Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مفهوم الانسان فى الفكر الغريبى :
المؤلف
سيحة، ابتسام اسحق،
هيئة الاعداد
باحث / ابتسام اسحق سيحه
مشرف / وهبه طلعت أبوالعلا محمد
الموضوع
الفلسفة الغربية
تاريخ النشر
2009 .
عدد الصفحات
237 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2009
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - قسم الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 243

from 243

المستخلص

الغربي عند كل من أوغسطينوس، وتوما الأكوينى، وتلش، ومحاولة الكشف عن الاتفاق
والاختلاف بين كل منهم حول مفهوم الإنسان، ومدى تأثر بول تلش بأوغسطينوس وتوما
الأكوينى، وهل هناك اتفاق حقيقي بينهما في بعض الأفكار برغم اختلاف العصور الذي
ينتج منه اختلاف العقو ل. أم أن كل واحد يمثل إطار فكرى معي ن. وبعد العرض لهذه
الدراسة توصلت الباحثة إلى مجموعة من النتائج يمكن إجمالها في الفقرات التالية.
أولى تلك النتائج، هي أن تلش يرى أن الإنسان الأول في ظل الطبيعة الماهوية
يكون عقله متناغمًا – أي أن كل القطبيات التي يتألف منها العقل تكون في حالة تناغم،
وهذا التناغم ناتج عن مشاركة العقل والحواس في المعرفة، وهذا الرأي مخالف لما يراه
توما، حيث أكد أن معرفة الإنسان الأول كانت أكمل من معرفتنا ، ولذلك يوجد تناغم بين
قطبياته، ولكن ليس على أساس المشاركة بين الحواس والعقل في المعرفة بل على العكس
من ذلك، فإنه يؤكد أن معرفة الإنسان الأول أكمل وذلك ناتج عن عدم اختلاط معرفته
بالآثار المحسوسة والجسمانية، ويرى أن أعظم ما يعرفه الإنسان هو معرفته لخالقه ”الله”
ويرى أن رؤيته بالآثار المعقولة أعلى من رؤيته بالآثار المحسوسة والجسماني ة. وهذا
الاختلاف ناتج من اختلاف الإطار الفكري عند كل واحد منهم، حيت يؤمن توما الأكوينى
بوجود فعلى للمرحلة الماهوية للإنسان؛ بمعنى وجود الإنسان الأول في مدرج تاريخي
أي وجود فعل ى. لكن تلش يعتبر هذه المرحلة حالة إمكان صرف أي هي مجرد ”يوطوبيا”
أو ”حلم البراء ة”، ولا يؤمن إطلاقا بوجود حقيقي لهذه المرحلة في تاريخ الإنسان
واعتبرها بمثابة أسطورة أو رم ز. واعتبر أن كل وجود حقيقي فعلى للإنسان مصحوبًا
بالاغتراب الإنساني.
من الملاحظ أيضًا إن هناك تقارب فكرى بين أوغسطينوس وتوما الأكوينى، فمعني ”الاستقامة” عند كل من
أوغسطينوس وتوما الأكوينى هو ”الخضوع” أو ”طاعة الله” أي خضوع الأدنى أ َ لا وهو ”الإنسان” إلى الأعلى َأ َ لا وهو ”الله”
الخالق، وعندما يتم هذا الخضوع ينير الله الأذهان بالحق الغير متغير، ويعرف أشرف المعارف إلا وهى معرفة الله، لكن هذه المعرفة
هي معرفة طبيعية أو فيض منه.
قد أظهرت الدراسة إن التوتر عنصر أساسي يصاحب الإنسان في كل مراحل
حياته ماعدا مرحلة ما بعد التاريخ أو مملكة الرب، لكن في المرحلتين السابقتين على هذه
المرحلة يوجد توتر إنساني ح قيقي سواء في المرحلة الماهوية أو في المرحلة المغترب ة.
هذا التوتر ينتج عنه صد ع. وفى رأى فأن هذا التوتر يعانى منه الإنسان في واقعناالحالي أيضًا، ولا يستطيع التخلص منه، لأن التوتر ليس عنصر فحسب بل هو طبيعة
إنسانية نظرًا لمحدودية الإنسان.
من أهم نتائج الدراس ة هي إن الخبرة الثقافية لكل فيلسوف ساعدت على بلورة
الإطار الفكري له، فنجد أوغسطينوس وتوما الأكوينى نظرًا للثقافة الصوفية التي كانت
سائدة في عصرهما يرفعان قدر المعرفة العقلية ونتائجها وأحكامها المضمونة بعكس تلش
حيث يخاطب عقل الإنسان المعاصر فهو يرى أن يحقق الثيونومى أو التوفيق بين
المعرفة العقلية والخبرة الحياتية، فقد أكد أوغسطينوس على أن المعرفة العقلية هي أعلى
من المعارف النابعة من التجربة، ولكن تلش يؤكد أنه توجد موضوعات لا يمكن أن نصل
إلى أعماقها و نكشف حقائقها إلا بالخبرات الحياتية المعتمدة على العقل – أي أراد أن
