الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص التغيير صفة من صفات المجتمع الإنساني وهي ذات دلالات على وجوده الدينامي ، فالبنيان الاجتماعي لأي مجتمع يخضع لتغيير دائم فهو ينمو ويتجدد ، وهو في نموه وتجدده يتكيف مع ظروف البيئة المختلفة أو يكيفها ، ويمر بتحولات واسعة من جراء هذا التكيف المتبادل والمستمر ، وتعتبر الحياة في المجتمعات الصحراوية بالغة الصعوبة ، ذلك للظروف البيئية القاسية التي يعيش فيها سكان تلك المناطق والتي تُعد مهشمة داخل المجتمعات الكبرى التي توجد بها ، وتعيش داخل حدودها السياسية ، وهذه المجتمعات الهامشية تكاد تكون منعزلة ثقافياً ومكانياً عن باقي أجزاء الوطن ، ولقد بداء الاهتمام بدراسة المجتمعات الصحراوية في مصر منذ ما يزيد على الأربعين عاماً حيث أجريت خلال تلك الفترة بحوث حقلية كثيرة في عدد من تلك المجتمعات وخاصة في سيناء ، وباعتبار انه لا يوجد مجتمع أبدا من فراغ ، بل إن لكل مجتمع إقليماً خاصاً يرتبط به ويتميز بملامح بيئية وثقافية تتداخل بشكل مباشر أو غير مباشر في تشكيل بنية المجتمع وتؤثر في نظمه وأنساقه الاجتماعية والاقتصادية، لذا كان الاهتمام بدراسة أحد المجتمعات الصحراوية في مصر للمساهمة في إبراز وتوضيح جوانب العلاقة بين التغيرات البيئية والثقافية وتأثيراتها المختلفة على البنية الاجتماعية في مجتمع شمال سيناء . |