الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص هـدفت الباحثة فى هذا التصور إلى طرح مفهوم الشعر عند الشعراء العرب من خلال ما قدموه من تصورات عن مفهـومهم للشعـر فى دواوينهم و أشعارهم ، فى محاولة لـرصد بداية تشكيل المفهوم عـند هـؤلاء الشعـراء قـبل أن يصل إلى مرحلة النضج فى التصـور فى المـرحلة العباسية ورصد مـوقع الشاعـر الذى دار حول جهـده الإبداعى كـل ما كتبه النقاد ، وقد قال الفرزدق يوماً لنا أن نقول وعـليكم أن تؤولوا فهل عـنى بذلك أن مهـمة الشاعـر تنحـصر فى قـول الشعر فقط ؟ وإن كان لهذا الشاعـر دور يتعـدى مجرد إبداع الشعر ، فما ملامح هـذا الـدور وما هى الكيفية التى تشكل بها فـنه الشعرى لديه كل هذه تساؤلات سعـت هذه الدراسة إلى تحديدها ؛ فهؤلاء الشعراء قد فهموا إبداعهم الفـنى بطريقة ما ، وكان لكل منهم رؤيته التى حاول بثها من خلال إبداعه ، والتى تـنم عن مدى وعى هؤلاء الشعراء بخصوصية الإبداع الفنى فقد كان الشاعر فى هذه البداية الشعرية الأولى متفرداً بعـملية إبداع الشعـر بل ونقـده أيضاً ؛ فهو الذى يختط لشعـره ما يناسبه من مضمون ويرسم له أنماطه وأساليبه ، والأقـدر على تحديـد ما قد يشوبه من عـيوب ، وكما قال ابن سلام : ” لا يضبط الشعـر إلا أهـله فالشعـر فـن لايحسه ولا يشعر به إلا كل من وهب تلك القدرة على تذوقه والعلم به ومن هـنا فـقـد كان الشعـر يؤسـس نظريته من داخله وخاصة بالنـسـبة لهـؤلاء الشعـراء ؛ فمقـولاتهم وتصوراتهم قد سـبقـت مقولات النقاد ، واعتمادهم نابع من إدراكهم لمقـومات فـنهم الشعرى وهذا يعد النقد الأصيل كما يرى ت.س.إليوت فالشاعر ينقد الشعر من أجل أن يخلق الشعر . |