الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص التأمين نظام قانونى قلق من حيث النشأة بين القدم والحداثة وبين المغالاة فى العراقة والجهالة فى الميلاد والظهور وهو فى هذا يختلف عن نظام من المسئولية والذى يجمع الفقه على انه مؤسسة من نتاج العصر الحديث اذ تمخضت التطورات المطردة فى المجال القانونى عن ولادة هذا الكيان الذى وان ظهر ببطء وسار وئيدا الا ان هذا السير البطىء بسبب ما وجه الى التأمين من المسئولية من نقد مقتضاه انه يدعو الفرد الى التهاون والى ارتكاب الخطأ وانه ينمى لدى المستفيدين منه لامبالاة وعدم اهتمام يؤسف له قد اعقبته طفرة لم تشهدها انظمة القانون الاخرى، خاصة مع بداية القرن العشرين، ولعل السبب فى ذلك يرجع الى ما نلحظه اليوم من تطور فى التقنية، شمل كل المجالات، وقد تجسد التطور فى نطاق التأمين بوجه عام، فى زيادة عدد النصوص القانونية فى القرن العشرين عنها فى القرن الماضى، كذلك ما اسفرت عنه الحوادث بسبب تعقد التقنيات فى المجال الطبى ومن ظهور مجموعات ذات انشطة متعددة، وبروز انظمة الفرق المتخصصة كالفريق الطبى تباينت اسسها وتنوعت معطياتها وصعوبة نسبة المسئولية الى شخص بعينه وما صاحب ذلك من تغيرات فى وظيفة المسئولية المدنية لتتحول من ردع للأخطار الى جبر للأضرار وما استوجب ذلك من قيام نوع من التساؤل حول ما سبق ان كتب عن المسئولية الطبية، بالأضافة الى ما ذلك كله من ازدياد حركة الحياة ولجؤ الافراد جبرا او طواعية الى الآله، لما تمثله من دلالة من دلالات التقدم، وفى ذات الوقت لما تجسده من استطالة سيئة بعض الشىء لكيان المجتمع المعاصر اذ اصبح التقدم يهدد الانسان فى هدوئه وحريته وخصوصيته وهو ما جعل الخطر الذى يهدد الانسان تتسع مجالاته. |