يستند على العقل والخبرات الحياتية كأداتين لا يمكن الاستغناء عنهما للمعرفة السليم ة.
بهذا الفكر يستطيع تلش أن يتماشى مع عقلية الإنسان المعاصر الذي يؤمن بوجوده
وحريته. وبهذه الفكرة أراد تلش أن يقدم حل لمشكلة الإنسان المعاصر في محاولته الدائم
على تأكيد كيانه المستقل الذي لا يختفي أو ينمحي بوجوده مع الله.
من أهم نتائج الدراسة أيضًا هي إن الحقائق التي يتوصل إليها الإنسان في أي
مرحلة هي حقائق جزئية، وكذلك إقرار الإنسان بأنها حقائق جزئية يجعله يقف عن
تحويلها إلى حقائق كلية ومطلق ة. وأرى أن هذا الرأي يساعد الإنسان لا على التوقف عن
الإبداع أو التوصل للحقائق، بل على العكس إنه يساعده على معرفة الحقائق أكثر فأكثر
لأن الإنسان دائمًا يتطلع إلى المطلق حتى وان كان يعلم أنه لا يدرك ه. على سبيل المثال
فالإنسان يتطلع إلى الوصول للكمال في الفضيلة ، إلا أنه يعلم جيدًا أن كمال كل شئ في
الله وحده كذلك في الحقائق أيضًا الإنسان يتطلع دائمًا إلى الوصول إلى الحقائق المطلقة،
إلا أنه يؤمن إنه مهما توصل من حقائق سوف تكون حقائق جزئية .
من نتائج هذه الدراسة أن القلق يصاحب الإنسان مثل التوتر، لكن اختلف فكر
الإنسان المعاصر عن ف كر الإنسان في ظل العصور الوسطى، حيث يرى الإنسان
المعاصر إننا لا يمكن أن نتخلص من القلق، بل علينا إن نحمل القلق على عاتقنا
ونواجهه بالإيمان.
لكن الإنسان في ظل العصور الوسطى لا يهتم بالقلق حتى وأن كان القلق موجود لأنه يلقيه على عاتق الرب
ويستشهدون بقول الكتاب المقدس ”القي على الرب همك فهو يعولك” لكنني أرى أن القلق طبيعة إنسانية تصاحب الإنسان،ولابد من مواجهته سواء بان احمله على عاتقي أو أن القيه على عاتق الرب، ولكن لا يمكن أن أتجاهله. القلق الإنساني أصبح
مرض العصر الحالي.
أهم نتائج الدراسة كذلك حضور الله (الآب) في الوجود فإن الله روح يوجد في كل
الوجود، لأنه الوجود ذات ه. وبقوة روحه نهزم اللاوجود الذي يثير القلق داخلنا، وأيضًا
يشارك الإنسان ويساعده في فك رموز غموض الحياة ، ويحطم غموض الحياة، ويساعدنا
أن نخرج بأنفسنا من مأزق الاغتراب الإنساني والكوني معًا بالتحرر من الخطيئة.
أهم نتائج الدراسة تسمية قوة التحول والتبديل والشفاء ”بالوجود الجديد” ومن أهم
صفات الجود الجديد هو أنه منقذ ومخلص يخلص من يؤمن ب ه. الوجود الجديد ليس مطلبًا
يستحيل تحقيقه بل هو حقيقة زمانية ومكانية لا يرتقى إليها الشك، وأن الوجود الجديد
أخضع نفسه لأوضاع الوجود دون أن يقهره الوجود.
تكشف الدراسة أيضًا عن اختلاف بين أوغسطينوس وتوما الأكوينى من ناحية
وتلش من ناحية أخرى حول مسالة الحرية، حيث يجعل أوغسطينوس الحرية هي بمثابة
إرادة تتصف بالحرية أي فعل إرادي يخص الإرادة، بينما جعل تلش الحرية فعل
للشخصية الإنسانية في كليتها ككل شامل .وتوما يتفق مع أوغسطينوس ويختلف مع تلش
حيث جعل الإرادة والحرية شئ واحد.
نتائج الدراسة كذلك الفضائل لا تبقى بعد هذه الحياة ولكنها لا تمحى أو تزول، بل
تبقى بصورة أخرى، وأ  ن الفضائل لها عنصران، ففي عنصرها الجوهري في الحياة
الأخرى ، لن يكون هناك كونكبيسون س”شهوة ملح ة” أو أي متع من جهة الطعام والجنس
والخوف من أخطار الموت، ولا توزيعات وإبدالات الأشياء التي تستخدم في هذه الحياة
وتسير القلق، ولكن في عنصرها الرسمي ستبقى أكثر امتيازًا مثل الاستقامة العدالة
التحمل بدون قلق تجنب الخمر بدون ثورة الرغبات، ويكون الله مصدر معرفة وتعقل.
نتائج الدراسة أيضًا هي تأكيد الإنسان في كل العصور على حقيقة أساسية
إلا وهى أن نهاية الإنسان كفرد قد تحددت بواسطة قراراته التي صنعها في الوجود على
أساس الإمكانيات المعطاة له بواسطة المصير، فيمكن أن يب دد إمكانياته ، ولكن ليس تماما
ويمكن أن ينجزها، ولكن ليس كليًا.
يمكن أن نقول في النهاية أن مفهوم الإنسان أختلف عند كل من أوغسطينوس
وتوما الأكوينى وتلش تبعًا لاختلاف ظروف العصر، والخبرة الثقافية السائدة فيه.