![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتحدث هذه الدراسة عن حركة التدوين في مصر في القرنين الأول والثاني من الهجرة ، حيث إنه قد شاع بين كثير من الباحثين القول بأن التدوين لم يبدأ إلا في نهاية القرن الثاني الهجري ، وأنّ العرب أقوام أميّون ليس لديهم مدونات ترجع إلى تلك الفترة البعيدة من الزمن ، مما في ذلك إشارة إلى اتهام العرب عامة والمسلمين خاصة بالتخلف ، وفيه تشكيك في حجية العلوم الدينية بأنها لم تدون إلا بعد فترة ، مما يعنى تعرضها للضياع أو للتغيير. لذلك .. عنيت هذه الدراسة بإثبات أن التدوين هو مظهر من أهم المظاهر الحضارية ، و هو مبدأ إسلامي في الحضارة الإسلامية على وجه الخصوص حيث حث القران الكريم على الكتابة في آيات كثيرة و أن تدوين العلوم كان مزدهرا في مصر و غيرها من الأمصار الإسلامية منذ القرن الأول الهجري و منذ ظهور الإسلام و نزول القران و قد لعب التدوين دورا خطيرا فى حفظ القران الكريم و العلوم الدينية و غيرها من العلوم ، و قامت فى مصر حركة حضارية واسعة فى تدوين الجوانب المختلفة للحضارة شاملا الجانب العلمى و الثقافى المتمثل في تدوين العلوم الدينية من قران و حديث و فقه ، و تدوين العلوم الأخرى من تاريخ و أدب و طب و كيمياء و غيرها كما شمل الجانب الاجتماعي المتمثل في الكتابات الاجتماعية مثل عقود الزواج ، و الميراث ، و عقود الصلح ، و المناسبات و غيرها من مظاهر الحياة الاجتماعية بمصر ، و شمل الجانب السياسي بمعنى كتابة الوثائق السياسية التي تعود لتلك الفترة ، كما شمل الجانب الاقتصادي حيث وجدت كتابات تعود للقرنين الأول و الثاني تتعلق بالزراعة و الصناعة و التجارة .. و فى كل هذه الجوانب تعددت وسائل الكتابة و التدوين ، و كان أهمها فى مصر البرديات العربية التي تميزت مصر بالكتابة عليها . |