Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعالية استراتيجية مقترحة في التدريب الاستقصائي لتنمية مهارات الاستقصاء العلمــي والتحصيل لدى تلاميذ الصف الثامن من التعليم الأساسي للصم والبكم
الناشر
كلية التربية
المؤلف
السيد، سهير فتحي محمد
هيئة الاعداد
مشرف / محمد مصطفي حسن غلوش
مشرف / محمد مصطفي حسن غلوش
مشرف / محمد مصطفي حسن غلوش
مشرف / محمد مصطفي حسن غلوش
تاريخ النشر
2011
عدد الصفحات
148ص.
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التعليم
تاريخ الإجازة
1/1/2011
مكان الإجازة
جامعة كفر الشيخ - كلية التربية - المناهج
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 148

from 148

المستخلص

في ظل طوفان المعلومات، والتغير المتلاحق، ونمو المعرفة بمعدلات سريعة ، والذي نتج عن ثورة المعلومات التي نعيشها الآن، أصبح العالم يعيش ثورة علمية وتكنولوجية كبيرة، كان لها تأثير على مختلف جوانب الحياة، وأصبح التعليم مطالباً بالبحث عن أساليب ونماذج تعليمية جديدة لمواجهة العديد من التحديات على المستوى العالمي منها زيادة الطلب على التعليم، مع نقص عدد المؤسسات التعليمية ، وزيادة كم المعلومات في جميع فروع المعرفة المختلفة فضلاً عن ضرورة الاستفادة من التطورات التقنية في مجال التربية والتعليم إن الهدف الأساسي للتربية هو إعداد الإنسان ليدير أمور حياته بطريقة مسئولة ويرى الخبراء أن للعلوم دوراً أساسياً في تحقيق ذلك ، فتدريس العلوم يساعد التلاميذ في تحسين قدراتهم على الفهم والإدراك وينمي لديهم العادات العقلية اللازمة لجعلهم مواطنين منتجين قادرين على التفكير السليم. والمشاركة الإيجابية الفعالة في مواجهة المشكلات المحلية والعالمية وذلك لأن ما يحمله المستقبل من أخطار على الإنسانية يعتمد على كيفية استخدام البشر لمعطيات العلوم والتكنولوجيا ويعتمد هذا بدوره على مقدار التعليم الذي يحصل عليه الفرد من العلوم والتكنولوجيا من جهة وعلى ما يتمتع به من أخلاق سامية وقيم إنسانية رفيعة من جهة أخرى ، هذا بالإضافة إلى أن تعليم العلوم له دوراً أساسياً في تنمية مهارات البحث العلمي ومهارات حل المشكلات التي تُعد من المهارات اللازمة لحياة الأفراد في المجتمعات المتطورة .(1)
وظهرت بعض نظريات التعلم التي كان من هدفها مواكبة التطور والتغلب على مشكلاته ومنها النظرية الحديثة للتعلم , حيث تركز هذه النظرية على التفكير النقدي ، وحل المشكلات، وعلى الخبرات التعليمية الحقيقية ، والتشاور الاجتماعي حول المعرفة وطرق التدريس المستخدمة, وهذه الأمور من شأنها تغيير دور المعلم من مقدم المعلومات إلى ميسر للتعلم يعمل على مساعدة التلاميذ أثناء اندماجهم النشط في التعامل مع المعلومات والمواد لبناء فهمهم الخاص ، ويمكن استخدام تقنيات المعلومات والاتصال الجديدة في دعم أساليب التدريس الجديدة هذه التي تتيح للتلاميذ التعلم من خلال العمل، كما تساعد على توفير الفرص للتلاميذ للتوجيه الذاتي في حدود إمكانياتهم، وسرعتهم الخاصة، وتعويدهم على حل المشكلات، واكتساب الخبرات عن طريق الاستنتاج ، كما أنها تساعد المعلم كذلك على تقييم أداء التلميذ بوسائل جديدة متفاعلة ، وطرق مبتكرة تختبر استيعابهم لعمليات التعلم والمحتوى كذلك بطريقة أفضل وأعمق.(2)
وفي ضوء ذلك لم يعد الهدف الأساسي من التعليم هو تكيف الإنسان مع البيئة المحيطة به ومع الواقع المألوف فقط ,بل أصبح هدف التعليم التنبؤ بالاحتمالات البديلة وصناعة المعاني الجديدة ولا يتحقق ذلك إلا بتعلم فعال محوره المتعلم ,ومن ثمّ يصبح هدف المدرسة توفير جو تعليمي يدور محوره حول البحث الأصيل في الظواهر عن طريق إثارة الأسئلة لأن الطريق الحقيقي للتعليم الفعال هو البحث عن الإجابات من جانب المتعلم فالتعليم بالضرورة عملية استقصاء مستقرة يثيرها الكشف والابتكار.(3)
