الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 193 |  |  |
| | | from | 193 | | |
المستخلص
لم تتناول الدراسات السابقة كيفية إدارة تلك الصناعة والطريقة التي كانت تعمل به ا
الفاوريقات (المصانع) من الناحية الإدارية على الرغم من أن هناك جهازَا إداريَا مختصَا بذاته
وقائم على أدوات تلك الصناعة منذ لحظة إنشاء الصناعة في عصر محمد علي, وهو ديوان
الفاوريقات الذي يعتبر بمثابة وزارة الصناعة في وقتنا الحالي, وهي وإن أشارت إلى الإدارة
الصناعية فمن بعيد وعلى استحياء مشيرة إلى أنها السبب الرئيس في انهيار النظام الصناعي
الذي أقامه محمد علي كان مستندَا في ذلك على تقارير القناصل والأجانب. ومن هنا تأتي
أهمية تلك الدراسة في إطار توضيحي للدور الهام الذي قام به الديوان في دائرة الصناعة التي
أقامها محمد علي وتتبع مراحل عمل هذا الديوان, ومن ثم ركزت هذه الدراسة على التطورات
التي مر بها الديوان والظروف التي أحاطت به ومدى تأثيرها على واقع العملية الصناعية, كما
تحاول هذه الدراسة أيضاً تقديم صورة دقيقة عن ظروف العمل داخل الورش والمصانع
وكذلك أحوال العمال المعيشية وذلك من خلال بعض الإحصاءات الخاصة ببعض الأجور التي
كانوا يتقاضونها.
كما تستهدف هذه الدراسة أيضاً الدور الرقابي الذي مارسه الديوان على العملية
الصناعية وادوات الديوان التى كانت في غاية الأهمية والدقة, وكذلك الدور المالي الذي
مارسه الديوان على المنشآت الصناعية من حيث إمدادها بالأمول اللازمة وكيفية ربط العملية
الحسابية داخل المصنع وإعداد بيانات الميزانيات اللازمة للمصانع, بغرض إبراز التطورات
الاقتصادية والإدارية التي مرت بها العملية الصناعية في عصر محمد علي.
كما جمعت هذه الدراسة ايضاً بين عدد من الأساليب المنهجية ومن الاساليب الكمية
التي اعتمدت على الإحصائيات في تصنيف وعرض البيانات الكمية سواء اتخذت جداول أو
شكل رسوم بيانية كان الهدف من هذه الإحصائيات استخراج بعض الدلالات الهامة التي
تساعد على تتبع منهج المراحل التي مرت بها الصناعة، كما اعتمدت الرسالة علي الأخذ
بالمنهج التحليلي التتبعي للوثائق على أساس أن بعض الوثائق التي اعتمدت عليها الدراسة هي
في الأصل وثائق إدارية موجهة من والي الرؤساء والمرؤسين في الإدارة عامة والإدارة
الصناعية خاصة فكان لابد من تتبع وتحليل تلك الوثائق لمعرفة ما تشير إليه.
وفي سبيل إنجاز تلك الدراسة تعددت مصادرها, فبالإضافة إلى الوثائق السيادية
كمكاتبات وأوراق المعية السنية, والديوان الخديوي وشورى المعاونه والكتخد ا... سواء
العربية منها أو التركية, اعتمدت الدراسة كذلك وبصفة أساسية على الوثائق الصناعية