Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الميتافيزيقا في فلسفه بن عربي الصوفيه /
المؤلف
المصيلحي, إيمان محمد.
هيئة الاعداد
باحث / ايمان محمد المصيلحي
مشرف / محي الدين عبد الحميد طاهر
مشرف / عبد القادر البحراوي
مناقش / زينب عفيفى شاكر
مناقش / عاطف العراقى
الموضوع
الفلسفة. ما وراء الطبيعة. الفلسفه الاسلاميه.
تاريخ النشر
2009.
عدد الصفحات
231ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2009
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - الفلسفه
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 249

from 249

المستخلص

موضوع هذا البحث : ” الميتافيزيقا في فلسفة ابن عربي الصوفية ” ، وهو موضوع – فيما أعتقد – على جانب كبير من الأهمية ؛ ذلك أن الصوفية المتفلسفين زادوا على الصوفية السنيين بأمور ، منها : أنهم أصحاب تصورات ميتافيزيقية من الوجود ، بسطوها في كتبهم وأشعارهم . br وابن عربي ، هو أبو بكر محمد بن على بن محمد بن أحمد بن عبد الله الطائى الحاتمى ، ولد في مرسية ، جنوب شرق الأندلس ، عام 560 هـ . br وكان ابن عربى من أكبر مفكري الإسلام ، وقد تأثر به بعض فلاسفة أوربا ، مثل اسبيلنوزا ، وليبنتز ، كما تأثر به أيضاً بعض الصوفية المتفلسفين الذين جاءوا بعده في المشرق والمغرب . br وأشهر كتب ابن عربي ، الفتوحات المكية ، وفصوص الحكم ، وترجمان الأشواق ... وغيره من الكتب والرسائل . br ويؤمن ابن عربي في نظريته في طبيعة الوجود ، بوحدة الوجود ، من الناحية الميتافيزيقية ، وهو يرى أن وجود الممكنات يكون ” بالفيض ” ، وهو يعني بالفيض ، أن الله أبرز الأشياء من وجود علمي إلى وجود عيني ، ويصف ابن عربي وجود هذه الموجودات بالتجلي الإلهي الدائم ، وظهور الحق في كل آن ، فيما لا يحصى عدده من الصور ، ويقتضى مذهب ابن عربي ، عدم القول بالممكن في مقابل الواجب ، والممكن هو الموجود المتغير الحادث ، وما كان وجوده بغيره ، ويتصور فيه الوجود والعدم ؛ وذلك على الرغم مما يسميه ” بالأعيان الثابتة ” ، أى الموجودات الممكنة ؛ لأن هذه الأعيان الثابتة ( موجودة بالقوة ) ؛ ولهذا يقول ابن عربي بمرتبتين هما : الضروري والممتنع ، فليس هناك وجود ، إلا وجود ( الحق ) بصور ما هي عليه الممكنات في نفسها وأعيانها . br ويمكن النظر إلى الذات الإلهية – فيما يرى ابن عربي من وجهين : الأول من حيث هي ذات بسيطة مجردة عن النسب والإضافات . والثاني من حيث هي ذات متصفة بصفات ، وهي من الوجهة الأولى ، وجود مطلق ، ووجودها على الوجهة الثانية وجود نسبي متعين في صور أعيان الممكنات ، أو متعين في هذه النسب والإضافات ، المعبر عنها ” بالصفات ” ؛ ومن هنا كانت الموجودات كلها صفات للحق. br ووجود الممكنات – في رأي ابن عربي – هو عين وجود الله ، وليس تعدد الموجودات وكثرتها إلا وليد الحواس الظاهرة ، والعقل الإنساني القاصر . فالحقيقة الوجودية واحدة في جوهرها ، وذاتها ، متكثرة بصفاتها وأسمائها ، لا تعدد فيها إلا بالاعتبارات والنسب والإضافات ؛ إذا نظرت إليها من حيث صفاتها قلت : هي الخلق ، وإذا نظرت إليها من حيث ذاتها قلت : هي الحق . br وابن عربي يواجه مشكلة الكثرة في الوجود ، وهو يجيب على هذه المشكلة