الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد الأحزاب تنظيمات سياسية طوعية تستطيع أن توفر قنوات المشاركة لعدد كبير من الناس وأن تجعل بينهم وبين الحكومة القائمة صلات متنوعة، كما أنها تحقق التكامل بين الجماعات المختلفة وتقترح البرامج القومية، فضلاً عن توليها مهمة إعداد الكوادر السياسية الواعية والمستنيرة التي تقوم بمهمة اتخاذ القرارات ووضعها موضع التنفيذ، وباعتبار كل ذلك فإنها تؤدي دوراً مهماً في عملية التنشئة السياسية لأبناء المجتمع. وتمثل الوظائف السابقة بعض آليات الحزب في دعم المشاركة السياسية التي تعد موضوعاً أساسياً من موضوعات علم الاجتماع السياسي، إذ أن جميع المجتمعات الإنسانية تعتمد في تماسكها وتطورها على أداء الأحزاب لدورها في دعم المشاركة السياسية. كما أن فاعلية الأحزاب السياسية وتأثيرها يرتبط برؤية النظام السياسي لطبيعة الدور الذي تقوم به أحزاب المعارضة فإما أنه دور حقيقي وبالتالي إلغاء القيود المفروضة على التعدد الحزبي، وإما أنه دور شكلي بفرض المزيد من القيود، كما ترتبط أيضاً بقدرة الأحزاب على مواجهة أزماتها الداخلية والتي من الممكن أن تفقدها كثيراً من قيمتها لدى المواطن، ومن ثم فإن المشاركة السياسية تصبح هدفاً ووسيلة، فهي هدفاً لأن الحياة الديمقراطية السليمة ترتكز على اشتراك المواطنين في مسئوليات التفكير العام والعمل لصالح مجتمعهم، وهي وسيلة لأنه عن طريق المشاركة يشعر الناس بأهميتها ويمارسون طرقها وأساليبها، وتتأصل فيهم أنماط وأساليب تصبح جزءاً من سلوكهم وثقافتهم. |