![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تسعى هذه الدراسة – التوجيه النحوي بين معاني القرآن ومعاني الزجاج – إلى عقد مقارنة بين إسهامي علمين من أعلام النحو العربي في المجال التطبيقي ، وذلك من خلال كتابيهما الموسومين بـ (معاني القرآن) ؛ لبيان مدى توفيق كل منهما في بناء القاعدة على أساس من التحليل والاستقراء . وقد اشتملت الرسالةُ على مقدمة ، وتمهيد ، وبابين ، وخاتمة : بيَّنتُ في المقدمةِ أهمية البحث , والأسبابَ التي دعتني إلى اختيارِ هذين العالمين وأما التمهيدُ فكانَ للتعريفِ بالفراء والزجاج وبكتابيهما, ولم أتوسّع فيهما استغناءً بمن كتب قبلي في هذا الجانب. وأما البابُ الأول فكانَ لبيانِ أثر القراءات في التوجيه النحوي عند كل من الفراء والزجاج . وأما البابُ الثاني فكان لبيانِ مظاهر التوجيه النحوي لآيات القرآن الكريم بين الفراء والزجاج . وقد خَلُصْت إلى جملةٍ مِن النتائجِ والتوصياتِ أجْمِلُهَا فيما يلي: 11. تأثر الزَّجَّاج في تأليفه (معاني القرآن وإعرابه) بـ (معاني القرآن ) للفرَّاء ، على الرغم من اختلاف مذهبيهما في النحو . 12. كان للخلاف النحوي بين مدرستي الكوفة والبصرة أثر واضح في الخلاف بين الفراء والزجاج. 13. كان للفراء شخصيته البحثية المتفردة, فخالف سابقيه في توجيه بعض المسائل النحوية, أما شخصية الزجاج البحثية فقد تهاوت أمام شخصية شيوخه البصريين , وإن خالفهم في بعض الأحيان وجنح إلى رأي مدرسة الكوفة. 14. ثبتَ من خلال تتبع المصطلح النحوي أن الفراء تعمد مخالفة المصطلح البصري , أما الزجاج فقد خلط بين المصطلح الكوفي والبصري , وإن غلب عليه تفضيل المصطلح البصري. 15. تبيَّن انتفاع الزجاج بما ساقه الفرَّاء في كتابه ( معاني القرآن ) ، من الشواهد النَّحْويَّة المتمثلة في شواهده من:( القرآن الكريم ، والقراءات القرآنية ، والحديث الشريف ، وكلام العرب الفصحاء ، من أجل توثيق القاعدة النحوية وتأصيل الحكم النَّحْويّ . 16. تمسك الفراء والزجاج بالقياس أكثر من السماع ؛ فنسبا بعض القراءات القرآنية المتواترة إلى الخطأ أو الشذوذ أو الضعف ، عند تعارضها مع القواعد النَّحْويَّة . 17. أَولَى الفرَّاء والزَّجَّاج عناية فائقة بدلالات الألفاظ القرآنية , فكانت عنايتهم بالدلالة سبباً في تعدد الوجوه الإعرابية , وترجيح أحد الأوجه ؛ فالوجه النحوي الذي يتفق والمعنى القرآني موسوم بالفضل ، وله الصدارة . 18. تبين أن (معاني القرآن للفراء)و( معاني القرآن وإعرابه للزجاج ) دائرتا معارف ، إذ أودع كل منهما في كتابه جل ما انتهى إليه علمه في : المعاني ، والتفسير والتأويل ، القراءات ، والإعراب ، وقواعد النحو واللغة ، والعلل والشواهد ، وأقوال العلماء . 19. اعتمد الزجاج في مآخذه على الفراء – في مواضع كثيرة -على الأدلة النحوية من (قياس وسماع وإجماع العلماء ) ,إلا أنه اعتمد على التعصب المذهبي في مواضع أخرى . 20. أرى أن الكتابين جديران بالتحقيق من جديد نظراً لأخطاء التحقيق المفرطة في الكتابين. |