ولتحقيق هذا الهدف اتفق التربويون العلميون على أن أفضل الطرق لتعليم العلوم للتلاميذ هو إشراكهم فكرياً ويدوياً في النشاطات العملية حيث يلاحظون ويقيسون ويصفون الظواهر الطبيعية حولهم بما يماثل ما يقوم به العلماء الحقيقيون(4) .
لذلك فقد أشاد بعض العلماء بالاستقصاء كأفضل الطرق لإحداث تعليم قوامه الفهم , فالاستقصاء من أكثر أساليب التدريس الحديثة فاعلية في تنمية التفكير العلمي لدى التلاميذ حيث يتيح الفرصة أمام التلاميذ لممارسة طرق العلم وعمليات ومهارات الاستقصاء بأنفسهم وعندئذ يسلك المتعلم سلوك العالم الصغير في بحثه وتوصله للنتائج(5).
ما دعم تلك الآراء والتوجهات ما تؤكد به المعايير القومية لتعليم العلومNational Science Education Standards على الاستقصاء كاستراتيجية أساسية لتدريس العلوم حيث يمثل الإجماع الحالي لمجتمع تعليم العلوم على دور تدريس العلوم بالاستقصاء وتقترح المعايير أن التلاميذ من الحضانة إلى المرحلة الثانوية في فصول العلوم يطورون كل من القدرات الضرورية لعمل الاستقصاء العلمي والفهم الاستقصاء العلمي حيث تشمل قدرات عمل الاستقصاء العملي تحديد وطرح الأسئلة , تصميم وإدارة التحقيقات وتحليل البيانات والأحداث، استخدام النماذج والتفسيرات وتوصيل الاكتشافات أما الفهم للاستقصاء فيشمل معرفة كيف يتوصل العلماء بأعمالهم والمفاهيم بطبيعة العلم(6).
ووُجد في الاستقصاء أيضاً الوسيلة المثلى لتعليم بعض الفئات الخاصة ومنها المتأخرين دراسياً كما أوضحت دراسة أمنية الجندي ونعيمة أحمد حسن (2004) , حيث أن تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاج إلى بذل الجهد الأكبر للوصول إلى استراتيجيات تدريسية مناسبة لهم للخروج بأكبر استفادة ممكنة لهم ولكي يتمكنوا من الالتحاق بركب التطور العلمي والمجتمعي ويصبحون مؤثرين بشكل إيجابي وفعال في مجتمعاتهم .
ومن ذوي الاحتياجات الخاصة فئة الصم والتي تتجه إليها أنظار القائمين على العملية التعليمية , فكان بعض الأفراد يتصورون عند التعامل مع أحد الصم والبكم بأن قدرتهم على الفهم أقل من الإنسان العادي , أو أن نسبة ذكائهم أقل من الإنسان العادي, وتمتلك نسبة كبيرة من الصم والبكم ذكاءً حاداً ويتميزون بالفراسة وليس كما يعتقد الكثير من الناس بأن تفكيرهم محدود بل العكس صحيح فقد أنعم الله عليهم بسرعة البديهة والفراسة لتعوضهم عن الحواس التي فقدوها ولابد من التفرقة بين أصحاب الإعاقة العقلية التي تعني اخفاقاً في القدرة على الاستيعاب والفهم والذكاء وبين الصم والبكم إذ الكثير منهم لا يُعانون من الإعاقة العقلية.
لذا كان يجب العمل على تنشيط عملية التواصل العلمي, حيث أن التواصل العلمي لدى المتعلم من الأمور التي يجب التركيز عليها للإحاطة بلغة العلوم كاملة , وكلما أُتيح للمتعلم فرصاً لاندماجه في أنشطة تعليمية فعالة يزداد تعامله بالمفردات والصيغ والرموز العلمية وبالتالي تزداد قدرته على استكشاف معاني للمفاهيم والتراكيب العلمية التي يتعامل معها(7).
وإن تعلم العلوم بالاستقصاء يساهم في النمو الاجتماعي للتلاميذ بنفس كيفية مساهمته في النمو العقلي, فالاستقصاء العلمي في المدرسة يُنفذ خلال سياق اجتماعي فالتلاميذ يناقشون الخطط ويتعاونون في العمل لتنفيذ أنشطة الاستقصاء (8).
وفي ضوء ما سبق, نجد أن الاستقصاء محور أساسي للعلم والركيزة التي تعتمد عليها المعرفة العلمية لذا فإن الاستقصاء هو الطريقة المثلى في تدريس العلوم ولذلك فإن النظرة إلى تدريس العلوم باعتبارها جسم ثابت من المعرفة العلمية يتم تلقينها للتلاميذ باستخدام المحاضرة والمناقشة أصبحت من الطرق التقليدية القديمة , لذا فيجب على المعلمين استخدام الاستقصاء الذي يؤكد روح العلم وطرقه وعملياته وتوفير المناخ الصفي لتحقيق ذلك وخصوصاً للتلاميذ الصم.