميتها، واستحداث صيغ جديدة للوقف، مثل وقف الرجل نفسه على التعليم مدى حياته، وغيرها من الأمور، التي أسهمت في تقديم تعليم جيد، وتخفيف العبء عن كاهل الدولة. كما أسهم استقلالها المالي في استقلال قرارها، وسرعة تحركها للتطوير والتجديد، وأيضا تفرغها لتحقيق أهدافها في التربية والتعليم. أن هذه الدراسة ستوضح دور المؤسسة في نشر اللغة العربية، في بلد أعجمي، من خلال استخدامها للغة العربية في الحياة العلمية والعملية، وتحويلها إلى مقصد عقائدي في إطار فلسفة تربوية متكاملة. إذ إنها تحيى في الشخصية المسلمة روح الانتماء للدين، والاعتماد على النفس، والعطاء في سخاء، دون انتظار لعائد مادي، وهذا ما تفتقده سائر المناهج في الجامعات الإسلامية. أنها ستركز على دور المؤسسة في تفعيل منهج الإسلام في التنمية البشرية، والتكامل والتوازن بين العلوم الدينية والعلوم الكونية، والتوازن بين العمل الذهني والعمل اليدوي والتكامل في إطار المنهج بمزج الأنشطة التعليمية والأنشطة اللامنهجية خارج الفصول، واعتماد نظام الإقامة الداخلية في الدراسة، من أجل التفرغ التام للتعلم، والانشغال بتحصيل العلوم، وبعدة أنشطة يومية مكثفة تدربه على النمو السوي جسميًّا وعقليًّا واجتماعيًّا وعاطفيًّا؛ حتى يصبحوا مواطنين صالحين، ومسئولين عن أنفسهم وخدمة أوطناهم. أن هذه الدراسة ستبرز دور المؤسسة في خدمة المجتمع الإندونيسي، ودورها في تعزيز مكانة المجتمع الإندونيسي على المستوى الدولي. أن هذة الدراسة ستقوم بوضع تصور مقترح لتطوير مؤسسة دار السلام كونتور الإسلامية بإندونيسيا، لمساعدة المخطيطين وصناع القرار لتطوير المؤسسة من خلال ما أسفرت عنه نتائج الدراسة. ثالثا: أهداف الدراسة: تهدف هذه الدراسة إلى ما يلي: التعرف على مفهوم التعليم للحياة في الفكر التربوي المعاصر وطبيعته وأهدافه، وأسبابه، ومتطلبات تحقيقه ونماذج من تطبيقاته العالمية. إبراز أهم القوى والعوامل المؤثرة في النظام التعليمي بإندونيسيا عامة، ومؤسسة دار السلام خاصة، وآثارها على تطبيق مفهوم التعليم للحياة. التعرف على واقع تجربة مؤسسة دار السلام كونتور الإسلامية بإندونيسيا، وأهم المشكلات التي تعيقها عن أداء دورها في تحقيق مفهوم التعليم للحياة. وضع تصور مقترح لتطوير مؤسسة دار السلام كونتور الإسلامية في التعليم بإندونيسيا انطلاقا من مفهوم التعليم للحياة. رابعا: منهج الدراسة وأدواتها: يُعدُّ المنهج الوصفي، هو المنهج الملائم لهذه الدراسة، خصوصًا وأن المشكلة المدروسة تتناول واقعًا معاشًا، يحتاج إلى الوصف العلمي الدقيق الذي يساعد على حل المشكلة. والمنهج الوصفي: يستهدف وصف وتفسير ظاهرة معاصرة معينة ويعبر عنها تعبيرا كيفيًّا أو تعبيرا كميًّا. ولا يهدف هذا المنهج إلى وصف الظواهر أو الواقع كما هو فقط؛ بل الوصول إلى استنتاجات تسهم في فهم الواقع وتطويره، من خلال جمع الحقائق والبيانات وتحليلها وتفسيرها لاستخلاص دلالاتها وتحديدها بالصورة التي هي عليها، كميا وكيفيا، بهدف الوصول إلى نتائج نهائية يمكن تعميمها. أداوات الدراسة: -المقابلات الشخصية: مع قادة المؤسسة ومعلميها ومنسوبيها، للتعرف على واقعها ومشكلاتها، واحتياجاتها. - الاستبيان: 1- للطلاب الدارسين بالمؤسسة: للتعرف على واقع النظام التعليمي مؤسسة دار السلام كونتور بجوانبه المختلفة، ومدى تحقيقها لمفهوم التعليم للحياة، ومدى اكتسابهم للمهارات الحياتية التي تساعدهم على التعايش مع العصر المتطور، وأهم مشكلاتها، ووسائل التغلب على هذه المشكلات. 2- لخريجي المؤسسة: للتعرف على واقع النظام التعليمي بالمؤسسة بجوانبها المختلفة، ومدى تحقيقها لمفهوم التعليم للحياة، ودورها في إعداد خريجيها للحياة والعمل، وأهم مشكلاتها، ووسائل التغلب على هذه المشكلات. 3- للمعلمين والمسؤولين عن إدارة هذه المؤسسة: بهدف التعرف على واقع المؤسسة من خلال البرامج والخدمات التي تقدمها هذه المؤسسة لإعداد طلابها للحياة، ومدى وفاء هذه البرامج بمتطلبات المجتمع الإندونيسي، والمعوقات التي تحول دون قيام المؤسسة بدورها المنشود في هذا المجال، وأهم الحلول للتغلب على هذه المعوقات.