![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الدافع لخوض غمار هذه الدراسة، فإنّ المسرحيات التى تحمل المضامين والمصادر الثرية والاتجاهات الفنية الراقية لم يتناولها الدارسون والنقاد بالنقد الصارم، بل انصبّ اهتمامهم على عرض بعض المسرحيات ، من حيث المضمون ، أو تقديم نقدات مبتسرة للحوار والشخصيات ، أو الوسائل الأخرى المعينة ؛ كالديكور وأعمال الممثلين ، والإخراج ، وأكثر ذلك كله حظوظاً ، نشأة الفن المسرحي ، كتأريخ للمسرحية . وغاية ما تطمح إليه هذه الدراسة أن تقدم صورة واضحة عن طبيعة النص المسرحي في ليبيا ، متمثلة في مصادره ، ومضامينه واتجاهاته الفنية ، التي تميزها في حدود مداها الزمني ، الذي توقفنا عند نهاية سنة 2000 ، وذلك لأسباب نرى أنها جوهرية في اختيار هذا التاريخ نقطة للتوقف. منهج الدراسة المنهج الفنى التحليلي القائم على قراءة النص وتحليله ، ثم المقارنة – أحياناً – وهو المنهج الشامل ، الذي يمنح الباحث الإفادة من دراسة النص . اهم نتائج الدراسة - أثبتت الدراسة تصحيح الكثير من الأحكام الارتجالية من خلال عرضها على معيار الاستقراء والتتبع الدقيق للنصوص المسرحية ، واستخلاص النتائج المبنية على التمحيص والتروى، أو ملاحقة الوثائق في مظانها غفل عنها النقاد ، ودارسو الأدب المسرحى في ليبيا. - كشفت الدراسة بأنّ الكتّاب المسرحيين وثقوا صلتهم بالتراث ، وامتدت علاقتهم به – بدرجات متفاوتة من الإجادة – لأنهم أحسوا أنّ التراث غنى وثرى بالإمكانات الموضوعية والفنية ، وبالشواهد الكثيرة ، التي تمنح نتاجهم الحيوية والنشاط ، وهو المعين الذي لا ينضب من القدرة على الإيحاء والتأثير ، ولم يكن استحداثاً بقدر ما هو استخراج لكوامن من الكنوز المدفونة ، التي تعبر عن التمازج والقربى بين أبناء الأمة العربية ، والفخر بمآثر العرب وتاريخهم ، والتمسك بالهوية القومية العربية ، والتأصيل للمسرح العربي . |