ميتافيزيقيا ؛ على أساس أنها صور ومجالى تتجلى فيها الصفات الإلهية التي هي عين الذات ، أو على أنها أوهام ، اخترعها العقل بأدواته ومقولاته . br فالتفرقة بين الحق والخلق ، أو بين الواحد والكثير ، تفرقة منطقية ، يقول بها العقل ، وهي تفرقة في ظاهر الأمر ، كالتفرقة بين الجوهر وأعراضه ، وهما في الواقع حقيقة واحدة . br والذات الإلهية لها ثلاث مراتب هي : مرتبة الأحدية المطلقة : وهي مرتبة الذات ، أو مرتبة العماء . والثانية : مرتبة الواحدية : وهي المرتبة التي تتجلى فيها الذات ، في مجالي الأسماء والصفات . والعالم المارجى عند ابن عربى ، هو مجموعة من المجالى أو المظاهر التي تتجلى فيها الذات الإلهية الواحدة ، فيما لا يتناهى من الصور ، أو أن العالم الخارجي هو مجموعة الصفات الإلهية ؛ ومن هنا كانت الموجودات كلها صفات للحق . br والصلة أو العلاقة بين الله والعالم، هو عملية التجلى ، أو عملية الخلق المستمر، الأزلية الأبدية ، والغاية منها معرفة الحق بظهور أسمائه وصفاته على صفحة الوجود . br أما المرتبة الثالثة : فهي مرتبة شهود الحق في قلب الصوفي ؛ حيث تمحى الكثرة ، وتتجلى الوحدة ، ويغني المتناهى في اللامتناهى ، وفي هذه الحال لا يرى الصوفي نفسه ولا العالم الخارجي وجوداً ، وإنما يرى الله وحده ، ويعرفه معرفة ذو قيمة ، عن طريق الاتصال به ، ويتحقق بوحدته الذاتية معه ، وهذا هو الجانب الميتافيزيقي لمذهب ابن عربي في طبيعة الوجود ، ويلزم عنه منطقياً ، أنه لا محل فيه لفكرة الألوهية بمعناها الديني ؛ أى لا محل فيه لإله خالق للعالم ، بالمعنى المعروف لكلمة الخلق . br وابن عربي لا ينكر صفات التنزيه التي تقول بها الأديان ، كالقدم ، والأزلية ، والواحدية ، والوجوب ، ولكنه يؤول أسماء المعاني التي وصف الله بها نفسه تأويلاً يخرجها عن ظاهر معناها ، ويجعلها أكثر تمشياً مع فكرته الميتافيزيقية العامة ، وهو يلجأ في ذلك إلى جيل لغوية غريبة ، يظهر فيها أثر منهجه الظاهري : فاسم ” الجبار ” عنده مشتق من الجبر ، والحق جبار ، بمعنى أنه عنصر الضرورة والوجوب ، الذى يجعل الكائنات تظهر على نحو ما هي عليه ، فهي تخضع لضرورة ذاتية ؛ إذ أنها تخضع للحق المتجلى فيها . br والاسم ” الغفار ” : مشتق من غفر ، بمعنى غطى ، والحق غفار ، بمعنى أنه يغطى ذاته في صور أعيان الممكنات ، والاسم ” العليم ” : بمعنى الذى يعلم نفسه بنفسه في تجليه الذاتي لنفسه ... وهكذا . br وابن عربي ، موزع الفكر بين تصورين مختلفين للألوهية : بين إله وحدة الوجود ، الذى هو مبدأ ميتافيزقي مجرد من الصفات المشخصة ، وإله الأديان الذى له هذه الصفات . br وابن عربي يهدم فكرة السببية الطبيعية ، ليقيم مقامها السببية الإلهية ؛ فهو يرى أن الحق وحده هو الفاعل لكل شئ ، وهو وحده الذى يمد الموجودات بما تفتقر إليه من الحاجات ، ولابن عربي نظرية في الحب الإلهي ، فليست الموجودات الخارجية – فيما يرى – إلا ( صوراً ) أو تعينات للوجود الواحد الذى هو الحق ، وليست هذه الصور إلا مسارح تتجلى فيها صفات الحق وأسماؤه ، بل هي عين تلك الصفات والأسماء ، فكل صفة وجودية ندركها في الأشياء ، إنما هي مجلى خاص من مجالي صفة إلهية مطلقة ، أو اسم إلهي مطلق ، كالحب مثلاً : فإن كل محبوب ، مجلى أو مظهر للمحبوب على الإطلاق ، وهو الحق ؛ ولهذا يرى ابن عربي أن المحبوب على الحقيقة إنما هو الحق الذى يتجلى في مالا يتناهى من صور الجمال . وهو إذا تغنى بحب ليلي وسعدى وهند، وغيرهن ، فإنما يرمز بالاسم إلى حقيقة المسمى ، وبالصورة إلى صاحب الصورة . br وابن عربي يشرح العلاقة بين الله والعالم على أساس ميتافيزيقي ، وذلك باللجوء إلى التشبيه والتمثيل واستعمال ألفاظ المجاز ، مثل ” التجلي في المرآة ” ، والتخلل ، والسريان في الوجود . br ويرى ابن عربي أن للحق وجود حقيقي في ذاته ، ووجود إضافي : وهو وجوده في أعيان الممكنات ، وهذا بالنسبة له ، كالظل الذى يمتد على سائر الموجودات فيعطيها وجودها باسم الله (الظاهر) ، فالعالم ” ظل ” إذا نظرت إليه من حيث عينه وباطنه وجوهره المقوم له ، وهو نفس الرحمن الذى تفتحت فيه صور الوجود من أعلاه إلى أسفله . br ويتكلم ابن عربي عن خلق العالم ، ولكنه لا يقصد به إيجاد العالم من العدم ، ولا إحداثه في زامن معين ، وإنما الخلق عنده ، هو ذلك التجلي الإلهي الدائم الذى لم يزل ولا يزال ، وظهور الحق في كل آن ، فيما لا يحصى عدده من الصور . br وينظر ابن عربي إلى العين الوجودية الواحدة من وجهين : ويصفها بصفتين ، فيسمى الأولى تنزيهاً ، والأخرى تشبيهاً ، ولو أنه يغلب جانب التنزيه على جانب التشبيه أحياناً ، ويعكس الأمر أحياناً أخرى ، ففي موضع ، يبالغ في التشبيه ، كقوله – في مناقشة نظرية الأشاعرة في ” الجواهر والأعراض ” : إن الحق ليس إلا ذلك الجوهر ، الذى تكلم الأشاعرة عنه ، وإن تجليات الحق في مظاهر الوجود ، ليست سوى ” أعراض ” ذلك الجوهر . br ولابن عربي ، نظرية في الإنسان الكامل ، تقوم على أساس ميتافيزيقي ، فالإنسان الكامل عنده ، هو الكون الجامع . فلما شاء الله أن يرى عينه في ”كون جامع” يحصر الأمر كله ؛ لكونه متصفاً بالوجود ، ظهر الإنسان الكامل ، الذى هو عند ابن عربي ، عين جلاء مرآة العالم . br ويرى ابن عربي ، أن قيام العالم يكون بالإنسان الكامل ، والإنسان الكامل عنده، نظرية في الكلمة من الناحية الميتافيزيقية ، يسميها ” حقيقة الحقائق ” ، وهي مرادفة للعقل الإلهي أو العلم الإلهي ؛ ولما كان الحق لا يعقل شيئاً مغايراً لذاته ، وعقله وذاته ، عقل لجميع الأشياء ، كانت ” حقيقة الحقائق ” : عقلاً وعاقلاً ومعقولاً ، وعلماً وعالماً ومعلوماً ” ، فهي الحق متجلياً لنفسه في نفسه ، في صور العالم المعقول . br ويتكلم ابن عربي عن الأخلاق من الناحية الميتافيزيقية ، فالأمر التكويني الإلهي، الذى يعبر عنه ” بالمشيئة الإلهية ” ، يعني أن كل شئ في الوجود خاضع للأمر التكويني ، ومنفذ للإرادة الإلهية ، سواء في ذلك الخير والشر ، أو الطاعة والمعصية ، أو الإيمان والكفر . ومعنى هذا أن المشيئة الإلهية تتعلق بالفعل من حيث هو ، لا بالفاعل الذى يظهر الفعل على يديه . وتمشياً مع مذهبه الميتافيزيقي في وحدة الوجود ، يميل إلى اعتبار ” الثواب والعقاب ” أى : اللذة والألم ، حالتين يشعر بهما الحق نفسه ، أى الحق المتعين في صورة العبد . فلا عذاب ولا ثواب ، إذن بالمعنى الديني في الآخرة ، بل إن قال الخلق جميعاً إلى النعيم المقيم ، فإن نعيم الجميع واحد ، وإن اختلفت صوره ، وتعددت أسماؤه .